قام ضباط الرقابة الإدارية بشن حملة مفاجئة على 15 مستشفى حكومي عام بالقاهرة والجيزة في توقيت متزامن، لرصد الأسباب الحقيقية التي أدت إلى عجز مستشفيات الدولة عن تقديم خدمات جيدة للمواطنين وخاصة الفقراء معدومي الدخل. " بوابة أخبار اليوم " رافقت ضباط الرقابة في حملتهم على مستشفى بولاق أبو العلا العام ..المستشفى تقع على مساحة كبيرة جدا ..مباني المستشفى تم افتتاحها منذ عام ١٩٣٦ في عهد الملك فاروق الأول. واجهة المستشفى لا تخلو من جمال ذلك الطابع الاثري البديع ..داخل المستشفى ستصطدم بقبح الأهمال وكآبة المنظر .. أرضيات وحوائط محطمة وسرير متهالك عليه غطاء مهترء وباب خشبي محطم كتب عليه بالطباشير بخط ردئ غرفة عمليات. المستشفى من المفترض أن تخدم ما يقرب من مليون مواطن بتلك المنطقة التي يقطنها الآلاف من الأسر التي تعيش اغلبها تحت خط الفقر بمنطقة بولاق أبو العلا. قبل عام ٢٠١٢ كانت المستشفى تقوم بإجراء العمليات الدقيقية والغسيل الكلوي لمئات المرضى وإجراء أدق الفحوصات يوميا،والآن امتدت يد الإهمال للمستشفى وأصبحت مجرد صيدلية كبيرة وقسم للإسعافات الأولية،وتم نقل أغلب الأطباء والتخصصات منها ونقل الأجهزة ،وبدأت محاولات لهدم المستشفى وتدخل سكان المنطقة لمنع الكارثة في طل غياب قانون الدولة. هدم المستشفى قال محمد دونجل ٥٥ عام من سكان المنطقة أن المستشفى تقع في مكان مميز قريب من كورنيش النيل وعقب ظهور أبراج التجارة العالمية وبناء أفخم الفنادق على نيلها تحول المستشفى لمطمع من رجال الأعمال وسعى بعضهم إلى هدم المستشفى لتنضم لمجوهراتهم الثمينة لكن أهل الحي وقفوا لهم بالمرصاد ونجحوا في تسجيل المستشفى ضمن المباني الأثرية للدولة. الفقراء لهم الله ويقول حسن عويضة ٤٠ عاماً قال أن سكان المنطقة قدموا شكاوى عديدة تطالب وزارة الصحة بإدخال المستشفى ضمن التطوير وتخصيص مبلغ مالي لها. وأشار عويضة أن الشركة الهندسية قامت بأعمال خلع وترميم داخل المستشفى وأخرجت احشاؤه ثم تركته أكثر من ٣ سنوات ولم يكتمل التطوير الذي لايستغرق عدة شهور. واضاف أن الأبراج حول المستشفى تصل ارتفاعها لأكثر من ٥٠ دو ر تبنى في لمح البصر للأغنياء ونحن الفقراء لنا الله. بدون أجهزه وعناية داخل المستشفى يجلس د. محمد عبد الله رشوان دكتور القلب في غرفة صغيره وإضاءة ضعيفة استقبلنا قائلا أن المستشفى بعد أن تسلمتها الشركة الهندسية المسئولة عن التطوير أصبح لايوجد بها غرف للرعاية المركزة وأصبح أطباء العناية بلا عمل وأوضح أن الأطباء يتعرضون لهجوم من البلطجية في عدم وجود أمن مشيراً إلى أنه هو وزملائه يقدموا مساعدة لسكان المنطقة الفقراء . ويقول دكتورمحمد إبراهيم مدير المستشفى إن العيادات يتردد عليها ٠٠ 6مريض يوميا، موضحاً أن المستشفى تعاني من تأخر في التطوير منذ سنوات مما أدى إلى نقل الأطباء الذين كانو بها ،ولدى الآن ٦٤ طبيبا فقط . حمامات أدمية وقال الدكتوراشرف سليمان استشاري الباطنة بالمستشفى أنه تم نقل معظم الأطباء لمستشفيات أخرى مشيراً إلى أن المستشفى بلا أجهزه أشعه أو تحاليل ولم يتبقى سوى أجهزه طبية أثرية يملؤها الصدأ وعمرها أكثر من ٦٠ عاماً. وأن المستشفى بلا حمامات أدمية والغرف قديمة جدا متهالكة.