مهم جدا لهذا الوطن التوصل الي صيغة تقود الي توعية الشباب وتعظيم الانتماء للوطن. ان تحقيق هذا الهدف يحتاج الي اخلاص وشفافية وايمان و يستهدف تحويل الشباب وما يتمتعون به من حماس وطموح الي كتيبة عمل حقيقية في كل المجالات التي نحتاجها للنهوض بالوطن. ليس فقط بالشعارات والمؤتمرات والاحتفالات والمهرجانات يمكن دفع هذا الشباب للخروج من حالة الاحباط الذي يعيشها للمشاركة الفاعلة في جهود بناء هذا الوطن. مطلوب خبراء يبثون فيهم روح البذل والعطاء لصالح هذا الوطن حتي يمكن ان يتمتعوا بحياة كريمة تفتح الطريق امامهم لتحقيق آمالهم. ان الفرصة متاحة حاليا من خلال مبادرة هذا الجمع وما ارتبط به من برنامج للتأهيل وكذلك تأسيس لبنك المعرفة وهو ما كان هدف احتفالية يوم «الشباب المصري» التي اقيمت بدار الاوبرا المصرية أمس بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي والمسئولين في الدولة. ابراز ماحققه هذا الشباب من انجاز والاحتفاء بهم يؤدي الي رفع الروح المعنوية واثارة حماس زملائهم للتشبه بهم والسير علي دربهم. ان توافر القدوة الصالحة في الاسرة وفي محيط الدراسة والعمل تعد من اهم عوامل بناء هذا الشباب الذي يمثل النسبة الاكبر من ابناء هذا الوطن. انه يحتاج لان يدرك علي ارض الواقع انه يحظي برعاية الدولة دون تفرقة بين شاب وشاب سوي بالعلم والكفاءة في العمل وليس أي شيء آخر. ان هذا التحرك يتطلب مساهمة المجتمع كله بأجهزته الرسمية ومؤسساته التعليمية وقطاعه الخاص في مجال الاعمال في تبني هذه الرعاية. انها لابد ان تؤسس علي مبادئ العدالة والمساواة وعدم التفرقة حتي يتخلص الشباب من الانعزالية التي تحوله الي عبء وليس إلي عنصر منتج فاعل في هذا المجتمع. من المؤكد ان نجاحنا في جهود التنمية الاقتصادية امر اكثر من مطلوب حتي تتاح للشباب فرص العمل التي تساعده علي اثبات وجوده وذاته. في هذا الشأن - ولتحقيق الاهداف المرجوة - يتحتم ان يكون هناك استراتيجية واقعية ترتكز علي العلم والخبرة يشارك في وضعها الشباب الذين نجحوا في شق طريق التقدم والنجاح. هذه الاستراتيجية تقوم علي احياء الآمال في نفوس جموع الشباب. يأتي ذلك علي اساس جعلهم يؤمنون بأن النجاح يقود الي مزيد من النجاح وأنه لا نجاح بدون إعمال الفكر والعمل المضني الذي لابد ان يكون هناك عائد من ورائه. لفاعلية هذه الاستراتيجية فإن امامنا المثال علي ذلك فيما يجري بجهازي قواتنا المسلحة والشرطة من انضباط والتزام ركيزتهما بث روح الفداء والتضحية. ان افراد هذين الجهازين يضحون بحياتهم من أجل حماية هذا الوطن. انهم يستخدمون الانتماء والالتزام والانضباط في تنفيذ ما يطلب منهم واكتساب القدرة علي حماية وطنهم وحماية انفسهم في مواجهة اي اخطار باعتبار ان ذلك جزء من عقيدة حمايتهم لوطنهم. يجب ان يكون هناك ادراك عام في كل اركان هذه الدولة بأنه لا مشاركة فاعلة لجموع شباب هذا الوطن دون ان يؤمن كل فرد في كل المجالات ان كل شاب ما هو الا ابن وابنة أو أخ وأخت وأنه لا مستقبل لهذا الوطن دون الاستفادة منهم بعد اعدادهم الاعداد الجيد السليم والصحيح. في هذا الاطار فإنني اتمني ومعي كل شرفاء هذا الوطن ان يتم التوصل من خلال ما يجري بذله من جهود وما سيتم وضعه من خطط لمنظومه وطنية تكون محصلتها ان يكون لشبابنا دور حقيقي فيما يتطلبه بناء هذا الوطن