يسطر الجيش المصرى بطولات عديدة على أرض سيناء الغالية في مواجهة قوى الشر والتطرف والإرهاب، ويقدم يوما بعد آخر شهداء وجرحى فداء لتراب هذا الوطن، غير أن هذه البطولات لا بد أن يوازيها مواجهة من نوع آخر مع "طيور الظلام"، وهى المواجهة الشعبية من أبناء القبائل في سيناء التي بدأت مؤخرا، وتحتاج إلى مزيد من الدعم والقوة من أجل دحر الإرهابيين في أرض الفيروز. تجدر الإشارة هنا إلى أن القبائل السيناوية تؤكد دائما على مواجهة العناصر الإرهابية على أرض سيناء، ومساندتها للقوات المسلحة حتى القضاء على كل العناصر الإرهابية التي تستهدف أبناءنا من القوات المسلحة والشرطة المدنية، مؤكدين على الدور المشرف لأبطالنا على أرض سيناء، في تصديهم لقوى الشر. وقد دلل مصدر قبلى على مدى مساندة القبائل للقوات المسلحة في جهودها لمواجهة الإرهاب بأن سالم لافي، أحد أبناء قبيلة الترابين، تم احتجازه عام 2008 على إثر تصاعد احتجاجات أهالي سيناء عند الحدود مع إسرائيل بسبب مقتل 4 من أبناء قبيلة الترابين والرياشات برصاص الشرطة، وكان والده أحد الذين توسطوا لتحرير العميد حسن كامل، أحد قيادات قطاع الأمن المركزى برفح، وبرفقته 51 جنديًا من قوات الأمن المركزى، ومن هنا رصدته الجماعات التكفيرية متحججة بدعمه للجيش والأمن في سيناء، معتمدة على صورة تجمعه بالعقيد أحمد المنسي، قائد الكتيبة 103 والذي استشهد الجمعة (7 يوليو الحالي) في أحداث رفح الإرهابية، وتمكنت الجماعة التكفيرية من اغتيال أبو لافى في رمضان الماضي. من جهته، قال الشيخ عبد الله جهامة، رئيس جمعية مجاهدى سيناء: القوات المسلحة تسطر أروع الانتصارات على أرض سيناء، وعلاقة القبائل بالقوات المسلحة قوية، كما أن أبناء سيناء في خندق واحد مع أبطال الجيش والشرطة، ويعملون تحت لواء القوات المسلحة. وأكمل: دور قبائل سيناء إيجابى في محاربة الإرهاب، بالتعاون مع القوات المسلحة، كما عمل المجاهدون في الحروب ضد العدوان الإسرائيلى ومساندة القوات في حربها، واتحاد قبائل سيناء تم تشكيله في الفترة الماضية لمحاربة العناصر الإرهابية بمناطق وسط سيناء، وبالتحديد مناطق البرث جنوب مدينة رفح الذي يتمركز بها عناصر بيت المقدس الإرهابية، وقد حققت نجاحات كبيرة خلال الفترة الماضية، علاوة على تسليم العديد من العناصر الإرهابية للقوات المسلحة. وأوضح أن الصراع المسلح مع الإرهاب لن يكون بديلا عن دور الجيش في سيناء، مشيرا إلى أن القبائل لن تتقاعس عن المساعدات الحالية التي تقدمها، ومشددا على أن تلك المساعدات تتضمن تقديم المعلومات والخبرات من قصاصى الأثر الذين يمكنهم تتبع خطوات الإرهابيين وآثار سياراتهم في الرمال وتعقّبها. في ذات السياق قال الشيخ موسى الدلح، أحد شيوخ قبيلة الترابين: سبب تحرك القبائل الآن، رغم وجود التنظيم في سيناء منذ 10 شهور، يرجع إلى سعى الإرهابيين للتمدد من شمال سيناء إلى الوسط، ومناوشة القبائل بقطع أرزاق أبنائها من خلال السيطرة على جبل الحلال الذي يحتوى على محاجر يعمل فيها أبناء القبائل، والأهم أنهم دخلوا البيوت. في حين قال الشيخ إبراهيم العرجاني، أحد شيوخ قبيلة الترابين: قرية البرث يوجد بها شرفاء يساندون القوات المسلحة في مواجهة الإرهاب، مشيرا إلى أن كل من يتعامل مع العناصر الإرهابية خائن، ومن أكبر الدلائل أن العناصر الإرهابية لم يتمكنوا من دخول مدينة الشيخ زويد منذ فترة كبيرة بسبب أبناء سيناء الشرفاء. وأوضح أن الشهيد العقيد أحمد المنسي، قائد الكتيبة 103 صاعقة، كان رفيق درب أحد أبناء سيناء وهو سالم لافى الذي استشهد في عملية إرهابية خسيسة راح ضحيتها عدد من أبناء قبيلة الترابين أثناء تصديهم للعناصر الإرهابية في مناطق البرث بجنوب مدينة رفح، وإن دل ذلك فإنما يدل على مدى روح التعاون بين أفراد القبائل والقوات المسلحة في حربها ضد الإرهاب مثلما كانوا يساندون القوات المصرية في حرب أكتوبر 1973. أما الشيخ إبراهيم الترباني، أحد مشايخ قبيلة الترابين، أكد أن هناك رجالا من أبناء قبائل سيناء يؤدون دورهم بشكل سرى ومؤثر في التعاون مع القوات المسلحة في حربها ضد الإرهاب الأسود، وبعضهم يدفع الثمن غاليا بالتصفية وآخرون يتم نحرهم، حيث يتطلع الإرهابيون لأن تتحول سيناء لعراق وسوريا على أرض مصر. وأضاف أن العناصر الإرهابية في انحدار دائم ويستغلون أوقاتا معينة وبنوايا خبيثة للهجوم على أبطالنا من أفراد القوات المسلحة والشرطة. وأكد الدكتور حسام رفاعى، عضو مجلس النواب، أن شعب سيناء أجمع يترحم على شهداء الوطن من أبناء القوات المسلحة والشرطة، ولمن لا يعرف من شهداء من أبناء قبائل وعائلات سيناء يوميا يسقط عدد منهم، وهو ما يؤكد أن الجميع هنا يؤدى دوره على كل شبر في سيناء. وأوضح النائب حجازى سعد، عضو مجلس النواب بشمال سيناء، أن أهالي سيناء يتمنون أن تعود سيناء، كما كانت، واحة أمان لكل مقيم على أرضها، ومكانا للخير، وحتى يلتفت الجميع لاستغلال ثرواتها وإقامة مشروعات تنموية على أرضها تحقق الرخاء لكل المصريين.