يعقد الرئيس مبارك غدا الأربعاء، جلسة مباحثات مهمة مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالبيت الأبيض، في العاصمة الأمريكيةواشنطن، تلبية للدعوة التي وجهها الرئيس الأمريكي للرئيس مبارك، لحضور انطلاق المفاوضات المباشرة تقديرًا للدور الكبير الذي بذله مبارك في تمهيد الأجواء بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، للجلوس معًا لإجراء مفاوضات مثمرة. تتناول القمة المصرية - الأمريكية عددا من الملفات المهمة، والقضايا المحورية في مقدمتها عملية السلام في الشرق الأوسط في ضوء المفاوضات المباشرة، المقرر إطلاقها بعد غد الخميس، والتي تستهدف التوصل إلي السلام الشامل والعادل بإقامة دولة فلسطينية مستقلة بعد أسابيع من جولات مكوكية من المفاوضات غير المباشرة، التي قادها جورج ميتشل، المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط، والتي بدأت في مايو من العام الماضي، وانتهت بعقد المباحثات المباشرة، المحدد لها فترة عام واحد فقط، وصفه المراقبون بعام الحسم. ويساعد الجانب المصري في إعداد وقراءة الصياغات القانونية للاتفاقيات مع الإسرائيليين كما يساعد الجانب الأردني في القضايا المتعلقة بالحدود. وتتناول القمة تطورات الأوضاع في السودان، وإقليم دارفور مع اقتراب موعد الاستفتاء في يناير المقبل، إضافة إلي الملف النووي الإيراني وتطورات الأوضاع في العراق، في ضوء القرار الأمريكي بانسحاب القوات الأمريكية المقاتلة. تشمل المباحثات بين الرئيسين مبارك وأوباما، أعمال العنف في الصومال والأنشطة المتزايدة لأعمال القرصنة التي تهدد الملاحة والتجارة الدولية. وتركز القمة علي سبل دعم العلاقات الثنائية بين مصر والولاياتالمتحدة في مختلف المجالات وتوسيع التعاون بين البلدين في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية. كان الرئيس مبارك قد وصل مساء أمس إلي العاصمة الأمريكية قادما من باريس بعد مباحثات مهمة أجراها مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ويصاحب الرئيس في رحلته إلي واشنطن كل من وزير الخارجية أحمد أبوالغيط ووزير الإعلام أنس الفقي والوزير عمر سليمان ود.زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية. إفطار البيت الأبيض ومن المقرر أن يلقي الرئيس كلمة مهمة خلال مأدبة الإفطار الرمضاني التي يقيمها الرئيس الأمريكي باراك أوباما غدا، تكريما للرئيس حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس ويحضرها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. وتستثمر الإدارة الأمريكية النجاح الذي حققته بعقد جلسات للمفاوضات المباشرة بين الجانبين، في إنقاذ نفسها من مأزق تدني شعبيتها لدي المواطن الأمريكي، وهي مقبلة علي انتخابات الكونجرس في نوفمبر المقبل، وإعادة انتخابات أوباما لدورة ثانية في الانتخابات التي تجري بعد عامين. وأكدت وكالات الأنباء أن مشاركة الرئيس مبارك في هذه القمة لدعم ومساندة المفاوض الفلسطيني في موقفه العادل لإنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة وكذلك إيمانا منه بأن الوقت قد حان للسعي الجاد لتسوية شاملة وعادلة للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي. كما يلقي الرئيس مبارك كلمة خلال مراسم افتتاح المفاوضات تعبر عن تطلع مصر وشعوب المنطقة العربية والإسلامية لمفاوضات جادة تتوافر بها فرص الاستقرار وصولا إلي اتفاق سلام ينهي الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي وصولا إلي إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وتؤكد كلمة الرئيس مبارك ثبات الأولويات والمواقف العربية التي تطالب بالعودة إلي حدود 1967 وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدسالشرقية وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية. وكان المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة قد أكد أهمية زيارة الرئيس حسني مبارك المرتقبة للولايات المتحدة كونها السوق الأولي في العالم كما أن اقتصادها يحتل المرتبة الأولي وفي هذا الإطار فلا يمكن لأي دولة تتطلع إلي الاندماج في السوق العالمية والتنمية أن تنمو بدون تواجد قوي علي الساحة الأمريكية. وأكد أن مصر تستهدف رفع مستوي تواجدها في السوق الأمريكية واجتذاب المزيد من الاستثمارات الأمريكية والتعاون في العديد من المجالات من خلال المنظمات الدولية مثل منظمة التجارة العالمية وصندوق النقد والبنك الدوليين والتي تلعب أمريكا دورا أساسيا فيها. وأوضح رشيد أن جميع هذه العوامل تجعل علاقات مصر مع الولاياتالمتحدة مهمة للغاية.. كما أن الولاياتالمتحدة تمثل 20% من حجم تجارة مصر الخارجية وتستحوذ علي النصيب الأكبر من الاستثمارات الخارجية في مصر. وقال إنه من المستهدف العمل علي مضاعفة حجم التجارة والاستثمارات المشتركة بين مصر والولاياتالمتحدة خلال الأربع سنوات المقبلة وذلك في ضوء مذكرة التفاهم التي تم التوقيع عليها مع الجانب الأمريكي من خلال خطوات محددة تسمح بتكرار الإنجاز الذي تم في هذا الشأن علي مدي الأربع سنوات الماضية.