خالد أبوبكر: الصناعة أهم طرق الحد من فاتورة الاستيراد    انتهاء توصيل خطوط المياه لمدرسة منشية النوبة بالأقصر    «التعليم» تعقد ورشة عمل إقليمية عن الذكاء الاصطناعي    إسبانيا ترفض دخول سفينة محملة بالأسلحة إلى موانئها في طريقها لإسرائيل    ظل عالقا 26 عاما.. فيديو يوثق لحظة خروج «شاب الحفرة» من تحت الأرض    توقيف رئيس حرم جامعي في كاليفورنيا بسبب تضامنه مع الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين    ضربة قوية ل الهلال قبل مواجهة النصر في الدوري السعودي    تطور مفاجئ في مصير محمد صلاح مع نهاية الموسم.. ماذا سيحدث؟    3 ظواهر جوية تضرب البلاد غدا.. رياح محملة بالأتربة وموجة حارة شديدة    «نجوم إف إم» تكرم أحمد السقا في حلقة خاصة    تفاصيل افتتاح مهرجان إيزيس لمسرح المرأة في دورته الثانية بالأوبرا (صور)    الكشف على 1161 مواطنا في قافلة طبية مجانية بالبحيرة    نتيجة الصف الرابع الابتدائى الترم الثانى.. موعد وطريقة الحصول عليها    الفيوم تستضيف الجلسة ال26 للجنة قطاع العلوم الأساسية على مستوى الجامعات    تقرير: كايزر تشيفز يخطط للتعاقد مع بيرسي تاو    المؤلف نادر صلاح الدين: عادل إمام لا يتدخل في كتابة السيناريو إلا بطريقة احترافية شديدة    أستاذ قانون دولي: يجب على محكمة العدل إصدار قرار بوقف إطلاق النار في غزة    قصر ثقافة مطروح.. لقاءات عن العمل وإنجازات الدولة وورش حرفية عن النول والمسمار    لا عملتها ولا بحبها ولن نقترب من الفكر الديني.. يوسف زيدان يكشف سر رفضه «مناظرة بحيري ورشدي»    لراحة القلب والبال.. أفضل دعاء في يوم الجمعة «اللّهم ارزقني الرضا وراحة البال»    الشباب والرياضة: مشروع قومي لتطوير مدربي منتخبات كرة القدم    طريقة عمل العزيزية لتحلية سريعة التحضير وشهية    أعراض ضربة الشمس، وطرق العلاج في البيت والوقاية    نتنياهو: معركة رفح "حاسمة" واكتمالها سيقطع بإسرائيل مسافة كبيرة نحو هزيمة "حماس"    الاتحاد يتأهل إلى نهائي المربع الذهبي لكرة السلة    فعاليات فنية ل ذوي الاحتياجات الخاصة وسبل تخطي الأزمات ب ثقافة الغربية    حقيقة إيقاف شهادة 23.5 من بنك مصر بعد قرار التعويم الأخير    بعد وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية- كيف يسبب السكري الموت؟    جامعة بني سويف من أفضل 400 جامعة عالميا.. والرابعة محليا    بالفيديو.. نصيحة هامة من الشيخ خالد الجندي إلى الأباء والأمهات    إنطلاق المشروع القومي لتطوير مدربي المنتخبات المصرية لكرة القدم NCE    مدفيديف يصف زيارة زيلينسكي إلى خاركوف ب«الوداعية»    وزيرا التعليم والأوقاف يصلان مسجد السيدة نفيسة لتشييع جثمان وزير النقل السابق - صور    فانتازي يلا كورة.. الثلاثي الذهبي قبل الجولة الأخيرة في بريميرليج    نقابة المهن الموسيقية تنعي زوجة المطرب أحمد عدوية    سكاي: فونيسكا الخيار الأول لخلافة بيولي في ميلان    أحلام الشباب في اقتناص ثروات الذكاء الاصطناعي تتحطم على صخرة الجامعات الحكومية    «كارثة متوقعة خلال أيام».. العالم الهولندي يحذر من زلازل بقوة 8 درجات قبل نهاية مايو    نائب محافظ الجيزة يتابع ميدانيا مشروعات الرصف وتركيب بلاط الإنترلوك بمدينة العياط    لجنة مركزية لمعاينة مسطح فضاء لإنهاء إجراءات بناء فرع جامعة الأزهر الجديد في برج العرب    "هُتك عرضه".. آخر تطورات واقعة تهديد طفل بمقطع فيديو في الشرقية    15 يوما إجازة رسمية بأجر في شهر يونيو المقبل 2024.. (10 فئات محرومة منها)    وكيل الصحة بالقليوبية يتابع سير العمل بمستشفى القناطر الخيرية العام    إطلاق مبادرة لا للإدمان في أحياء الجيزة    الخارجية الكورية الجنوبية تعرب عن تمنياتها بالشفاء العاجل لرئيس الوزراء السلوفاكي    هل يجوز الجمع بين الأضحية والعقيقة بنية واحدة؟.. الإفتاء توضح    ببرنامج "نُوَفّي".. مناقشات بين البنك الأوروبي ووزارة التعاون لدعم آفاق الاستثمار الخاص    بمشاركة مصر والسعودية.. 5 صور من التدريب البحري المشترك (الموج الأحمر- 7)    قرار قضائي جديد بشأن سائق أوبر المتهم بالاعتداء على سيدة التجمع    بدء التعاقد على الوصلات المنزلية لمشروع صرف صحي «الكولا» بسوهاج    رئيس جامعة المنيا يبحث مع الجانب الإيطالي تطوير معامل ترميم الآثار بالجامعة لخدمة الباحثين    الطاهري يكشف تفاصيل قمة البحرين: بدء الجلسة الرئيسية في الواحدة والنصف ظهرا    محافظ المنوفية يتفقد أعمال التطوير بكورنيش شبين الكوم الجديد وشنوان    «الداخلية»: ضبط 13 ألف قضية سرقة تيار كهربائي خلال 24 ساعة    دون إصابات.. تفاصيل نشوب حريق داخل شقة في العجوزة    أعطيت أمي هدية ثمينة هل تحق لي بعد وفاتها؟.. أمين الفتوى يوضح    نتيجة الصف الرابع الابتدائي الترم الثاني 2024 عبر بوابة التعليم الأساسي (الموعد والرابط المباشر)    «الأمن الاقتصادي»: ضبط 13166 قضية سرقة تيار كهربائي ومخالفة لشروط التعاقد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تقارير : يحيى حبلوش : مصر ستتحول لدولة طوائف وميليشيات على يد التيارات الدينية
نشر في أخبار النهاردة يوم 30 - 12 - 2012

طالب الدكتور يحيى إسماعيل حبلوش، الأمين العام لجبهة علماء الأزهر، الدكتور ياسر برهامى، القيادى السلفى، بضرورة الاعتذار عما بدر منه من تصريحات بخصوص الأزهر، محذراً من وجود محاولات سلفية للسيطرة والهيمنة على الأزهر بمساعدة بعض الدول. ولفت إلى أن الأزهر مسيّس وكل الأنظمة الحاكمة تحاول استغلاله لخدمة اتجاهاتها السياسية. وحذر من إبعاد الأزهر وعلمائه عن ممارسة أدوارهم فى ظل سيطرة التيارات الدينية، مؤكداً أن غياب دعم الدولة لدور الأزهر فى ظل التشدد المنتشر حالياً سيحول البلاد إلى الطائفية والميليشيات مثل لبنان والجزائر.
ودعا د. حبلوش، خلال حواره مع «الوطن»، إلى إلغاء المرسوم رقم 13 لسنة 2012 الذى أصدره المجلس العسكرى فى يناير الماضى والخاص بانتخاب هيئة كبار العلماء وشيخ الأزهر، لافتاً إلى أن الهيئة بقانونها الحالى لا تمثل علماء الأزهر، مطالباً بضرورة تعديل القانون وتغيير شروط هيئة كبار العلماء حتى يتم انتخابهم بشكل حقيقى ومن بينهم يتم انتخاب شيخ الأزهر. وإلى نص الحوار.
* كيف قرأت تصريحات الدكتور ياسر برهامى عن الأزهر؟
- إهانة بالغة للمؤسسة الدينية، ولا بد من اعتذاره أو تصويبه لما صدر عنه وتأكيد احترامه للمؤسسة الأزهرية.
* ولكنه اتهم قيادات الأزهر بعقد صفقة مع النظام من أجل تمرير المادة الرابعة!
- اتهام الأزهر بعقد صفقة أمر لا يمكن قبوله لأن الأزهر هو مرجعية الأمة الإسلامية ولا يجوز التشكيك فيه أو الكلام عنه بأحاديث مرسلة؟
* هل نحن مقبلون على حرب من جانب السلفيين على الأزهر؟احنا اتلعب علينا فى مسودة الدستور.. وعندما اتصلت بعبدالرحمن البر عاملنى باستعلاء شديد
- منذ زمن طويل وهناك حرب شعواء من جانب السلفيين على الأزهر وعلمائه، ونحن فى جبهة العلماء فطنا إلى ذلك وطلبنا من محكمة أمن الدولة أن تطلق قيودنا لنؤدى دورنا، فإلى الآن علماء الأزهر أيديهم مغلولة.
* ما قولك فى المتطاولين؟
للأسف لهم أطماع فى الأزهر؛ حيث يريدون السيطرة عليه بمعاونة دول عربية تحاول جاهدة نسف الأزهر أو على الأقل منافسته من خلال إنشائها لجامعات وكيانات وهيئات مقلدة أريدَ لها أن تحل محل الأزهر.
* وهل أصاب الأزهر ما أصاب المؤسسات الأخرى؟
- نعم، طاله الفساد مثل حال كل المؤسسات فى عهد النظام السابق، ولكن إذا كان يطلب من القضاء تطهير نفسه فلماذا لا يتم ذلك مع الأزهر دون تدخل من أحد، فأبناؤه هم أدرى بشئونه.
* ما سر تراجع الأزهر؟
- الأمر يرجع إلى تسييس المؤسسة الدينية، فكل القيادات كانت تعين بموافقة أمن الدولة، لذلك يجب أن يستقل الأزهر استقلالاً حقيقياً وتعود إليه أوقافه ويرد إليه اعتباره، وكل مذهب يكون له شيخ يختاره أهل التخصص، ويكون لشيخ الأزهر وكلاء فى المحافظات، ونفس الأمر بالنسبة للمفتى؛ حتى يعود الأزهر، ولا يُسمح لكل من هب ودب الإفتاء.
* كيف ترى ممارسة السياسة فى المساجد؟
- جناية وجريمة فى حق الأمة كلها، وينبغى إبعاد المساجد عنها، لأنه لا يمكن تنشيط المساجد فترة الانتخابات للتصويت لحزب أو الاستفتاء على أمر بعينه، ولا بد من ضابط لهذه المسألة.
* هناك بعض التيارات الدينية تتحدث باسم الإسلام، فما رأيك؟
لا يوجد أحد أو نظام يعبر عن الإسلام، ومن يقل إنه ممثل رسمى للإسلام فهو مغرور، وينبغى على العلماء الحقيقيين أن يقوموا بدور المراقبة والتوجيه وليس التصفيق للحاكم.
* هل سيسمح الإخوان باستقلال الأزهر؟
- كل الأنظمة التى حكمت مصر لم تغفل دور الأزهر لخدمة اتجاهاتها السياسية، والإخوان لم أر منهم ما يسر الخاطر حتى الآن.
* الهيئات المماثلة للهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، هل تنافس الأزهر؟
- تحاول أن تسد الفجوة والجانب العملى الغائب للأزهر، ولكن فى النهاية وجودها غير صحيح.
* كيف قرأت المادة الخاصة بالأزهر فى الدستور؟
- نعترض تماماً على المادة الرابعة من المسودة التى تنص على أن «الأزهر الشريف هيئة إسلامية مستقلة، يختص وحده بالقيام على كافة شئونه وفقاً للقانون، ويتولى الدعوة الإسلامية ونشر علوم الدين، والمحافظة على اللغة العربية فى مصر والعالم، وتكفل الدولة الاعتمادات المالية الكافية لتحقيق أغراضه، وتختار هيئة كبار العلماء شيخ الأزهر ولا يكون إعفاؤه من غيرها، ويؤخذ رأى هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف فى الشئون المتعلقة بالشريعة الإسلامية، وكل ذلك على الوجه الذى ينظمه القانون».
* ألا توجد مواد أخرى تختلف معها؟
- هناك مواد بمسودة الدستور نصوصها «مايعة» ومعيبة ولا تمثل الأمة، ولا بد من تعديل المسودة حتى تشمل السلطة للشعب والسيادة لله لأنها تضمن المساواة للجميع فى الحقوق والواجبات، لأن السيادة للشعب تعنى أن القرار للأغلبية والإذلال للشعب، ورئيس الجمهورية يمثل الأغلبية بما يعنى صنع ديكتاتور جديد للبلاد، وبالتالى لا بد أن يوفر لنا الدستور الحرية وعدم الوصاية أو الهيمنة علينا من قِبل الأغلبية وضرورة احترام الأقلية.
* هل أوصلت جبهة علماء الأزهر اعتراضها للجمعية التأسيسية؟
- بصراحة احنا اتلعب بينا فى مسودة الدستور، وقد اتصلت بالدكتور محمد البلتاجى القيادى الإخوانى ورئيس لجنة المقترحات بالجمعية التأسيسية وعتبنا عليه عدم الاستماع لمقترحات علماء الأزهر وترك الأمر لممثلين رسميين عن المشيخة لا يمثلون كل العلماء. وطلبنا من التأسيسية والبلتاجى عرض رأينا فيما يتعلق بالأزهر ووعدونا بجلسات استماع، وتركنا أرقام تليفوناتنا لهم ولم يردوا علينا.
* ولماذا لا يمثلون كل الأزهريين؟
- لأنهم لا يمثلوننا، ولا بد أن يكونوا متحررين من القيود الوظيفية ولا يمثلون السلطة التنفيذية أو شيخ الأزهر فقط، بل لا بد أن يمثلوا الأزهر كله.
* لكن وفد الأزهر ضم الدكتور نصر فريد واصل مفتى الجمهورية الأسبق والدكتور حسن الشافعى!
- أنا أكن كل احترام وتقدير للدكتور واصل وهو عالم جليل، والدكتور حسن الشافعى حصل على دراسات فى الأزهر ولكن صلته به انقطعت منذ عقود طويلة بعد تفضيله التدريس فى كلية دار العلوم.
* ما وجه اعتراضكم على المادة الخاصة بالأزهر؟
- نطالب بأن يعامل الأزهر معاملة الكنيسة، فأين استقلال الأزهر الذى يكفله الدستور وهو لم يسترد أوقافه حتى الآن، إذن الاستقلال سيكون حبراً على ورق ويظل الأزهر تابعاً ما دام يحصل على ميزانيتة من الدولة، وكيف تختار هيئة كبار العلماء شيخ الأزهر، وخاصة أن الطيب هو من عيّنها وهذا لا يخفى على أحد.
* ولماذا تعترضون على هيئة كبار العلماء؟
- يعلم الأزهر وشيخه الدكتور أحمد الطيب ما هى جبهة علماء الأزهر، فمن الإجحاف والظلم ألا تشمل هيئة كبار العلماء علماء بحجم الدكاترة محمود مزروعة وعبدالحى الفرماوى وعبدالستار فتح الله ومحمد البرى والعجمى الدمنهورى. عموماً قرارات التعيين الوظيفية لا تصنع علماء، فإطلاق لقب عالم مجتهد لا يصدر بقرار رئاسى أو وزارى، وبالتالى نحن لا نعترف بهيئة كبار العلماء إلا إذا كانوا من بين الناس ولهم دراسات ومؤلفات ونشاطات دعوية فى المجتمع، فليس كل أستاذ جامعى أو شيخ يصلح أن يكون عضواً بهيئة كبار العلماء أو مجمع البحوث الإسلامية.
* هل تشكك فى قدرات بعض العلماء؟
- هناك أعضاء بالمجمع وهيئة كبار العلماء أتحدى أن يكونوا حافظين القرآن الكريم كاملاً، وهناك بعض العمداء للكليات الشرعية لن ينجحوا فى جزء «عم».
* لماذا تعتقد ذلك؟
- هذا ليس اعتقاداً، بل حقيقة مؤلمة؛ لأن كثيراً منهم جاء بإرادة الحزب الوطنى المنحل، لدرجة أن هناك شخصية كانت تواجه اتهامات وقضايا ورغم ذلك كان عميد كلية، ولا يزال حتى الآن الحزب الوطنى يسيطر على الأزهر فى التربيطات والشللية وأصحاب المصالح، وبالتالى لا بد من تطهير المؤسسة من الجذور.
* ما المطلوب حالياً؟
أتمنى أن أرى شيوخ المالكية والأحناف والشافعية والحنابلة فى هيئة كبار العلماء مثلما كان فى الهيئة التى حلها الرئيس جمال عبدالناصر، ولذلك جبهة علماء الأزهر وكل الحركات الأزهرية تطالب بإلغاء مرسوم المجلس العسكرى رقم 13 لسنة 2012 الخاص بهيئة كبار العلماء وانتخاب شيخ الأزهر، وفى مجمع البحوث الإسلامية أعضاء لا علاقة لهم بالشريعة، علاوة على وجود أخطاء لغوية بالجملة فى مؤلفات أساتذة كبار بالأزهر، وكثير من مشايخ مجمع البحوث وعمداء الكليات عُينوا بواسطة الدكتور كمال الشاذلى.
* وما علاقة الشاذلى بالأزهر؟
- الشاذلى كان يتدخل فى كل شىء ولم يفلت الأزهر منه فكانت أوامره تعليمات لمسئولى الأزهر بكل أسف.
* ماذا عن شيخ الأزهر؟
- لا بد من انتخابه من علماء الهيئة والسماح لبعض المشايخ والعلماء والأساتذة والعمداء بالانتخاب، فلسنا أقل حالاً من الكنيسة.
* هل اختلف وضع الأزهر بعد الثورة؟
بعض أعضاء مجمع البحوث الإسلامية لا يحفظون القرآن وجاءوا بإرداة الوطنى المنحل وبتوصية من كمال الشاذلى
- فى رأيى الثورة لم تصل الأزهر، فقد تم فرض مجموعة من المشايخ علينا على أنهم كبار العلماء ومن بينهم الدكتور أحمد عمر هاشم أحد أقطاب الحزب الوطنى المنحل ومن الأفضل له ومن هم على شاكلته أن يبتعدوا عن الساحة بعد أن أفسد كثيراً فى الأزهر والجامعة حينما كان رئيسها لدرجة أنه عيّن قريبه معيداً وهو حاصل على مقبول وطالبنا شيخ الأزهر الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوى بالتحقيق فى الواقعة، لكنه لم يستمع إلينا.
* ما رأيك فى الديمقراطية؟
- جميلة، ولكن لها آفة تتمثل فى عدم وجود ضوابط حاكمة لها، وتأتى لنا بأمور تتعارض مع قيمنا وتقاليدنا وديننا أحياناً، وهذا ما أدى إلى احتدام الموقف بين الشيخ جاد الحق عليه رحمة الله والرئيس المخلوع مبارك بسبب رفض شيخ الأزهر توصيات مؤتمر السكان فى عام 94 وخرجت جبهة علماء الأزهر بالتنسيق مع الإمام الأكبر لتقول للقائمين على المؤتمر والمسئولين «اختشو عيب».
* وأين علماء الأزهر حالياً؟
- مغيبون، ولا بد من مرسوم بقانون يلغى قرار الرئيس جمال عبدالناصر لإعادة المحاكم الشرعية التى كانت موجودة منذ أواخر الخمسينات، وخاصة أن لدينا أكثر من كلية شريعة وقانون وبها قسم للقضاء الشرعى ولكنه محظور على الطلاب المصريين حتى لا يطالبوا بمحكمة شرعية بعد التخرج.
* ما موقف الدولة من علماء الأزهر؟
- أنا أتساءل: أين دور الدولة من العلماء الأزهريين، فهم أساس الدولة، ولا بد من الاهتمام بهم وليس تهميشهم.
* والتعليم الأزهرى؟
- فى انحدار مستمر منذ أن وضع عبدالناصر قانون الأزهر وألغى السنة الخامسة من المرحلة الثانوية بحجة دعم المجهود الحربى ثم ألغى الشيخ طنطاوى فيما بعد السنة الرابعة وتم تقليص المناهج والتركيز على العلوم الثقافية على حساب الشرعية، ما أثقل كاهل الطلاب وساهم فى تنفيرهم من الأزهر، علاوة على تخفيض حصص القرآن الكريم.
* وماذا عن عمليات التطوير؟
- المسئولون يلعبون فى المناهج بدعوى التغيير والتطوير لتنفيذ إرادات الخارج.
* أين جبهة علماء الأزهر حالياً؟
- مطاردة وليست محظورة، وحصلنا على حكم بعودة الجبهة وتسلم مقراتها، ولكن المسئولين جاملوا شيخ الأزهر د. طنطاوى على حسابنا ورفضت السفيرة ميرفت التلاوى وزيرة الشئون الاجتماعية وقتها تسليمنا مقر الجبهة.
* هل الدكتور طلعت عفيفى وزير الأوقاف الحالى عضو بالجبهة؟
- نعم، وهناك تواصل معه، حتى إننى أبلغته عن طريق الدكتور أحمد هليل اعتراضى على مشروع الأذان الموحد، صنيعة الدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الأوقاف الأسبق الذى طمس إحدى شعائر الإسلام وهى الأذان وفتح أبواب مسجد الحسين للفنانة هيفاء وهبى لتصور مشهداً داخله.
* يتردد أنك تطمع فى منصب!
- والله العظيم أنا زاهد فى أى منصب، والطريق الذى أسلكه ليس طريق المناصب، ولكن يحزننى ويؤلمنى حال الأزهر وتحكُّم «شوية» موظفين ليسوا أصحاب رسالة فى وضع المؤسسة الدينية، وأذكر أن قافلة إغاثة أرسلها الأزهر مؤخراً إلى إحدى الدول الفقيرة وعلى رأسها 3 موظفين لا يحملون مؤهلات شرعية، وتم إلباسهم الزى الأزهرى وتقديمهم على العلماء الكبار.
* وهل يوجد اتصال بينكم وبين الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة؟
- عرضنا ومددنا أيدينا منذ أول يوم تولى فيه الإخوان الحكم، ولكن هناك توجهات أخرى لدى الإخوان، واتصلنا بالدكتور محمد سعد الكتاتنى قبل توليه البرلمان لتحديد موعد لمناقشة ملف الأزهر ولكنه اعتذر، واتصلنا بالدكتور عبدالرحمن البر القيادى الإخوانى وحذرناه من أن المجلس العسكرى يعد قانوناً يحجم العلماء فقال بنبرة كلها استعلاء: «هم يضعون قانوناً ونحن نغيره بقانون». وأنا حزنت للغة العظمة والاستعلاء التى تكلم بها البر. وحالياً أقول له: أرنا كيف ستغير المرسوم رقم 13 لسنة 2012 الخاص بانتخاب شيخ الأزهر وهيئة كبار العلماء.
* ألديك عداء أو خصومات مع قيادات الأزهر؟
كل من هب ودب يتحدث باسم الإسلام والتلاعب بالدين جريمة لا تغتفر.. وعمرو خالد مقدم برامج وحسان ويعقوب ليسوا علماء
- لا، ولكننا نعامل من جانب مسئولى الأزهر معاملة العبيد من السادة وكل قراراتهم فوقية ولا يأخذون رأى العلماء فى أى قضية أو قانون يخصهم مثلما تم فى قانون الأزهر المعدل، وقد قيل لبعض العمداء «مالكم ومال القانون؟» وهذا من وجهة نظرى جريمة لا تُغتفر.
* المستشار طارق البشرى كان على رأس اللجنة المكلفة بتعديل القانون ثم اعتذر!
- لأنه طلب مساحة وأدوات للعمل بها، والقائمون على الأزهر تجاهلوه ولم يستجيبوا له، مما أدى إلى اعتذاره.
* ما سبب انتشار التيارات الدينية؟
- وجود التيارات الدينية برز بسبب غياب دور الأزهر العملى، مما أدى إلى قوة شوكة تلك التيارات، فى حين أن أئمة الأوقاف بعضهم يعمل فى محطات بنزين و«مبيضين محارة وسائقين» لتحسين دخولهم، مما أثر على الدعوة، والأمر وصل لدرجة تدمى القلب، حيث إن بعض خريجى الكليات الشرعية يعملون بوابين وزبالين فى دول الخليج، وهذا والله جريمة ما بعدها جريمة. ولا كرامة للأزهر ولا لشيخه ما لم ترد الكرامة لهؤلاء.
* باعتراف المسئولين يوجد فساد داخل الأزهر، فما رأيك؟
- الفساد وصل للنخاع للأسف، فقد سمعت أن حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق حصل على إجازة قراءة القرآن برواية حفص، وهذا إن صح يؤكد منظومة الفساد لأن الروايات تعطى بكثير من المجاملات.
* ما الخبر الذى استوقفك موخراً؟
- أثار دهشتى وغضبى معاً اطلاعى على خبر أن المفتى شاهد فيلم «عبدة موتة» للوقوف على الإساءة للدين وآل البيت وحذف أغنية «يا طاهرة» التى يتم الرقص عليها، فكيف سمح المفتى لنفسه بذلك وهو يروج للفيلم دون أن يدرى؟ وهل انتهى من حسم كل القضايا الخلافية المطروحة أمامه حتى يتفرغ لمشاهدة فيلم؟ ولكن هذا ليس مستغرباً على فضيلة المفتى الذى زار القدس بدعوى أن زيارته ليست رسمية وبعيدة عن الكيان الصهيونى، ويتناسى أن الزيارة للقدس فى تلك الظروف حرام شرعاً وجريمة دينية لأنها تسويغ للاحتلال.
* هل حاولت مقابلة شيخ الأزهر وفتح قنوات الاتصال بينكما؟
- نعم، وأنا أمد يدى للإمام الأكبر دائماً، وحاولت الالتقاء به عن طريق بعض الوسطاء، وتم تحديد ميعاد فى الرابعة عصراً، وبقدرة قادر فوجئت فى يوم الميعاد بإبلاغى أن ميعاد الزيارة كان 9 صباحاً، وبالتالى لم أذهب، وعرفت أنه لا يريد مقابلتى.
* وهل توجد محاولات أخرى؟
من جهتى أحاول فتح صفحة جديدة وأنتظر تنفيذ حكم من القضاء الإدارى بعودتى إلى التدريس بجامعة الأزهر بعد فصلى منذ عام 2003 على خلفية انتقادى لسياسات شيخ الأزهر الراحل سيد طنطاوى، وأرسلت للجامعة لتنفيذ الحكم، وأنتظر الرد بعدما أنصفنى القضاء بفضل الله.
* كيف ترى دور المساجد فى الفترة الراهنة؟
- لا بد من إحياء دور المسجد حتى يقوم بدوره فى تعليم القرآن وتدريس علوم الشرع وجلسات فض المنازعات ومناقشة أمور الناس، ولا مانع من مناقشة القضايا السياسية بعيدًا عن الحزبية الضيقة. والحمد لله أن الدكتور طلعت عفيفى وزير الأوقاف قرر فتح المساجد طوال اليوم.
* ما رأيك فى مستوى دعاة وزارة الأوقاف؟
- بصراحة أصبحوا مجرد موظفين ينفذون توجيهات وتعليمات الوزارة والحكومة، وبذلك تقلص دور الإمام، ولا بد من ميثاق شرف للدعاة حتى يؤدوا رسالتهم الدعوية على أكمل وجه ولا يتبعوا التعليمات الأمنية مثلما كان يحدث من قبل.
* من وجهة نظرك هل تحققت أهداف الثورة؟
- حتى الآن لم تتحقق أهداف ثورة يناير، وحقوق الشهداء لن تعود إلا بالشرع والقصاص، ولا بد من محاكم شرعية ثورية حتى تعود الحقوق لأصحابها.
* ما تقييمك لأداء الإخوان؟
- هناك حالة من اللخبطة والأخطاء الكثيرة فى أداء الجماعة وحزب الحرية والعدالة، وهذا يشغل الناس كثيراً، ولا بد أن يرتبوا أوضاعهم لأن الثورة لم تحقق من أهدافها شيئاً حتى الآن. وأنا اتصلت بالدكتور محمد بديع المرشد العام بخصوص الأزهر، ولكنه أحال الأمر إلى الدكتور عبدالرحمن البر، وأرى أن لغتهم لا تليق.
* ما رأيك فى الآراء الرافضة للمليونيات التى تخرج من حين لآخر؟
- من يقول للشعب لا تخرج فى مليونيات يعد مجرماً لأن الشهداء والمصابين لم ينالوا حقوقهم ولا التكريم اللائق بهم، والأوضاع لم تتغير كثيراً عن عصر النظام السابق.
* هل تؤيد استخدام البعض للدين فى استفتاء الدستور؟
- الدين لا شأن له بنعم أو لا فى الاستفتاء، ولا يحق لأحد أن يتلاعب بالجنة والنار فى ترغيب وتنفير الناس من الاستفتاء لخدمة أهداف بعض التيارات الدينية، لأن الدستور عمل بشرى، وكفى لعباً بمشاعر المواطنين، فهذه خطيئة لا تُغتفر، وفى رأيى أن الفصل بين الدين والسياسة جريمة.
* وماذا عن الدعاة الموجودين على الساحة؟
- للأسف كل من هب ودب يتحدث باسم الدين ويتجرأ على الإفتاء بغير علم، وهذا غير موجود فى التخصصات المختلفة من طب وهندسة وزراعة، فلا يستطيع غير المختص أن يتدخل فى تلك التخصصات وغيرها، فلماذا التجرؤ على دين الله والفتوى رغم أنها علم وصنعة، ولهذا غيرتنا على الأزهر مستمرة حتى يقود العلماء الكبار الأزهر بدلاً من الموظفين.
* وبم تطالب؟
- الناس تريد من شيخ الأزهر أن يمثلهم، وينبغى أن ينزل للجامع وينظم جداول الكليات الشرعية على مواقيت الصلاة ويهدم الجدار العازل بين الجامع والجامعة ويصلى بالعلماء ويلتقى بهم ويفتح الأبواب المغلقة ولا يجعل بينه وبين الناس حجاباً.
* متى يعود الأزهر لدوره؟
- لا بد أن ترد أوقافه إليه وتنفذ شروط الواقف وينفق على طلبة العلم ويتم إجراء انتخابات حرة وشفافة على هيئة كبار العلماء وشيخ الأزهر.
* ما رأيك فى انتخابات الكنيسة؟
- هذا هو النظام الإسلامى بعينه، فالخليفة عمر بن الخطاب وضع 6 من الصحابة أمام المسلمين حتى يتخيروا من بينهم واحداً لخلافته.
* ظهرت جماعات تطلق على نفسها الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، فما ردك عليها؟
- الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر حق لكل المسلمين ومن ينتزع هذا الحق لنفسه من جماعة أو تيار يعد مجرماً، ويُعد ذلك افتئاتاً على الدين سببه غياب العلماء، ومن يقوم بتطبيق حد باسم الدين فهو بلطجى ولا يعرف شيئاً عن الإسلام. وهذا ضربية تغييب دور الأزهر وعلماؤه طيلة العقود الماضية، وفى ميت غمر فوجئت ببلطجى يدعى أنه شيخ ويدفع 1000 جنيه لإحدى الجمعيات ليؤم الناس فى صلاة عيد الأضحى، فهل هذا هو الإسلام؟ وأين علماء الأزهر من كل ما يحدث؟ غابت الوسطية وسيطرت البلطجة على ساحات العيد والدعوة الإسلامية.
* وإذا لم يحدث ذلك؟
- ستتحول البلاد إلى طوائف مثل الطوائف اللبنانية والميليشيات الجزائرية.
* ولكن هناك وعاظاً للأزهر فى كل المحافظات؟
- هم مجرد موظفين، والعلماء ليسوا على الساحة، ولذلك نريد شيخاً للإسلام وليس شيخاً رسمياً.
* ماذا عن عمرو خالد ومحمد حسان ومحمد حسين يعقوب؟
كل ما نراه مجرد شغل هواة، وعمرو خالد ليس داعية، بل مقدم برامج، ومحمد حسان ومحمد حسين يعقوب ليسا بعلماء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.