العملية هناك، ماشية بالمقلوب.. فالمنطق يقتضى زيادة ضخ المياه طالما أن عدد السكان يزيد.. لكن المسئولين فى البحر الأحمر رفضوا العقل والمنطق وتمسكوا بالزمن البعيد.. قرروا خفض كمية مياه الشرب لأهالي القصير.. ودفعوهم إلى شرب مياه التحلية والاعتماد على "السقا بتاع زمان"! مدينة القصير والتى تبعد عن الغردقة 140كم هى أقدم المدن بالبحر الأحمر وبدأ التوافد على اسم هذه المدينة التاريخية ومناجم الفوسفات وغيرها من الأنشطة التعدينية قبل أن تعرف الغردقة السياحة ..ولم يغفر لهذه المدينة التاريخية التى تحتوى على آثار تشهد على قدم البحر الأحمر وخروج أقدم وأشهر برلمانيين من أبنائهاعلى مستوى مصر ، فى أن تنال أبسط حقوقها وهوشرب مياه نقية نظيفة بل عاد بها الزمان 50 للوراء بعد أن عادوا إلى أجواء تذكرنا(بالسقا) الذى كان يسقي المواطنين قديما وذلك بعد أن خرج علينا البعض من أصحاب الأفكار السحرية واختاروا فكرة إقامة حنفيات عمومية تسمى المشربيات يقوم المواطنون بملء المياه القادمة من النيل منها فى جراكن كى يتمكنوا من شرب مياه يستطيعون تذوقها. قصة معاناة أهالى القصير كما يقول محمد عبده حمدان عضو مجلس محلى ونائب رئيس مدينة القصير السابق بدأت عندما قلت نسبة المياه العذبة القادمة من النيل من 3500متر مكعب لليوم الى 1500متر مكعب عن طريق خط مياه سفاجا القصير ، وذلك رغم الزيادة السكانية فى المدينة مع التطور السياحى والصناعى ،مشيرا الى أنه خلال فترة وجوده كعضو مجلس محلى محافظة من 200 وحتى 2008 طالب بإعادة إحلال وتطوير خط مياه سفاجا القصير خاصة وأن الخط القديم كان يمر بقلب مدينة سفاجا . وكانت كثير من الجهات تهدر كميات من مياه الخط فتم اقتراح عمل خط مياه آخر بمسار جديد وتم إسناده وبدأ العمل فيه فى سبتمر 2008 ونفذ منه 22كم فقط ، وتبقى حوالى 65كم واستمر العمل على الخط القديم وانخفضت المياه القادمة لاكثر من النصف وبدأ خلط المياه القادمة من النيل بمياه محطات التحلية وتضرر أهالى القصير من مذاق المياه . وأضاف خالد الجهينى منسق ائتلاف 25 يناير بالبحر الأحمر أن المشكلة جاءت نتيجة خلط المياه القادمة من سفاجا (مياه النيل) والتى كانت تصل لأربعة آلاف متر مكعب يومياً، وانخفضت إلى ألف ونصف متر بمياه التحلية، التى تتنج يومياً سبعة آلاف ونصف متر وأضافت شيماء منسى ناشطة سياسية أنه نتيجة الفارق الكبير بين مياه النيل وتلك المزودة بمياه محطات التحلية، تصبح المياه غير صالحة للشرب خاصة وأن العينات التى حللناها تؤكد زيادة نسبة الأملاح الذائبة وكذلك زيادة نسبة الكلوريدات عن الحد المسموح به، طبقاً للقرار الوزارى ففى معظم الأحيان تزيد علي250مجم لكل لتر ، إضافة إلى الطحالب التى تؤثر على صحة الإنسان. يؤكد مسئول كيميائى رفض نشر اسمه داخل المحطة أن المياه تخرج من محطة التحلية سليمة وصالحة للشرب تماما، نتيجة المعالجة المستمرة ،وبمجرد ضخ المياه لخزنات الرفع التى توزع المياه على المناطق السكنية تبدأ مشكلة تلوث المياه لنقلها عبر المواسير. واشار جمال عوض من القصير أنه نتيجة لعدم تحمل أهالى القصير مذاق المياه والقدرة على شربها، قامت شركة مياه الشرب بعمل حنفيات تسمى بالمشربيات، موزعة فى ثلاث أماكن والمياه قادمة من خزانات بها مياه النيل فقط وهو ما أرجعنا 50 عاما للوراء وأصبح كل بيت فى القصير يبحث عن الجراكن، كما أن المياه المخلوطة التى تصل للمنازل تصل مرة واحدة فقط أسبوعيا، كما أن تعبئة المياه فى جراكن من البلاستيك لا تكفى الاستخدام اليومى نتيجة الزحام الشديد عليها، بل ومن الغريب أنك عندما تجلس على مقهى تسأل أولا عما اذا كانت تستخدم مياها من النيل، أو تحلية. وتضيف عائشة عبدالجليل 60 سنة أنها تأتى كل يوم لتعبئة مياه النيل من المشربيات (الحنفيات العمومية) ولا تستطيع سوى تعبئة جركن واحد فقط لأنها لا تستطيع حمل أكثر من ذلك، وطالب عادل كشر من القصير بسرعة تغيير شبكة توزيع المياه، وصيانة وغسيل وتطهير خزانات المياه بصفة دورية، وزيادة حصة مدينة القصيرمن مياه النيل لتصل الى حد الكفاية. وطالب محمد خضر عضو المكتب السياسى لحزب 6 ابريل (تحت التأسيس) بعودة حصة مدينة القصير من مياه النيل كحل مؤقت لحين استكمال خط مياه سفاجا القصير الجديد والذى تم البدء فيه ولم يستكمل حتى الآن.