■ كتب: محمد فايد أعطى مشهد تفقد الرئيس عبد الفتاح السيسي الارتكازات الأمنية بشرق القناة بسيناء ولقاء مقاتلى قيادات قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب ومقاتلى الجيشين الثانى والثالث الميدانيين بداية الشهر الجارى رسالة الى العالم بالنصر العظيم الذى حققته القوات المسلحة بدحر الارهاب، وعودة الأمن والأمان مرة اخرى لسيناء ودخولها عصر جديد من الأمان و التنمية. وقد رصدت «الأخبار» احتفال أهالي القرى والأحياء بشمال سيناء التى عاد أهلها الى منازلهم مرة أخرى بعد غياب عدة سنوات بسبب الحرب على الإرهاب، يتقدمهم عدد من رموز ومشايخ القبائل بمركزي بئر العبد والشيخ زويد، والقيادات الطبيعية فى المنطقة، رافعين أعلام مصر مرددين تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.. وفى إطار احتفالات مصر والقوات المسلحة بأعياد تحرير سيناء، التقت «الأخبار» ببعض أبناء سيناء الشرفاء، الذين أكدوا اصطفافهم خلف القيادة السياسية والقوات المسلحة والعمل تحت راية العمل الوطنى المشترك لتنمية سيناء والنهوض بها وتعميرها للتصدى لأى محاولات خبيثة لزعزعة الاستقرار فى الأرض المباركة، كما سلطوا الضوء على تاريخ قبائل سيناء فى دعم الدولة المصرية وقواتها المسلحة، منذ حرب 1967 مرورًا بانتصار أكتوبر 1973، وحتى تحرير سيناء، وصولا إلى معركة مكافحة الإرهاب. فى البداية، أكد الشيخ عبد الله جهامة، رئيس جمعية مجاهدى سيناء، وأحد أوائل المجاهدين الذين كانت لهم بطولات عديدة على أرض سيناء أثناء فترة الاحتلال الإسرائيلى، أن سيناء بعد حرب 1967 لم يتواجد فيها إلا أبناؤها فقط وعناصر من القوات المسلحة، وأسس عبد الناصر منظمة سيناء التى تسببت فى رعب العدو الإسرائيلي، وكان أهل سيناء هم عيون القيادة السياسية فى الضفة الشرقية طول سنوات الحرب، وبعد نصر أكتوبر 1973 بدأت التنمية على أرض الفيروز ولكن لم تكن تنمية شاملة، وعقب أحداث 2011 حاولت العناصر الإرهابية أن تستوطن سيناء، ولكن القوات المسلحة كانت لهم بالمرصاد وانخرط أبناء قبائل سيناء فى محاربة قوى الشر كتفًا بكتف مع القوات المسلحة والشرطة، وهو تعاون ليس جديدًا فسيناء عبر التاريخ دائما مستهدفة من قبل أعداء مصر وقبائل سيناء دائما حائط صد إلى جانب القوات المسلحة لدرء أى خطر والقضاء عليه، وخلال الأعوام الماضية منذ بداية حملات الجيش على التنظيمات الإرهابية فى سيناء شكلت القبائل عددًا من الخلايا المنظمة التى تعاونت مع كل أجهزة الدولة المعنية لرصد تحركات التكفيريين ومخابئهم، وإبلاغ الأجهزة المسئولة والقوات المسلحة والشرطة، بالإضافة إلى قيام أبناء سيناء بالعديد من الأعمال البطولية التى قدمت فيها عشرات الشهداء من أبنائها إلى جانب أشقائهم من القوات المسلحة والشرطة دفاعًا عن أرض الفيروز، التى كانت وستظل جزءًا عزيزًا من أرض مصر مهما حاول المعتدون والمتربصون. وشدد على أن قبائل سيناء سيظلون حراس البوابة الشرقية، وأبناء سيناء يتوارثون الوفاء جيلًا بعد جيل مع القوات المسلحة التى تسعى لاقتطاع جذور الإرهاب تماما، وأشار «جهامة» إلى أن هناك الكثير والكثير من المشروعات التنموية فى سيناء لا يستطيع حصرها. ■ مواطنو شمال سيناء يحتفلون بعودتهم إلى منازلهم وقراهم بعد سنوات من الإرهاب الأسود ◄ ذكريات التحرير وحول ذكرياته عن فترة الاحتلال الإسرائيلى بمناسبة ذكرى تحرير سيناء، قال «جهامة» إنه عندما حل الاحتلال الإسرائيلى على سيناء كنت فى مرحلة الشباب، وبدأ وقتها أهالى سيناء فى تنظيم مجموعات لمحاربة العدو الإسرائيلي، ورغم صغر سنى إلا أننى توليت قيادة إحدى هذه المجموعات، وكانت المهمة الموكلة إليّ هى تصوير المواقع العسكرية الإسرائيلية وجمع المعلومات، وقامت هذه المجموعة تحت إشراف الأجهزة التابعة للقوات المسلحة بتصوير عدد من المنشآت العسكرية والحربية الإسرائيلية ليس فى سيناء فقط، وقامت المجموعة التى توليت رئاستها بإمداد القاهرة بالمعلومات أولاً بأول عن طريق شيفرات تدربت عليها جيداً، وكان لهذه المجموعة من بدو سيناء وبقية المجموعات الأخرى أن جعلت الإسرائيليين كتاباً مفتوحاً للقيادة المصرية، الأمر الذى أدى إلى هزيمتهم فى حرب 6 أكتوبر 1973 فقد كان البدو بمثابة أقماراً صناعية للقيادة المصرية يرصدون كل كبيرة وصغيرة على أرض سيناء، مثل ما حدث أيضًا خلال معركة القوات المسلحة على الإرهاب خلال الأعوام الماضية، واختتم رئيس جمعية مجاهدى سيناء بتوجية التهنئة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، والقوات المسلحة، والشعب المصري، بذكرى تحرير سيناء، مؤكدًا أن قبائل سيناء ستظل دائمًا وأبدًا خلف القيادة السياسية والقوات المسلحة من أجل ردع كل مَن تسول له نفسه المساس بأرض الفيروز. ◄ اقرأ أيضًا | رئيس جامعة حلوان يهنئ الرئيس السيسي بمناسبة عيد تحرير سيناء ◄ شباب القبائل من جانبه، أكد الشيخ طلب أبو ركبة، المسئول عن ملف مكافحة الإرهاب بقبيلة الرميلات، أن الدولة المصرية حين نادت لمكافحة الإرهاب لم يتوان أهالى سيناء ملبين نداء الدولة، وهو ما دفع شباب وشيوخ القبائل إلى سرعة المشاركة بجانب القوات المسلحة والشرطة فى معركتها ضد الإرهاب، معاهدين الله الحفاظ على كل شبر من أرض الوطن، مشيرًا إلى أنه تعرض هو والعديد من شباب وشيوخ القبائل وأسرهم إلى التهديد من العناصر التكفيرية، وهو ما دفعهم إلى الإصرار على استكمال مسيرة القضاء على الإرهاب، وقامت بعض العائلات إلى نقل أبنائها إلى محافظات أخرى أكثر أمانًا ليتفرغ الرجال والشباب لمعركة مكافحة الإرهاب إلى جانب أبطال القوات المسلحة والشرطة. وحول دور قبائل سيناء فى معركة مكافحة الارهاب، قال «أبو ركبة» إن المشايخ والعواقل من كبار سيناء اجتمعوا معًا وعاهدوا الله وأنفسهم على مواجهة هذا العدو وهم على قلب رجل واحد، مشيرًا إلى أن المنطقة التى تسكنها قبيلة الرميلات التى ينتمى إليها كانت من المناطق التى اتخذها التكفيريون ملاذا لهم، مما تسبب فى حدوث مواجهات مباشرة بين أبناء القبيلة والتكفيريين، وقدمت القبيلة عددًا من أبنائها شهداء دفاعًا عن الوطن، مضيفًا أن العالم بأسره يجب أن يعلم أن قبائل سيناء لن تسمح بتحول أرضهم إلى مرتع لجماعات الظلام، وأن القبائل قامت إلى جانب القوات المسلحة بحرب ضروس جرت رحاها فى مناطق متفرقة وأسقطت مئات القتلى من التكفيريين، ووجه التحية لكل مَن شارك على أرض الميدان فعليا فى مواجهة الإرهاب الأسود ومَن قدم العون فى كل مكان وجميعهم من أبناء القبائل الشرفاء. واختتم ابن قبيلة الرميلات أن شباب قبيلته مازالوا مصطفين خلف القيادة السياسية لخوض معركة جديدة فى سيناء وهى معركة التنمية التى بدأتها الدولة المصرية بالتوازى مع تطهير سيناء من التنظيمات المتطرفة. ◄ تاريخ نضالي وأكد الكاتب والمؤرخ المتخصص فى الشأن السيناوى أحمد فيصل، أن قبائل سيناء لعبت دورا كبيرا عبر التاريخ فى دعم ومساندة القوات المسلحة خاصة خلال فترة حرب الاستنزاف وحتى نصر أكتوبر 1973، وكذلك كان للقبائل دور حيوى فى الفترة الماضية من خلال دعم القوات المسلحة فى حربها على الارهاب بسيناء، وأعلنت أكثر من قبيلة انضمامها إلى تحالفات مكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى أن صفحات التاريخ سجلت العديد من البطولات لقبائل سيناء أبرزها مقاومة الاحتلال بعد هزيمة 5 يونيو 1967، حين تم تأسيس منظمة سيناء العربية وهى منظمة فدائية عربية أنشأتها الحكومة المصرية مباشرة نتيجة الاحتلال الإسرائيلى لسيناء بعد يونيو 1967م، واستعانت أجهزة الدولة المصرية حينها بقرابة 1100 بطل مدني، أغلبهم من بدو سيناء ومن محافظات بورسعيد والإسماعيلية والسويس وسيناء، وأشرف على تدريبهم آنذاك القوات المسلحة، وأُعلن عن وجود المنظمة رسميًا فى ديسمبر 1968م، واشتد دور منظمة سيناء العربية إبان حرب الاستنزاف وانخفض نشاطها بعد إعلان وقف إطلاق النار فى أغسطس 1970م، بعد موافقة الطرفين على مشروع روجرز، ولكن نشاطها العسكرى استمر حتى حرب أكتوبر 1973م، وبعد الحرب صدرت توجيهات بحلها بصورة نهائيا. وأضاف أن أعضاء المنظمة نفذوا أكثر من مائتى عملية فدائية كبدت العدو خسائر كبيرة فى الأرواح والمعدات، وتسببت هذه الخسائر فى تحطيم معنويات العدو وكسر غروره الذى كان واضحا عقب النكسة وكانت جبهة شرق القناة وشبه جزيرة سيناء هى مسرح عمليات المنظمة، كما كانت عين متقدمة للقوات المسلحة المصرية، فكانت تقوم باستطلاع مواقع العدو وترسل المعلومات المهمة للقيادة المصرية وكانت أعمال المنظمة مقدمة لانتصار أكتوبر.