عام 1999 تم تأسيس مجموعة العشرين لتضم 19 دولة مع الاتحاد الأوروبي، وكان الهدف مواجهة الأزمات الاقتصادية العالمية، ومع الأزمة الاقتصادية التي شهدها العالم عام 2008 أصبح حضور رؤساء الدول لقمة العشرين أساسيا. واليوم يبدأ زعيم مصر الرئيس عبدالفتاح السيسي زيارة مهمة إلى مدينة أوساكا باليابان بدعوة من رئيس الوزراء الياباني لحضور قمة العشرين، أسباب الدعوة متعددة منها العلاقات القوية سياسيا واقتصاديا التي تربط مصر باليابان ورئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، حيث سيكون زعيم مصر متحدثا باسم دول قارتنا السمراء والدول النامية، والسبب الثالث هو استعادة مصر لمكانتها الإقليمية والدولية ودورها الفاعل منذ وصول الرئيس عبدالفتاح السيسي للحكم قبل 5 سنوات. مجموعة العشرين تنتج 90٪ من الناتج القومي العالمي وتمثل 80٪ من التجارة العالمية ودول المجموعة يعيش بها ثلثا سكان العالم، وهو ما يؤكد أهمية الحضور المصري القوي والفاعل في القمة الأهم للمنظمة الاقتصادية الأولى دوليا. زيارة زعيم مصر تبدأ اليوم بقمة تجمعه مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، لبحث سبل تقوية العلاقات سياسيا واقتصاديا وتجاريا وزيادة الاستثمارات اليابانية بمصر، وبعدها لقاء موسع للرئيس مع نخبة من كبار رجال المال والصناعة باليابان لدفع العلاقات الاقتصادية القوية إلى الأمام، فمصر أصبحت محط أنظار رجال الصناعة والأعمال في العالم بعد النجاح الاقتصادي الكبير الذي تحقق على مدار السنوات الخمس الماضية، الآن البنية الأساسية جاهزة والبنية التشريعية جاذبة ومصر ترحب بكل مستثمر جاد وتوفر له فرص للعمل والربح لن يجدها في أي مكان آخر. وغدا وبعد غد يشارك زعيم مصر في اجتماعات قمة العشرين، ليعرض التجربة الاقتصادية المصرية الناجحة ويتحدث عن اهتمامات واحتياجات أفريقيا والدول النامية، وأهمية ضخ استثمارات في هذه الدول لمساعدتها على مواجهة مشاكل التنمية والانطلاق إلى المستقبل، ونقل التكنولوجيا إليها وتوطين الصناعة بها ومساعدة القارة السمراء على تحقيق خططها الطموحة للتنمية، وأيضا التزام الدول الغنية بتعهداتها في إطار اتفاق باريس للتغير المناخي، فليس معقولا أن تظل الدول النامية تدفع فواتير تقدم ورخاء الأغنياء، وعلى هامش اجتماعات القمة يلتقي رئيس مصر بعدد كبير من قادة العالم المشاركين في القمة والحريصين على الاستماع لرؤيته لكيفية مواجهة المشاكل الاقتصادية والتغلب عليها والتعاون بين كل دول العالم بما يحقق مصالح وطموحات الشعوب. زيارة الأيام الأربعة لليابان والتي بدأت اليوم واحدة من أهم زيارات الرئيس الخارجية، فهنا كل قادة العالم وكان طبيعيا أن تكون مصر بينهم بعد كل ما حققته من نجاحات داخليا وخارجيا، وهنا يتم رسم السياسات الاقتصادية العالمية ومصر الجديدة القوية ما كان لها أن تغيب عن هذا المحفل العالمي المهم، بعد ما حققته مصر - السيسي من نجاحات أصبح مكانها محجوزا بين كبار العالم في كل المناسبات المهمة. جدول أعمال الرئيس كعادة كل زياراته الخارجية مليء باللقاءات والاجتماعات مع قادة العالم، العمل لا يتوقف ليل نهار والهدف دائما هو تحقيق مصالح مصر وشعبها، وهو ما يهون معه وأمامه كل جهد.