من منطلق تقدير حكومة واشنطن للدور المحوري الذي تلعبه القيادة السياسية ومصر في دعم جهود السلام بالشرق الأوسط حرص الرئيس الأمريكي باراك أوباما علي توجيه الدعوة إلي الرئيس محمد حسني مبارك لحضور مراسم استئناف المفاوضات المباشرة الفلسطينية الإسرائيلية والتي تنعقد في واشنطن أوائل الشهر المقبل وذلك وفقا لما جاء في بيان اللجنة الرباعية الدولية الذي صدر مؤخرا في نيويورك والذي حدد العناصر اللازمة للتوصل إلي اتفاق سلام.. وقد رحب الرئيس محمد حسني مبارك ببيان اللجنة الرباعية الدولية الذي دعا لاستئناف مفاوضات السلام المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.. وصرح السفير سليمان عواد المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية بأن الرئيس مبارك أكد قبوله لدعوة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للمشاركة في إطلاق المفاوضات المباشرة في مطلع الشهر المقبل في واشنطن وأبدي تطلعه لتوصل الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لاتفاق سلام ينهي الاحتلال الإسرائيلي ويقيم الدولة الفلسطينية المستقلة.. ومن الجدير بالذكر فإن الرئيس الأمريكي أوباما وجه الدعوة للرئيس محمد حسني مبارك والعاهل الأردني عبدالله الثاني للمشاركة في إطلاق المفاوضات المباشرة وأكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن المفاوضات ستستأنف في الثاني من الشهر المقبل بعد توقف دام 20شهرا وأعربت عن أملها بأن تنتهي خلال عام.. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية بأن حكومة واشنطن حرصت علي توجيه الدعوة لكل من الرئيس حسني مبارك والملك عبدالله الثاني لحضور قمة واشنطن نظرا لدورهما الحيوي في عملية السلام.. الهدف النهائي وفي إطار إعلان الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي قبولهما استئناف المفاوضات أكدت الرئاسة الفلسطينية أنه إذا ما قامت إسرائيل باستفزازات استيطانية فإنه سيكون هناك موقف مغاير تماما لما تريد إسرائيل.. وحول ذلك أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية في بيانها أنه كانت هناك صعوبات في الماضي وستكون هناك صعوبات أمامنا ولكنني أطالب الطرفين بالمثابرة ومواصلة المضي قدما حتي في الأوقات الصعبة ومواصلة العمل لتحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة.. وقالت كلينتون: إن محادثات واشنطن ستهدف إلي حل جميع قضايا الوضع النهائي بين الجانبين ويجب أن تجري بدون شروط مسبقة وسيكون الهدف النهائي للمحادثات هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة ديمقراطية قابلة للبقاء تعيش جانبا إلي جنب في سلام مع دولة إسرائيل.. وقال بيان اللجنة الرباعية والتي تضم الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بأن اللجنة الرباعية تعبر عن إصرارها بدعم الطرفين خلال المفاوضات التي يمكن إنجازها في غضون عام واحد وتنفيذ اتفاق وتدعو الطرفين مجددا إلي الحفاظ علي الهدوء وضبط النفس والامتناع عن أي أعمال استفزازية وخطابة مهيجة.. تطمينات أمريكية من المنتظر أن يستقبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الأول من سبتمبر أي عشية إطلاق المفاوضات المباشرة كلا من الرئيس محمد حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس وبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي علي عشاء عمل بحضور توني بلير ممثل اللجنة الرباعية.. وفي اليوم الثاني تلتقي هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية مع عباس ونتنياهو في وزارة الخارجية لإجراء محادثات ثلاثية تمهد لإطلاق المفاوضات المباشرة بصورة فعلية. وكانت هيلاري كلينتون قد اتصلت بعد إعلان بيان الرباعية بإطلاق المفاوضات المباشرة بكافة الأطراف المعنية وعلي رأسهم الرئيس محمد حسني مبارك ووزير الخارجية الأردني وممثل اللجنة الرباعية توني بلير لإطلاعهم علي آخر تطورات الموقف. كما اتصلت كلينتون مؤخرا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس لتؤكد له دعم واشنطن للسلطة الفلسطينية وضمان توافر المواد اللازمة لعملية بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية المرتقبة. وأشارت المصادر الأمريكية إلي أن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي قد وافقا علي الدخول في هذه المفاوضات بناء علي تطمينات تلقياها من الإدارة الأمريكية. وأشارت نفس المصادر إلي أنه يعتقد بأن إدارة الرئيس أوباما قد حصلت علي تعهدات ضمنية من قبل الحكومة الإسرائيلية تقضي بأنه إذا وافق الفلسطينيون علي الدخول في مفاوضات مباشرة فإن إسرائيل ستمد العمل بقرار تجميد النشاط الاستيطاني في الضفة الغربيةالمحتلة المقرر انتهاء سريانه في 26 من سبتمبر المقبل.. وعلي كافة الأحوال فإنه طبقا لما أعلنته وزيرة الخارجية الأمريكية فإن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أكد أهمية دور الرئيس مبارك والعاهل الأردني وتطلعه لاستمرار جهودهما من أجل السلام كأساس لنجاح عملية السلام وتحقيق الهدف النهائي بقيام الدولة الفلسطينية.