بعض دول العالم مصدر دخلها القومى الرئيسى من السياحة وتحقق أسبانيا وفرنسا فوق المئة مليار من الدولارات من السياحة صيفا وشتاء. سبحان الله.. مصر حباها الله بكل الحضارات منذ بداية الحياة والأحداث التاريخية التى تركت من ورائها أماكن وآثارًا شاهدة على عصورها وفيها المواقع الدينية على أرضها التجلى الأعظم ورحلة العائلة المقدسة وحكم سيدنا يوسف وأماكن المعجزات التى كانت على يد سيدنا موسى مثل طور سيناء وعيون موسى والفترة الرومانية وكيف اتحد المسيحيين والمسلمين ضد الروم وأماكن المعارك التى قامت على أرضها وأماكن الصحابة الأجلاء الذين استشهدوا. مصر تنطق بحياة العالم على أرضها فى عصور مختلفة جمعت الحضارات الفرعونية والإغريقية والرومانية والقبطية والإسلامية بكل كنوزها من أهرامات ومسلات وأعمدة ومقابر وغيرها من الآثار. هذه الثروة لا توجد فى أى بلد من العالم بل العالم سرق من كنوزها ما يملأ متاحفه حتى فى بعض الدول التى لاتتخيل أن يكون فيها آثار فرعونية. لماذا لا نجنى مئات المليارات من الدولارات ونحن نتمتع بهذه الكنوز والشواطئ والحضارات الإنسانية. السياحة تحقق الكثير من العملات وتنشط سوق العمل حيث يدخل فى صناعتها الكثير من الحرف فتوفر للدولة ما تحتاجه من العملات وتقضى على البطالة وتبعد عنا شبح الأموال الساخنة التى تستثمر فى أدوات الدين الحكومى ثم يخرج المستثمر بماله وعائداته دون أن يفيد الوطن بشئ بل هو الذى يحقق أرباحا خاصة مع ارتفاع أسعار الفائدة وهذا وان كان يوفر دولارات تحتاجها الدولة فى وقت ما إلا أننا نرحل الدين وعائداته فتتكرر نفس المشكلة. السياحة تدر المليارات وتنشط سوق العمل دون أن ترد المال أو فائدته للحصول على الدولار لهذا أجد أنها الأولى بالرعاية والقضاء على المشكلات التى تواجه السائح حتى يأتى وهو لديه رغبة لرؤية «أم الدنيا» وما فيها.. نحن فى حاجة إلى الوقوف بجدية لتنشيط قطاع السياحة وتغيير ثقافة التعامل الإنسانى مع السائح الذى يتعرض للتحرش والابتزاز والاستغلال مما يدفعه للهروب إلى أماكن أخرى. السياحة.. أموال هادئة تفيد ولا تضر أما الأموال الساخنة خطر خاصة على الدول النامية أو الناشئة فى النمو لأنها تدفع فيها الدين وفائدته.
