يعد المسجد العتيق بواحة سيوه واحدا من أشهر وأعرق المساجد بصحراء مصر الغربية حيث يعود تاريخه للقرن الثاني عشر الميلادي، وقام ببنائه أحد أصحاب الطريقة المدنية الشاذلية بعد دخول الإسلام للواحة البعيدة القابعة في قلب الصحراء ويتشابه تصميمه المعماري إلي حد كبير بفن المعمار الأندلسي للمساجد ذات المئذنة المخروطية الشكل. ويتميز المسجد العتيق بالواحة خلال شهر رمضان بتوافد جميع أبناء قبائل واحة سيوه الاحدي عشر ومن القرى الخمس المحيطة بها لأداء صلاة التراويح بالمسجد حيث يضم بين ملحقاته مصلي الخلاء والهدف منها إقامة حلقات الذكر والإنشاد الديني والتي يقيمها الأهالي طوال الشهر الكريم وفي المناسبات الدينية مثل ليلة الإسراء والمعراج وراس السنة الهجرية والمولد النبوي الشريف في جو روحاني تملؤه المشاعر الدينية. والمسجد يتكون من مساحة مستطيلة تبلغ 100 متر وجميع نوافذ المسجد العتيق صنعت من جذوع أشجار النخيل والزيتون المتينة وهدفها الإضاءة والتهوية للمصلين داخله بالإضافة إلي المشكاة لحفظ أدوات الاضاءة التي صنعت من الملح والطين وهي المسماة بطبقة الكرشيف أو المونة السيوي. والمنبر ذات الدرجات الثلاث موازيا لجدار القبلة بحيث لا تقطع صفوف المصلين أسوة بمنبر الرسول صلي الله عليه وسلم كما ان المنبر خالي من أي زخارف أو رسومات ومغطي بطبقة من الجص. ويعد شهر رمضان الكريم فرصة عظيمة لالتقاء أبناء قبائل واحة سيوه وأبناء قري مشندت وبهي الدين، واغورمي والمراقي وسيوه بساحة المسجد العتيق لأداء الصلاة وإقامة حلقات الذكر والأمسيات الدينية. جدير بالذكر أن المسجد العتيق شهد عمليات الترميم والصيانة مع مطلع العام الحالي للحفاظ على التراث الإسلامي المتمثل بالمسجد الذي يعد واحدا من أشهر معالم الواحة السياحية والأثرية من حيث الشكل والتصميم. ويقول الشيخ عمر راجح شيخ قبيلة أولاد موسى أن أهمية المسجد العتيق تعود إلي انه أقدم المساجد بصحراء نصر الغربية ويحمل طراز معماري فريد خاص بعمارة الصحراء كما يعتبر موقع المسجد متميزا حيث يقع أعلي جبل إدرار الذي بنيت عليه إطلال مدينة شالي القديمة والتي تعني باللهجة السيوية المدينة، حيث اضطر الأهالي لبنائها عام 1203 للاحتماء بها من هجمات البربر وقطاع الطرق وخوفا من هجوم الحيوانات المفترسة بالصحراء. ويقول عبد الله باغي أحد المهتمين بالسياحة في واحة سيوه أن المئذنة تعتبر أهم مميزات المسجد العتيق لشكلها المخروطي المعروف باسم طراز الصوامع وهي ليست دائرية الشكل كالمعتاد ولكنها تتميز بالشكل المكعب.