حتى لو كان مجرد رأى شخصى للكاتب السعودى(جمال خاشقجى)فهو غيرمقبول وغير مسموح به تماما.. مرة لأنه تدخل فى شأن لا يخصه، ولا ينبغى له أن يدس أنفه فيه..ومرة لأنه يستعدى السلطات، متجاوزا آليات العمل الصحفى فى مصر، والقوانين واللوائح التى يتم بها تعيين رؤساء تحرير الصحف من المجلس الأعلى للصحافة!! كتب خاشقجى فى حسابه الشخصى علي(تويتر) ردا على موقف د.أحمد السيد النجار رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام مما يحدث فى سوريا، واتهامه (براميل الغاز والنفط المؤسسة والداعمة للإرهاب، والمكتفية بغبائها وثأرها القبلى)...كتب خاشقجى محرضا على عزل النجار من منصبه بالأهرام(كيف يستقيم ؟..كيف نقبل أن يقود النجار صحيفة الأهرام المصرية،وهى بمثابة وزارة إعلامهم ؟)!!..منهجية يحترفها دائما، ففى العام الماضى كتب مطالبا السلطات فى مصر، بالتدخل لوقف ما أسماه تجاوزات إبراهيم عيسى على المملكة (على صاحب القرار فى مصر، أن يسكت الواد اللى عنده) متهما الإعلام المصرى كله بأنه ليس حرا، وأنه إعلام النظام..!! والمؤكد أن خاشقجى لا يرد فقط على موقف النجار من أحداث سوريا، لكنه يرد أيضا على موقف النجار الرافض اتفاقية ترسيم الحدود المائية، والتنازل عن الجزيرتين (تيران وصنافير)..ويرد أيضا على التراشق الذى وقع العام الماضى فى منزل السفير الجزائرى بين النجار والسفير السعودى..يومها كتب خاشقجى مستاءً وغاضبا من النجار...واختلاف الرأى والموقف حقه بالتأكيد، مثلما هو حق للنجار، ولكل صاحب رأى..لكن استعداء السلطات والتحريض وتحويل الاختلاف إلى خصومة وعداوة ودعوة للعزل والإقصاء والإقالة، أو دعوة للعقوبة، فذلك هو المرفوض، وهو التعدى على حرية التعبير وحرية العمل الصحفي....لكن (الحرية) ما إن يسمعها خاشقجى حتى يتحسس مسدسه!