البحر الأحمر – عبدالحق الوزيرى : جنوب البحر الأحمر تحديداً مدينه القصير ، والتى يبلغ تعداد سكانها حوالى 50الف نسمه معظمهم من العاملين بالفوسفات والصيد بتلك المدينه التى مازالت فى نظر المسئولين بالبحر الأحمر كأنها مدينه بدأئيه رغم توافر عناصر التعدين إضافة إلى الصيد وغيرها من الأنشطه السياحية التى لم تستثمر حتى تلك اللحظة ، هنا بمدينه القصير تجولت واستمعت الى أكثر ما يؤلم أهل المدينه فقد وجدت أن حلمهم الوحيد هو الشرب من مياه نهر النيل تعانى من مشكلة المياه التي ظل الاهالى منذ عدة سنوات يطالبون كل المحافظين فى تجديد وتوفير خطوط مياه تصل الى المدينه . أهالى المدينه اكدوا أن القصير عانت وما زالت تعانى من ندرة المياه العزبه الصالحة للشرب والخاضعة لقرارا وزوراة الصحة والسكان رقم (458) لسنه 2007 م بشأن الحدود القصوى للمعايير والمواصفات الواجب توافرها فى المياه الأهالى بدايه المشكله جاءت نتيجة خلط المياه القادمه من سفاجا ( مياه النيل ) والتى كانت حصه المدينه أربعة آلاف متر مربع يومياً ، انخفض إلى ألف ونصف متر مربع مخلطة بمياه التحليه ، التى تتنج يومياً سبعة آلاف ونصف متر مربع ونتيجة الفارق الكبير بين المياه المخلطه بين مياه النيل ،والتحليه تصبح المياه غير صالحة للشرب ونتيجة لمعظم العينات التى قدم المواطنون نتيجتها للصباح تؤكد زيادة نسبه الأملاح الذائبه وكذلك زيادة نسبه الكلوريدات عن الحد المسموح به ،طبقاً للقرار الوزارى ففى معظم الأحيان تزيد عن 250مجم لكل لتر ، إضافة إلى الطحالب التى تؤثر على صحة الإنسان ، الصباح اخترقت كل الحدود ،فبدايتها كانت من محطه التحليه بالقصير ، والتى تضخ يومياً 7 آلاف ونص متر مربع ، يؤكد المسئول الكيميائى بعمل التحليل داخل المحطة أن المياه تخرج من هنا سليمه وصالحة للشرب تماماً ،نتيجة المعالجة المستمره ، وبمجرد ضخ المياه لخزنات الرفع التى توزع المياه على المناطق السكنيه تبدأ هنا مشكلة تلوث المياه لنقلها عبر مواسير "اسبيستوس " والتى تصيب الانسان بأمراض سرطانيه فى الجهاز الهضمى والاسبيستوس : مرض رئوى مذمن يصيب الرئتين نتيجة استنشاق الياف الاسبيستوس التى تتميز بدقتها الشديدة ، والتى تعمل على خفض كفاءة الرءتنين والجهاز التنفسى بشكل عام مما يصيب الانسان بسرطان الرئة. اكتشفت الصباح ايضاً أن خزنات المرفق لم تخضع نهائياً لأى اعمال نظافه أو تطهير منذ عدة سنوات ومعظمها متأكله من شدة الصداء ، فنتيجة نقلها عن طريق المواسير ثم الى خزنات المرفق المتآكل ومنها الى خزنات المواطنين فوق الأسطح فنتيجة تعرضها للشمس يحدث تفاعل وتصبح غير صالحة للإستخدام . ونتيجة على أن المياه التى تخرج من محطة التحليه غير سليمه ، قامت شركة مياه الشرب بعمل حنفيات تسمى بالمشربيات ،موزعه فى ثلاث اماكن والمياه قادمه من خزانات بها مياه النيل فقط ، والتى لا تكفى نهائياً لاحتاجات السكان بعد تعثر وصول المياه المخلوطه للمنازل والتى تصل مره واحده فقط اسبوعيا ، رصدت الصباح عدة مواطنين وهم يقومون بتعبئة المياه فى جراكن من البلاستيك بالطبع لا تكتفى الاستخدام اليومى نتيجة الزحام الشديد عليها ، بل ومن الغريب أنك عندما تجلس على مقهى تسأل أولا عما اذا كنت تحتاج مياه من النيل ، أو تحليه . التقت الصباح بعدة مواطنين نتيجة لهذه الأزمه فقال الاستاذ حمدى موجه جغرافيا أن المياه التى تصل الى المنازل لا تصلح نهائياً وذلك بسبب عدم نظافة خزنات التحليه ، وعدم تغير شبكه خطوط المياه حتى الآن ، وتقول السيدة عائشة 60 سنه أنها تأتى كل يوم لتعبئة جركن مياه واحد فقط لاننى لا استطيع حمل أكثر من ذلك ، وطالب الاستاذ وصفى تامر من آهالى المدنيه ارتفاع امكانيات التنقيه داخل محطات التحلية بالنسبه للملوثات المراد التخلص منها ، وطالب هانى السيسى من شباب المدينه العمل على سرعة تغير شبكه توزيع المياه ، وصيانه وغسيل وتطهير خزانات المياه بصفه دورية ، وزيادة حصه مدينه القصير من مياه النيل لتصل الى النسبه الاصلية ، كما طالب المواطنون عودة الرفع الذى كان موجود فى الكيلو 40 شمال القصير مما له تأثير فى سرعة ضخ المياه الشرب ، وكذلك أمان فى حدوث أى عطل بمحطات التحلية .