سطرت القبائل السيناوية تاريخا مجيدا من النضال عبر التاريخ، فكان أهلها عينا لقواتنا المسلحة والجهات الأمنية على الأمن القومى المصرى عبر العصور، وكان من أهم الكيانات التى يتعاون أعضاؤها مع القوات المسلحة المصرية «جمعية مجاهدى سيناء» التى حكى بطولاتها وتاريخها رئيسها حاليا الشيخ عبد الله جهامة فى حواره ل«أخبار اليوم». وقال: "بعد نكسة 5 يونيو 1967 وانتقال القوات المسلحة المصرية إلى البر الغربى لقناة السويس، أصدر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر قرارا بإنشاء «منظمة سيناء العربية»، وهذه المنظمة انخرط فيها كل أبناء شبه جزيرة سيناء، ومدن القناة، وهم الذين جعلوا الجغرافيا السيناوية كتابًا مفتوحًا أمام القيادة العسكرية المصرية، وساهموا فى رصد تحركات العدو الإسرائيلى فى كل أنحاء أرض الفيروز وسطروا بطولات استخباراتية ستظل مثلا يضرب عبر التاريخ". وأكد «جهامة»، أن أعضاء الجمعية حاليا 757 بطلا من الرجال والنساء، تم منحهم نوط الامتياز من الطبقة الأولى من رؤساء الجمهورية السابقين. وحين دمرت إسرائيل الرادار المصرى فى عتاقة ردت القوات المسلحة المصرية بالتعاون مع الاستخبارات التى تحصلوا عليها من أبناء «جمعية مجاهدى سيناء» وكان عددهم 18 فردا بالتنسيق مع رجال الكوماندوز والمخابرات المصرية بعد نكسة 5 يونيو 1967 وتم تدمير 4 طائرات هيلكوبتر إسرائلية وقتل 11 طيارا فى استراحة الطيارين الصهيونية فى العريش ولكن إسرائيل اعترفت حينها بمقتل ثمانية طيارين فقط. وأوضح أن رجال جمعية مجاهدى سيناء كان لهم دور بطولى يعد جزءًا مهمًا من نصر أكتوبر العظيم عام 1973 ولقن أبناء سيناء العدو الإسرائيلى درسا لن ينساه. بعد نصر أكتوبر وأوضح «أبو جهامة»، أنه بعد نصر أكتوبر وعودة الدولة المصرية إلى سيناء تحولت «منظمة سيناء» إلى جمعية مجاهدى سيناء، وضمت فى أعضائها رجالا ونساءً من أبناء سيناء ومدن القناة وبعض محافظات الجمهورية الحائزين على نوط الامتياز من الطبقة الأولى من رؤساء الجمهورية السابقين. وأوضح أنهم حصلوا على هذا النوط لتقديم معلومات استخباراتية للقوات المسلحة، ورصد حركة العدو فى سيناء وأشار إلى أن الأعضاء منهم من محافظات غير سيناء ومدن القناة كالقاهرة والشرقية وبعض محافظات الصعيد. وقال «جهامة» إن هذه الجمعية لا يستطيع شخص الانتساب إليها إلا إذا كان حاصلا على نوط الامتياز من الدرجة الأولى. حكاية موشيه ديّان وحكى «جهامة» حيرة وزير الحرب الإسرائيلى «موشية ديان» حين سأله صحفى إسرائيلي: لماذا لا تستطيعون القضاء على «العناصر الإرهابية» فى سيناء؟ أجاب: إنهم يتنقلون كالأشباح من مكان لآخر وبشكل مرعب ومذهل، ولذلك لا نستطيع القضاء عليهم نهائيا. وأوضح أن الدور البطولى لأبناء سيناء متواصل حتى الآن، ولن ينقطع أبدا، وهو نابع من حس وطنى متدفق من الآباء للأبناء، حتى يتم تطهير كل شبر منها من الإرهاب الذى أوشكت شمسه على الغروب من ربوع أرض الفيروز.