رصدت «بوابة أخبار اليوم» في جولة لها على أسواق الفسيخ والرنجة، ارتفاع الأسعار بصورة مبالغ فيها عن كل عام، إذ برر التجار الزيادة في الأسعار لارتفاع سعر الدولار. من جانيه، قال أحد أصحاب محال الأسماك المملحة في منطقة فيصل، إن الأسعار زادت عن العام الماضي بنسبة 20% بسبب ارتفاع سعر الدولار، مضيفًا أن هذه الزيادة أثرت على حركة البيع والشراء. وتابع: "الزبائن بعد أن كانت تشتري بكميات يكفيها حتى بعد شم النسيم اقتصرت في شرائها على كميات قليلة يكفيها بالكاد، فالرنجة من 30 إلى 60 جنيهًا حسب جودة السمك، وكلما زاد البطروخ داخل الرنجة زاد سعرها، فالسردين يبدأ من 20 جنيهًا للفيليه، والأسعار تختلف حسب المنطقة المتواجد بها السمك الفسيخ من 65 إلى 120 جنيهًا. كما قال فتحي أحمد "بائع" بوسط البلد، إن وجود بائعين بالأسواق يبيعون أسماك مغشوشة ومجهولة المصدر وغير مطابقة للمواصفات، موضحًا أن أكثر الأنواع رواجًا هي الرنجة لأن سعرها في متناول معظم المواطنين، وهي تنقسم إلى نوعين شعبي 25 جنيهًا، والفاخر تصل إلى 60 جنيهًا، وأكثر في بعض الآحيان، يليها الملوحة والسردين وأغلاها الفسيخ. وبين ارتفاع أسعار وشد وجذب من قبل البائعين، حاولنا التقرب من المواطنين لمعرفة كيفية استقبالهم لعيد شم النسيم هذا العام، ومدى تقبلهم لهذه الأسعار، وأي الأماكن التي يفضلونها عند شرائهم الملوحة، وهل سيأخذون بالتحذيرات المتكررة لوزارة الصحة من الأضرار التي تسببها تلك الأسماك وضبط عدة أطنان فاسدة من الفسيخ؟، وهل سيمتنعون عن شرائها والاستعاضة بالسمك البوري بدلا منها؟، أم سيضربون بقرارات الوزارة عرض الحائط ويشبعون رغباتهم. فيما أكدت نهى إسماعيل "مدرسة"، أن شم النسيم بالنسبة لها هو أكل الرنجة والفسيخ، موضحة أن ما يقال من تحذيرات أعتادت عليه كل عام، وإذا ما أخذت بهذه التحذيرات فلن تأكل أكثر من ثلثي الطعام وليس الأسماك المملحة فقط. وأضافت: "الشيء الوحيد الذي يضايقني هو ارتفاع سعرها، وعلى الرغم من ذلك إلا أنني لا أستطيع التنازل عن شرائه حتى لو أجبرتني الظروف على شراء واحدة فقط". من جهته، قال محمد خميس "موظف"، "الرنجة والفسيخ عادة توارثتها الأجيال ويصعب الاستغناء عنها. وتابع: "معتاد على شائها كل عام من المصنع لأن ثمنه أرخص من المحال، كما أنه مضمون عن أي مكان آخر"، مشيرًا إلى ارتفاع الأسعار هذا العام. وأثناء وقوفي بعيدًا لملاحظة رد فعل ربات البيوت تجاه أسعار الأسماك، وجدت ربة منزل تنظر بعينيها على كل أنواع السمك المتراص أمام البائعين مركزة على أسعارها وأخذت تتجول لمدة طويلة، وعندما سألتها عن النوع الذي أعجبها وما تنوي شراءه، أجابت: "أنا لفيت السوق كله والأسعار نار، حتى الفسيخ اللي كان متهاون وبشتريه كل سنة النهارده سعره بقه نار زي اللحمة بالظبط، وفضلت محتارة اشتري كيلو فسيخ ولا كيلو لحمة,والحقيقة انا ما اكلتش الاتنين من كام شهر، وفي الآخر قررت أشترى سردين عشان رخيص". وإذا ما ذكرت الرنجة والفسيخ، ذكر البصل والخس والليمون والخضراوات وهم شركاء لجميع الأسماك في مائدة الطعام لأنها من العوامل المساعدة على تناولها ودائمًا ما ينصح الأطباء بها تجنبا لحدوث أي إصابات، لذا كان لا بد من التعرف على أسعارها، حيث بلغ سعر كيلو الليمون 8 جنيهات وحزمة البصل بجنيه، والخس 3 جنيهات. كما قالت تهاني راشد "ربة منزل"، إن أسعار الخضراوات ارتفعت هي الأخرى هذه الأيام عن باقي أيام السنة، وأن السبب في ذلك يعود للباعة الجائلين.