تحول مستشفي بولاق أبوالعلا العام إلي مبني مهجور تسكنه الأشباح والحيوانات الضالة لوقوف الأهالي ضد مخطط لهدمه وبيع أرضه لمشتثمرين لوقوعه في مكان متميز خلف الحزام الاستثماري بكورنيش النيل. الداخل من الباب الرئيسي للمستشفي لا يعترضه أحد. المياه تتساقط من المواسير الموجودة علي مبني المستشفي. سلم الطوارئ مغلق. ومخلفات الهدم منتشرة علي مساحات واسعة واليافطة الخاصة بالمستشفي ملقاة أسفل السلم الجانبي ومغطاة بالأتربة والعيادات الخارجية بالدور الأرضي خالية من الأطباء. والكثير منها مغلق في الدور الأول.. مقاعد الانتظار تعلوها الأتربة. أجهزة معمل المستشفي بدائية جداً. والأرفف خالية إلا من زجاجات مملوءة ببعض المواد المستخدمة في التحليل. غرف المرضي مغلقة وعليها أقفال يعلوها الصدأ وبعض الأبواب مكسورة وإحدي الغرف المفتوحة بها سرير متهالك ومملوءة بالأتربة. وكذلك غرفة العناية المركزة والعزل.. المستشفي بشكل عام مظلم. لأن المصابيح تالفة. فضلاً عن تدلي بعض الأسلاك الكهربائية من السقف والحوائط. ودورات المياه غير آدمية.. ووحدة الغسيل الكلوي مغلقة.. أحد الموظفين بالمستشفي قال: المستشفي خال من العمال والوزارة لا تعين أحد. والموظفين اختفوا. وصعدنا للطابق الثاني. لم نشاهد أحداً من العمال أو الأطباء. والغرف مغلقة. وطفايات الحريق متهالكة. والحيوانات الضالة تتجول بممرات المستشفي. وخيوط العنكبوت تملأ الحوائط. قصة المستشفي يرويها علي الجمل "80 عاماً" قائلاً: هذا المستشفي تم بناؤه سنة 1936 ويتمتع بطراز مختلف. وكان يقدم خدمة طبية متميزة. حيث كان يتم تحضير الأدوية به. ولكن منذ حوالي 15 عاماً بدأ المستشفي يتدهور بشكل ملحوظ. حتي أصبح يعاني من حالة انهيار وفقر شديد في الخدمات والإمكانيات. فقد كان يضم مبنيين أحدهما مبني الغسيل الكلوي. وكان يضم 18 وحدة. والآخر مستوصف الصدر اللذين تم بناؤهما بمساعدة وتبرعات الأهالي. وقامت وزارة الصحة بهدمهما رغم حداثتهما بهدف التطوير والتجديد في عام ..2006 وأخبرونا بأنه سيتم إنشاء قسم استثماري لتدعيم الخدمة المجانية. وتم الهدم سريعاً. وحتي الآن لم يحدث شيئ. ومازالت مخلفات الهدم تملأ مدخل المستشفي. وكان معروفاً وقتها أن أحد رجال الأعمال المشهورين يضع عينه علي الأرض المقام عليها المستشفي. ووقف الأهالي وقتها أمام المسئولين لمنع إتمام صفقة البيع. ولكن ما نشاهده منذ ذلك الوقت هو إهمال متعمد من جانب المسئولين بالمستشفي. وعدم تنفيذ أي خطة تطوير أو صيانة أو إمداده بما يلزمه من إمكانيات. بل وصل الحال إلي تهجير المرضي وتحويلهم إلي مستشفيات أخري. هند رءوف "مريضة بالفشل الكلوي" تقول: كنا نقوم بعمل غسيل كلوي به ولكن فوجئنا بغلق الوحدة بداعي أنها لا تصلح ولا يوجد مكان آخر يخدم مرضي الغسيل الكلوي داخل منطقة بولاق أبوالعلا. وتم تحويلنا إلي مستشفي شبرا العام. ومن وقتها ونحن نعاني أشد المعاناة. ويؤكد سامي محمد أن المستشفي أصبح خالياً من الأدوية. والأجهزة والإسعاف والعيادات الخارجية يتم الكشف فيها دون الاهتمام بالمرضي. حيث إنه من المفترض أن تعمل العيادات منذ الثامنة صباحاً. وحتي الثانية عشرة ظهراً.. ولكن ما يحدث هو أنها تعمل من الحادية عشرة إلي الثانية عشرة فقط يومياً. ويرفض الطبيب الكشف علي المرضي بعد هذا الموعد. ويناشد عزالدين محمد المسئولين إعادة إحياء المستشفي مرة أخري. وعدم بيعه لأنه يخدم سكان روض الفرج والساحل وإمبابة وشبرا. فالضحية هو المريض الذي يعاني بسبب البحث عن خدمة طبية. فبدلاً من أن تتوسع الدولة في إنشاء مستشفيات تقوم بتهجير المرضي منها تمهيداً لبيعها. ويقول سيد أحمد: ماذا يفعل الفقراء عندما يمرضون؟!.. فالمستشفي خال من الأجهزة والتجهيزات. فهو مبني فقط فما ذنبنا أن المستشفي مطمع لرجال الأعمال نظرا لمساحته وقربه من منطقة استثمارية.