شهد الرئيس عبد الفتاح السيسيپفعاليات أسبوع شباب الجامعاتپوالمعاهد العاشر بجامعة قناة السويس في الإسماعيلية. وكان في استقباله المهندس إبراهيم محلب رئيس حكومة تسيير الأعمال. وكل من المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة ود. السيد عبد الخالق وزير التعليم العالي ود .ممدوح غراب رئيس جامعة قناة السويس. عقد الرئيس فور وصوله اجتماعاً مع رؤساء الجامعات بحضور "محلب" ود. "عبد الخالق". أكد فيه أهمية الدور الذي تقوم به الجامعات وأعضاء هيئة التدريس في تشكيل وعي الطلبة وغرس قيم الوطنية والانتماء. وتأهيلهم ليكونوا طاقة وذخيرة مصر في المستقبل. يدفعون عملية التنمية ويستكملون مسيرة العمل الوطني. أشار الرئيس إلي أهمية الارتقاء بمستوي طلبة الجامعات ليتسلحوا بمكارم الأخلاق وبأدوات العلم والمعرفة التي تمكنهم من خدمة بلدهم بتجرد ووطنية والانطلاق بها إلي آفاق تلبي تطلعات وآمال الشعب المصري. أكدپأهمية الارتقاء بمستوي الجامعات واستعادة مكانتها بين الجامعات العالمية. ودعا الرئيس الجامعات إلي المساهمة النشطة في إعداد الدراسات اللازمة التي تحتاجها الدولة في المجالات المختلفة. توجهپالرئيس عقب ذلك إلي قاعة الاجتماعات حيث استمع إلي كلمة وزير التعليم العالي ووزير الشباب والرياضة. ثم شاهد فيلماً وثائقياً حول استعدادات جامعة قناة السويس لاستقبال فعاليات أسبوع شباب الجامعات والمعاهد.. واستمع الرئيس إلي شرح تفصيلي من د . طارق شوقي المشرف علي الأمانة العامة للمجالس التخصصية للبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة الذي تم إطلاقه تحت رعاية رئاسة الجمهورية وبتمويل من صندوق "تحيا مصر" بهدف تأهيل الشباب للمشاركة السياسية والمجتمعية. ألقيپالرئيس كلمة حرص فيها علي دعوة خمسة من أعضاء هيئة التدريس وخمسة من الطلبة والطالبات إلي الوقوف بجانبه خلال إلقائها. وقد استهلپ الرئيس الكلمة بتوجيه الشكر للمهندس إبراهيم محلب وأعضاء حكومته. مثمناً جهودهم المخلصة لدفع مسيرة العمل التنفيذي. وأكد الرئيس استمرار دور المهندس إبراهيم محلب في تقديم يد العون والمساعدة من أجل تحقيق تطلعات الشعب المصري. تناول الرئيس عدداً من موضوعات الساعة قبل أن يتطرق إلي الموضوع الرئيسي للكلمة الخاص بإطلاق برنامج تأهيل الشباب للقيادة. حيث تحدث الرئيس في البداية عن الأوضاع المأساوية لأزمة اللاجئين وأهمية تقديم المساعدة اللازمة لهم. مشيراً إلي أن مصر تستضيفهم كأشقاء يتقاسمون مع الشعب المصري الخدمات الاجتماعية والتعليمية والصحية التي تقدمها الدولة. رغم ما ينطوي عليه ذلك من أعباءً اقتصادية. استعرض الرئيس مجمل التطورات علي الساحة الداخلية. مشيراً إلي أهمية مواصلة الجهود من أجل تثبيت دعائم الدولة والحفاظ عليها في ظل ما تموج به عدد من دول المنطقة من توتر وعدم استقرار. وهو ما يتطلب المزيد من العمل والجهد والتضحيات. أشار إلي مواصلة الدولة لجهودها في الدفاع عن مقدرات مصر وحمايتها من الإرهاب. منوهاً إلي عملية ¢حق الشهيد¢ التي تنفذها القوات المسلحة حالياً لتطهير شمال سيناء من الإرهاب وما حققته من تقدم. وأكد أهمية دور الشباب الواعي بحقيقة ما يحيق بالوطن من أخطار في مواجهة التحديات. وحرصه علي التغلب عليها ودفع مسيرة الوطن إلي الأمام. تطرق إلي بعض المطالب الفئوية التي لا تأخذ في الاعتبار الأوضاع والصعوبات الاقتصادية التي تمر بها مصر في الوقت الحالي. مؤكداً أن المرحلة الحالية تتطلب تضافر الجهود وإعلاء المصلحة الوطنية. بالإضافة إلي الإدراك الكامل لحقائق الأمور ومنها علي سبيل المثال.. زيادة الأجور في الموازنة من 70 مليار جنيه إلي 218 مليار جنيه. وهو ما يجب أن يقابله المزيد من العمل والإنتاج والتفاني في خدمة الوطن من أجل تحقيق معدلات نمو تلبي تطلعات الجميع.پ شدد الرئيس علي أنه لا مجال للفساد والمفسدين. مؤكداً أهمية التصدي بحزم لمحاولات الاستيلاء علي المال العام حتي ولو كانت في أضيق الحدود. كما نوه إلي أهمية تحسين المنتج التعليمي. وزيادة التواصل بين هيئة التدريس والطلبة. من أجل تخريج أجيال جديدة تتسلح بالعلم والعمل في مواجهة الفساد.. واستعرضپ تجربة سنغافورة التنموية. مشيداً بما حققته من تقدم وازدهار. تناول الرئيس مشكلة ارتفاع الأسعار التي تمس أغلب شرائح الشعب المصري. مشيراً إلي أن الدولة تعمل علي ضبط الأسعار من خلال الأجهزة الرقابية..وطالب بضرورة تقديم السلع بأسعار مناسبة لواقعها.. موضحاً تحرك الدولة من أجل إنشاء منظومة لضبط الأسعار. داعياً إلي التعاون بين المبادرات الأهلية والأجهزة الرقابية لمواجهة ارتفاع الأسعار. علي صعيد الاستعدادات للانتخابات البرلمانية المقبلة. دعا الرئيس الشباب إلي المشاركة الفعالة في الانتخابات وإلي حسن اختيار أعضاء مجلس النواب بتجرد ووطنية من أجل إقامة حياة سياسية سليمة تمارس فيها السلطة التشريعية صلاحياتها الواسعة ودورها بالتعاون مع باقي مؤسسات الدولة. ودعا الرئيس الفتاة المصرية للمشاركة بفاعلية في الانتخابات ومواصلة الدور المهم الذي تقومپبه المرأة المصرية. وفيما يلي نص كلمة الرئيس: بسم الله الرحمن الرحيم السيدات والسادة .. الحضور الكريم .. أبنائي وبناتي .. شباب وشابات الجامعات والمعاهد المصرية الأعزاء. اليوم أتحدث إليكم حديث الأب لأبنائه وبناته .. ولا أخفي عليكم سعادتي البالغة وأنا بينكم اليوم .. أنتم شباب الوطن الجسور الذي تطلع للتغيير .. وبادر بمساعيه ليضمن مستقبلا أفضل لوطن تسوده الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية .. وقد تحقق حلمكم المشروع بفضل إرادتكم وعزيمتكم الوطنية التي لا تلين .. فضربتم المثل في الوطنية .. وأبهرتم العالم بروحكم الثورية النقية .. وتضحياتكم الباقية أبدا في سجل الشرف الوطني. أبنائي وبناتي .. شباب مصر الأعزاء. أتوجه بحديثي إليكم جميعا .. في فصول المدارس وقاعات الجامعات .. أمام ماكينات المصانع أو تحت الشمس في الحقول ..جنودا مرابطين علي الحدود تحمون وتصونون.. أو رجال أمن في الداخل تحافظون علي الاستقرار.. في كافة ربوع الوطن .. رياضيين ومثقفين وفنانين .. إلي كل شباب الوطن الحالم بجني ثمار ثورته .. والطامح في موقع متميز في طابور الاصطفاف الوطني .. والمتطلع إلي وطن يفخر بأبنائه.. ويتسع لهم جميعا دون تمييز.. فوطننا يحتاج أن نوجد بيننا مساحات مشتركة .. نجتمع فيها حول حلم وطني .. تكونون أنتم الشباب في طليعته .. كما يناديكم الوطن لتثوروا من أجله مرة أخري .. ثورة علم وأخلاق من أجل البناء.. الوطن يحتاج إلي حماسكم وطهارتكم ونقائكم .. ليخطو خطوات أوسع نحو إعادة بناء الدولة المصرية .. دولة ديمقراطية حديثة. وأحدثكم بكل الصدق والتجرد .. أن الدولة المصرية تمتلك إرادة حقيقية لتمكين الشباب من المشاركة السياسية والمجتمعية .. وحجز مقعد متقدم لهم في دوائر صنع القرار المختلفة .. وما أقوله ليس وعدا ينتظر التنفيذ .. بل هو واقع يتحقق.. ولاحت دلائله حين تشكلت المجالس التخصصية التابعة لرئاسة الجمهورية .. بنسبة تمثيل للشباب بلغت 52 % كما أصدرت توجيهاتي للحكومة بالتوسع في تمكين الشباب المؤهل لتولي وظائف قيادية .. كمعاونين ومساعدين للوزراء والمحافظين .. وإلي جانب ذلك حرصت علي الالتقاء بفئات مختلفة من الشباب .. ضمت شباب الباحثين والمبتكرين .. وشباب المبادرات المجتمعية .. وأبناء الجاليات المصرية في الخارج .. وشباب الإعلاميين .. وخريجي الجامعات الأجنبية .. وشباب رجال الأعمال.. وتشكلت معهم آليات فاعلة للتواصل بينهم وبين مؤسسات الدولة المختلفة .. لتقديم الرعاية والدعم لهم .. كما كانت المشاركة المتميزة للشباب في الإعداد والتجهيز لمؤتمر تنمية الاقتصاد المصري بشرم الشيخ خير تقديم لشبابنا إلي العالم .. واليوم أنتهز فرصة وجودي بين أبنائي وبناتي شباب الجامعات المصرية .. لأتوجه بتحية تقدير واعتزاز للشباب الذين ضربوا المثل في القدرة علي الإنجاز وقهر المستحيل .. عندما حفروا لها قناتها الجديدة في أقل من عام .. وأتوجه كذلك بتحية إجلال لشهدائنا الأبرار الذين تقدموا الصفوف .. ليواجهوا إرهابا أسود يريد النيل من وطنهم وحلمهم علي حد سواء .. لقد قدموا أرواحهم من أجلنا جميعا .. ومن أجل أن تبقي راية هذا الوطن عالية خفاقة .. إن هؤلاء الشباب تصدروا الصفوف لحماية الوطن .. والحفاظ علي أمنه واستقراره .. سواء كانوا من القوات المسلحة.. أو من الشرطة المدنية.. أو من أي فئات شعبنا العظيم .. فاستحقوا الخلود في وجدان الوطن. السيدات والسادة .. أبنائي وبناتي. خلال العام الماضي .. بذلت الدولة جهودا حثيثة لدعم شباب الجامعات وتشجيع البحث العلمي .. وإطلاق مشروعات لرعاية شباب الباحثين لدعم المشروعات العلمية والبحثية .. وإنشاء مراكز التميز ومشروعات المشاركة الطلابية .. بجانب التوسع في التنمية التكنولوجية لتطوير العملية التعليمية بالجامعات .. ولكن كل هذه الجهود ليست نهاية المطاف .. ولا تكفي وحدها لتحقيق إرادة الدولة في رعاية شبابها بالشكل الذي تطمح إليه .. ولكنها خطوات علي طريق بدأناه .. وعهد قطعناه لإعداد شبابنا وتمكينهم من المشاركة الفاعلة في مسيرة الوطن. ومن هذا المنطلق. فقد كلفت المجلس التخصصي للتعليم والبحث العلمي وأجهزة رئاسة الجمهورية في مارس الماضي .. بإعداد برنامج تدريبي احترافي علي أعلي مستوي لتأهيل الشباب للمشاركة السياسية والمجتمعية .. ولخلق كوادر شبابية قيادية قادرة علي تحمل المسئولية .. ومؤهلة علي أساس علمي .. وهو البرنامج الذي شاهدتم عرضه التفصيلي اليوم.. لينطلق هذا البرنامج تحت رعاية رئاسة الجمهورية وبتمويل من صندوق تحيا مصر .. ويستهدف تأهيل حوالي 2500 شاب وشابة سنوياپ كمرحلة أولي من المنتظر اتساعها في المراحل التالية للمشروع .. وهو نهج أتمني أن تسير عليه باقي مؤسسات الدولة الرسمية وغير الرسمية .. لتأهيل كوادرها الشابة وتمكينهم من اكتساب الخبرات اللازمة لخلق قائد المستقبل. أبنائي وبناتي. ستشهد مصر خلال الأيام المقبلة حزمة من المشروعات التنموية الكبري .. تشمل إطلاق مشروع استزراع مليون ونصف المليون فدان .. والبدء في تنفيذ العاصمة الإدارية الجديدة .. وإقامة تجمعات بدوية متطورة .. وإنشاء مزارع سمكية وإقامة عدد من المدن الجديدة مثل العلمين ورفح.. وتستهدف هذه المشروعات تحقيق طفرة اقتصادية وتنموية شاملة .. من أجل مستقبلكم ولتوفير فرص عمل ولتحقيق مستوي ملائم من جودة الحياة .. وأود في هذا الإطار أن أؤكد أننا لن نطلق مشروعاً إلا بعد الانتهاء من دراسته وتجهيز العقود الخاصة بتنفيذه ووصول المعدات لبدء العمل فيه. وأدعو شباب وشابات مصر لأخذ زمام المبادرة بمشاركتهم في تنفيذ هذه المشروعات بفاعلية .. وأن يضمنوا لهم تواجدا حقيقيا فيها .. كما أوجه المجالس التخصصية التابعة لرئاسة الجمهورية .. بالبدء في تنفيذ آلية لتحقيق التواصل المستمر والمباشر مع كافة الفئات الشبابية .. يتم اطلاعي علي نتائجه وتوصياته دوريا .. فالدولة صادقة في إرادتها بالاهتمام بالشباب .. وبكل ما يرتبط باهتماماتهم ويحقق آمالهم .. فمصر الجديدة ماضية نحو المستقبل الذي تمثلونه أنتم الشباب الواعد. السيدات والسادة الحضور الكريم .. أبنائي وبناتي الأعزاء. يتزامن حديثي إليكم مع اجراءات الدولة للبدء في تنفيذ الاستحقاق البرلماني .. الذي يمثل الاستحقاق الأخير من استحقاقات خارطة المستقبل.. التي توافقت عليها القوي الوطنية وجموع الشعب المصري العظيم .. والتي نحرص جميعا علي إتمامه في أجواء تسودها الديمقراطية والنزاهة وبأعلي درجات التأمين .. وأنتهز فرصة حديثي إليكم .. لأدعو الشباب بالمشاركة الفعالة في انتخابات البرلمان القادم .. الذي يكتسب أهمية خاصة بالنسبة لمستقبل مصر. وأدعو الفتاة المصرية للمشاركة بفاعلية في الانتخابات ومواصلة الدور الهام الذي تقومپبه المرأة المصرية. وأطلب منكم حسن اختيار ممثليكم بتجرد ووطنية.. كي نكرس معا لحياة سياسية سليمة .. ولضمان وجود سلطة تشريعية تمارس دورها بفعالية .. وبالتعاون مع باقي السلطات في الدولة. پأبنائي شباب وشابات مصر. كل ما نبذله من جهد ونسعي إليه من أهداف يستهدفكم أنتم في الأساس .. فأنتم دائما نصب الأعين وفي القلوب .. أنتم ترمزون للحماس والعمل في الحاضر.. وستحملون الراية في المستقبل .. وستواصلونپمسيرة العطاء التي تعاقبت علي مدار التاريخ..پ أنتم حلم الوطن وثروته .. الواجب علينا رعايته .. لقد عانيتم الإهمال علي مدار عقود .. وكان تهميشكم وقمع أحلامكم شوكة في ظهر الوطن .. وعائقا في طريق نموه .. وفقدانا لهويته .. وما نقوم به من أجلكم .. يمثل بداية حقيقية لحصولكم علي ما تستحقونه من رعاية ودعم. أبنائي وبناتي. يحتم علي صدق الحديث وإخلاص النية أن أتوجه إليكم بالنصح .. بأن تتمسكوا برباط الوطن المقدس وتجعلوا العلم والأخلاق سبيلين لبناء شخصيتكم .. اعتزوا بالوطن وتمسكوا بفضائله .. واجهوا محاولات قتل أحلامكم النبيلة علي يد جماعات الشرپالتي تاجرت بالدين .. بأن تتفهموا صحيحه دون إفراط أو تفريط .. واجهوا من يسعي لوضعكم في حالة الغضب والسخط المستمر .. بأن تعملوا الفكر وتحافظوا علي هويتكم .. واجهوا حروب المعلومات والهجمات النفسية التي تستهدف السيطرة علي عقولكم .. بأن تكونوا حالة فهم ووعي لحقيقة ما يحيق بالوطن من مخاطر داخلية وإقليمية ودولية .. كونوا علي ثقة في أنفسكم وفي وطنكم .. حلقوا بأحلامكم إلي عنان السماء .. ثابروا وواجهوا التحديات .. فمصرنا العزيزة في حاجة إلي حماسكم ونقائكم. يا شباب مصر .. أنتم جيل لم ولن ينكسر أبدا .. بل أنتم من بادرتم بكسر القيود واستعدتم وطنكم بعزة وكرامة. إن المستقبل لكم .. وبكم .... نعم. وبكم. تحيا مصر .. تحيا مصر .. تحيا مصر.