مفارقة غريبة وعجيبة في موسم حج هذا العام.. علي الرغم من ارتفاع حصة مصر من التأشيرات الاضافية.. إلا ان تكاليف الرحلة ارتفعت بنسبة كبيرة تجاوزت 30% وقارب الحجم عن طريق القرعة والجمعيات 25 ألف جنيه.. وتجاوز نظام السياحة لأكثر من 120 ألف جنيه في المتوسط.. في الوقت الذي تصل تكاليف الرحلة المقدسة من أوروبا 2500 يورو "أي حوالي 18 ألف جنيه". نشطت بالتالي عمليات المتاجرة بالتأشيرات واستغل السماسرة الموقف ووصل سعر التأشيرة إلي قرابة الثلاثين ألف جنيه و15 ألفا بالنسبة لبعض الجمعيات.فيما لجأ الغلابة إلي تأشيرة خدمة الحجاج ليتمكنوا من أداء الفريضة. في البداية يقول خالد عبدالهادي.. علي المعاش.. أنه يحلم بأداء المناسك منذ زمن طويل وسعي إلي ذلك من خلال الجمعيات والتقديم في القرعة لأن الحج السياحي هذا العام يحتاج إلي 40 ألف جنيه وهو لا يملك نصف هذا المبلغ.. وفوجيء بان التكاليف بالجمعيات أيضاً وصلت 24 ألف جنيه ولذلك فقد أرجأ التقديم حتي يتمكن من تدبير المبلغ الذي يكفي رحلة العمر التي طالما يحلم بها. * يشير السيد عثمان فلاح إلي تعرضهم العام الماضي لمتاعب كثيرة سواء خلال الرحلة من بلدته بالبحيرة حيث لا يوجد حمامات نظيفة أو أماكن للجلوس وتركهم علي الأرض في انتظار السيارات التي تتأخر كثيراً ولم يجدوا من يخبرهم عن ميعاد التحرك.. واضطرارهم إلي التكدس علي سطح العبارة لان غرفها كانت مرشوشة مما تسبب في معاناتهم . * يقول أحمد المرسي طبيب جراح إنه كان يرغب في الحج هذا العام ولكنه فوجيء بأن الاسعار تضاعفت عن العام الماضي حيث ارتفع تكاليف الحج السياحي إلي أكثر من 30% ويستغرب لذلك حيث ان له صديقا طبيبا كان يعمل في المانيا وقام بالحج من هناك بمبلغ 2500 يورو فقط وكان يقيم في فنادق خمس نجوم وبالقرب من الحرم وعرفات.. وهو سوف يؤجل تلك الرحلة إلي تحسن الظروف. وتعتبر نادية رزق مهندسة ان هناك تجارة في تلك الفريضة من قبل بعض شركات السياحة فضلاً عن الشروط التي وضعتها الدولة بشكل غير مبرر ومنها مرور خمس سنوات علي آخر حجة وهي تحاول الحج عن والدتها ولكنها لم تتمكن من ذلك لأن شركات السياحة تشترط مرور خمس سنوات علي آخر مرة قمت فيها بالحج فما الداعي لتلك الشروط التعجيزية. ومن جانبهم يشتكي أصحاب شركات السياحة من العقبات التي تواجههم في الحصول علي حصصهم من الدولة وعلي تراجع أرباحهم عن الأعوام السابقة بسبب ارتفاع تكاليف الاقامة في الأراضي السعودية. يقول أحمد زكري صاحب شركة سياحة ان هناك طلبا كبيرا علي أماكن الاقامة بالسعودية تفوق المعروض حيث قامت السلطات السعودية بهدم 50 ألف وحدة سكنية بالقرب من الحرم لتجديدها مما رفع أسعار الاقامة هناك وهذا بالطبع سوف يتحمله الحاج . * يؤكد أكرم اسماعيل مدير شركة سياحية أخري علي ان هناك عمليات احتيال علي الناس من قبل بعض السماسرة الذين يحضرون تأشيرات للحج من سفارات أخري ولا يعتد بها في مصر أو في السعودية حيث تشترط السعودية بأن يكون الحاج حاصلا علي تأشيرة من محل اقامته.. ويطالب المواطنين بالتعامل مع الشركات السياحية المعترف بها حتي لا يقع في فخ النصابين. ويشاركه الرأي بدر محمد صاحب شركة سياحية يطالب المواطنين بالتأكد من التأشيرات التي يحصلون عليها لأن هناك تأشيرات خدمة حجاج تباع أرخص في السوق ولكن تكون المفاجأة عند السفر وأداء المناسك فلا مكان للاقامة بالقرب من المشاعر حيث تكون أماكن اقامتهم بعيدة عن الحرم ولا مطوف ويقومون بافتراش الشوارع في مني وعرفات. يشير محمود فهمي صاحب شركة أخري إلي ان هناك شركات سياحة خمس نجوم هي التي حصلت علي التأشيرات الاضافية التي باعتها الحكومة للشركات بمبلغ 12 ألف جنيه لأنها تبيعها لعلية القوم الذين يدفعون 120 ألف جنيه في الحج حيث يقسم محمود الحج بين الحجاج خمس نجوم والحجاج البسطاء فالذين يقومون بالحج السياحي الخمس نجوم لا يمسكون شنطة في أيديهم حيث يقيمون علي بعد أمتار من الأماكن المقدسة وفي فنادق خمس نجوم تقدم لهم الطعام ثلاث وجبات فضلا عن السيارة المكيفة التي لا يوجد بها سوي حاجين فقط خلال مناسك عرفات ومني والغرف أيضاً لا يوجد بها سوي حاجين أيضاً ولكن الحجاج متوسطي الحال الذين يحجون سياحة ويمكن أن تنخفض تكاليفهم هذا العام إلي أقل من 30 ألفاً فليس لهم أكل ولا شرب ولا نوم في مكان جيد وان كانوا أفضل بكثير من حجاج آخرين. يؤكد صاحب شركة سياحة رفض ذكر اسمه علي ان شركات السياحة الذين يشاركون في عمليات الحج والعمرة الذين ارتفع عددهم من 800 شركة إلي 1200 شركة ينقسمون إلي نوعين الأول خمس نجوم وهي الشركات التي يملكها الكبار أو أعضاء غرفة السياحة وكذلك نجوم المجتمع من الفنانين ولاعبي الكرة الذين لهفوا التأشيرات الاضافية ويقومون ببعيها بمبالغ خيالية تصل إلي 150 ألف جنيه أو بالدولار للفنانين ولاعبي كرة القدم ورجال الأعمال الذين يعيشون ويقيمون اقامة خمس نجوم في الأراضي المقدسة وهناك شركات الغلابة كما يقول صاحب الشركة التي رفضت التأشيرات الاضافية التي قدمتها وزارة السياحة لهم لانها لا تجد من يشتريها . يؤكد المسئولون بالوزارات التي تشرف علي عملية الحج سواء السياحي أو القرعة أو الجمعيات علي ان هذا العام تم وضع استراتيجية شاملة لجميع حجاج مصر بحيث يتم القضاء علي المشكلات التي تواجههم في رحلتهم للسعودية أو الأماكن المقدسة. يؤكد أسامة العشري وكيل أول وزارة السياحة ورئيس قطاع الشركات والمحلات السياحية بوزارة السياحة علي ان هناك أربعة مستويات للشركات السياحية وذلك حسب سنوات خبرتها في تنظيم رحلات الحج بحيث يحصل المستوي الأول الذي يقوم بتنظيم الرحلات لمدة تسع سنوات علي 24 تأشيرة والمستوي الثاني الذي نظم الرحلات من 6-8سنوات يحصل علي 16 تأشيرة والمستوي الثالث يحصل علي 6 تأشيرات وهي الشركات التي انتظمت في الرحلات أقل من 6 سنوات وتأشيرتين للشركات التي تعمل لأول مرة في هذا المجال. ويشير العشري إلي ان الوزارة قامت بتوزيع 10 آلاف تأشيرة اضافية علي الشركات بواقع 50% من حصتها ليرتفع عدد تأشيرات الحج السياحي هذا العام لحوالي 30 ألف تأشيرة. يشير محمد توفيق مدير مشروع الحج والعمرة بوزارة التضامن إلي أن عدد الحجاج الذين سوف يؤدون المناسك هذا العام من خلال الجمعيات الأهلية زاد عن العام الماضي بواقع ألف حاج حيث وصل عددهم 500.12 حاج. ويؤكد علي ان هناك شفافية كبيرة في توزيع التأشيرات علي الجمعيات بحيث تم تطبيق الشروط يشكل واضح دون استثناءات فلابد ان يكون الحاج قد مر علي عضويته بالجمعية مدة لا تقل عن 6 شهور ويفضل من لم يسبق له الحج من قبل كما ان الجمعية نفسها يجب ان يكون قد مر علي انشائها مدة لا تقل عن ثلاث سنوات ولم يسجل ضدها أي مخالفات ويكون لها نشاط بارز في خدمة المجتمع. يوضح ان تكاليف حج الجمعيات هذا العام 18 ألف جنيه شاملة السفر والخدمات والسكن في فنادق 4 نجوم حول الحرم وهناك تخفيض لعدد من الحجاج إلي 14 ألفا نظرا لظروفهم ولكن هناك أسعاراً أخري مرتفعة لحوالي 600 حاج في المستوي المتميز والذين يقيمون في أبراج مكة المطلة علي الحرم مباشرة وسعرها 24 ألف جنيه فقط. يرجع زين عبيدي نائب رئيس قطاع السياحة بجمعية رجال الأعمال وعضو غرفة شركات السياحة ارتفاع أسعار الحج هذا العام إلي عوامل تتعلق بالمملكة السعودية التي تعاني من قلة الغرف التي تم تجهيزها لاقامة الحجاج من 200 ألف غرفة إلي 150 ألف غرفة فقط بعد قيام السلطات السعودية بهدم 50 ألف غرفة "1200 عمارة" لتطويرها وكذلك أيضاً هناك زيادة في أسعار تذاكر الطيران فضلاً عن قيام بعض الشركات بشراء تأشيرات من الشركات الأخري لاستكمال عدد ركاب الاتوبيسات لان أكبر شركة لا تحصل سوي علي 24 تأشيرة والاتوبيسات تحمل 45 راكباً مما يحمل بعض الشركات أعباء اضافية تضطر إلي تحميلها علي الحاج.