أسامة شلش ما من موسم حج أو عمرة إلا وتتهم مصر للطيران بزيادة في أسعار التذاكر والمتاجرة فيها علي حساب الحجاج والمعتمرين، الاتهامات تأتي من شركات السياحة أو الجمعيات أو حتي من الأفراد بعضهم والحقيقة أن الأسعار اصبحت نارا وهناك الآف يحسبونها قبل الاقدام علي مثل تلك الرحلات الروحية الدينية وقد يلغون فكرتها من أصله والسبب تذكرة الطائرة والتي وصلت في الحج للمدينة مباشرة إلي 9 آلاف جنيه في بعض الأوقات. الناس قد يكون معها كل الحق خاصة وهي تتساءل: وما ذنبنا في أن نتحمل هذا الفارق بحجة أن الطائرات في المواسم تذهب ملأي وتعود فارغة وفي العودة يحدث العكس؟! والشركة قد تكون معها ايضا كل الحق فهي شركة تعمل بأسس اقتصادية بحتة حتي ولو استهدفت الربح فالرحلة مكلفة جدا خاصة في ظل الزيادة الرهيبة في اسعار الوقود والخدمات التي تقدم للطائرات في المطارات وفي ظل الجدوي الاقتصادية التي يجب أن تحققها الرحلة بالتشغيل الأمثل الذي لا يوقعها في خسائر في ظل ظروف صعبة. حساب قيمة التذكرة وهل تمثل القيمة الحقيقية للتشغيل مع هامش ربح بسيط من المتاجرة بها ورفع سعرها بطريقة تحقق مكاسب طائلة قد تختلف فيه الآراء ولكنه في الواقع يمكن تقديره بناء علي مصلحة الجميع. ولكن الشيء الذي اتمني أن نعيد النظر فيه وهو قيمة الضرائب والرسوم غير المبررة من جانب الدولة علي تذاكر رحلات الحج بالذات قد نقول إن رحلات العمرة التي تفرض عليها ايضا الضرائب علي التذاكر قد تكون مقبولة ويدفعها المعتمر لانه في رحلة لاداء سنة ولكنها في الحج فريضة وركن من اركان الدين يجب ان نساعده عليها وان نخفف عنه اعباءها خاصة ان هناك من يقتطع من قوت يومه ليوفر نفقاتها في فرحة قد تقتلها أي زيادة في أي جزء من الرحلة التي صارت اسعارها خيالية وفوق طاقة البسطاء طالبي الحج. ومن أجل حج ناجح ورخيص لماذا لا نستفيد من تجارب غيرنا من الدول التي تنظمه في مجموعات كاندونيسيا وماليزيا ودول شرق آسيا بمسلميها الملايين وهي تجارب نموذج في دقة الإدارة والقيادة والاعداد والتنفيذ وقلة الأسعار. أي بعثة من بعثات الحج الرسمية للدولة أو حتي البعثات النوعية بشرط أن تنقل الحقيقة ان تأخذ بها السلطات في مصر سوف تجعلنا نقدم مواسم حج بلا استغلال أو متاجرة وبما يخدم الحجاج كلهم ولكننا مع الأسف رغم المطالبة العديدة بإنشاء هيئة عليا للحج تتولي شئونه والمناداة بالاستفادة من تلك التجارب الدولية مازلنا نتنازع علي من ينفذ الحج ومن من حقه دون غيره وكل بعثة من البعثات تصحب معها كتيبة من المنظمين والإعلاميين. لو رجعنا إلي تقارير البعثة الرسمية علي مدي سنوات عديدة سوف تجدها تقول كله تمام مع ان الحجاج خاصة القرعة يتعرضون لمشاكل لا حصر لها وصلت في العام الماضي إلي أن أغلبهم تخلف عن النزول من عرفة بعد الحج وهو ما يجب أن نتخلص منه بدقة التنظيم بضمير. من يؤدون فريضة الحج وفق حصة مصر الرسمية يقارب ال85 ألف حاج يزيدون أو ينقصون قليلا منهم ما يقارب ال75 الفا يسافرون بالطائرة التي يشكو الناس من غلو اسعارها وهم لا يعرفون ان هذا السعر يتضمن ضريبة ورسوم تحصل لحساب الدولة بما يقارب بخمسمائة جنيه علي كل تذكرة وهي ضريبة قد لا تمثل بالنسبة للدولة شيئا ولكن لو نظرنا إلي انها تفرض علي الحاج الغلبان الذي يقتطعها من قوته فهي شئ كبير لو وفرناها عليه لدعا لنا ولمصر في الكعبة وامام الرسول الكريم بالستر. الرئيس محمد مرسي رئيس كل المصريين اعتقد انه لن يتأخر في تقديم المساعدة لحجاج مصر خاصة من يؤدون الفريضة لاول مرة بالتخفيف عليهم انني ادعوه لإلغاء تلك الضريبة والرسوم. افرضوها علي أي شيء علي الرحلات السياحية وعلي رحلات العمرة ولكن اعفوا منها الحاج وكفاه مشقة قدره الله عليها وابحثوا معنا علي مصدر آخر لجباية الضرائب.