تستمر المعديات النيلية في حصد أرواح مستقليها، في ظل انعدام الرقابة الأمنية لدى تلك المعديات، وفى الوقت التي تحدث فيه الكارثة الجميع يبحث عن "قائد المعدية"، متناسيين أن للأجهزة الرقابية والمحلية والتي عليهم المسئولية الكبرى فى كوارث المعديات. حيث يعانى المواطنين بمحافظة المنيا، وأيضاً بجميع المحافظات الأخرى، بسبب كثرة حوادث غرق المعديات النيلية والتي يروح ضحيتها الشباب الأبرياء نتيجة لغرق المعديات أو اللنشات أو سقوط السيارات من فوقها. حيث تعود مجددًا معديات الموت لتخطف أرواح مستقليها في مشهد يتكرر من حين لآخر، فالمنيا محافظة طولية، ويبلغ طول نهر النيل بها 150 كيلو مترا، ويوجد بها كوبري بمدينة المنيا، وآخر بمدينة ملوي، لربط الشرق والغرب. بينما تخلو المدن الأخرى المطلة على النيل من أية كباري، ولا يوجد أمام مواطني قرى شرق النيل بالمراكز الشمالية للمحافظة ، إلا استخدام المعديات واللنشات النهرية ، والتي اغلبها غير مرخص ومتهالك. الإحصائيات الرسمية تؤكد أن المنيا بها 152 وحدة نهرية ، و130 عبارة ولنشا أهليا و22 لنشا حكوميا، بالإضافة الى 22 مرسي ، كما توجد 6 مراسي سياحية بسمالوط والمنيا وأبو قرقاص ودير مواس، ومؤخرا تم شراء 5 معديات عملاقة وتوزيعها على المراكز، للحد من الحوادث المتكررة للمعديات المتهالكة. في البداية ،يقول أحمد يحيى من أبناء قرية شارونه بمغاغة، إن مرسي شارونة يمثل المرسي الرئيسي لمنطقة شمال المنيا، وذلك لضخامة الأسطول النهري الذي يقدر ب 12 عبارة وعشرات اللنشات، هذا إلي جانب خبرة القائمين علي العبارات والمراسي ، حيث يخدم مرسي شارونة مراكز بنى مزار ومغاغة والعدوة. وطالب يحيى بضرورة الاهتمام بصيانة المراسي، التي تم إنشاؤها حديثاً حتى لا تتعرض للتلف والتهالك، وتطهير المجري الملاحي أمام العبارات واللنشات حيث أن كفاءته تقل في فصل الشتاء، لانخفاض منسوب المياه بالنيل، مما يسبب شحوط بعض العبارات، وبالنسبة للمراسي الجديدة يجب أن تكون بنسبة مختلفة طبقا لمستويات منسوب مياه النيل. ويرى حمادة صابر من أبناء سمالوط، أن المعديات ليست المشكلة الأساسية وإنما المشكلة في سلوك المواطنين، حيث يقوم بعض السائقين بالصعود على ظهر المعدية بسيارتهم المحملة بالركاب ويتركونها بدون تأمين جيد ، وعدم شد فرامل اليد فتسقط السيارة في النيل بركابها. ويقول فاروق صلاح من أبناء مركز بنى مزار، أن المنيا محافظة طولية ويبلغ طول نهر النيل بها 150 كيلو مترا ويوجد بها كوبري وحيد بمدينة المنيا، وأخيرا تم افتتاح كوبري ملوي، ومحور بنى مزار لخدمة أبناء شمال المحافظة. ويشير شعراوي على من أبناء قرية قراره بمغاغة، أن المشكلة الرئيسة التي نعانى منها الآن هي تهالك معظم المعديات ، وعدم مطابقتها للمواصفات القانونية، إلى جانب قيام مجموعة من صغار السن بقيادة اللنشات النهرية غير المرخصة، والتي تقوم بتحميل ركاب أزيد من الحمولة المقررة، وهو ما يؤدى إلى حدوث كوارث، مطالبا بضرورة التشديد الأمني على المعديات واللنشات المخالفة، حفاظاً على أرواح المواطنين. ومن جانبه، أكد مسئول بشرطة المسطحات المائية بالمنيا، وهى الجهة الرقابية المسئولة عن المعديات، أنه في حالة ضبط أي وحدة نهرية منتهية الترخيص يتم تحرير محضر وإخطار النيابة العامة التي تقرر التحفّظ عليها بالمرسى، ويُؤخذ تعهد كتابي على مالكها بعدم الإقلاع من المرسى إلا بعد تجديد الترخيص. وأضاف "المصدر" انه لا يتم تسليم الوحدة إلى مالكها إلا بخطاب رسمي صادر من الهيئة العامة للنقل النهري بالقاهرة بتجديد الترخيص، لكن بعض العاملين يقولون إن هذا لا يمنع أنه يمكن لصاحب المعدية أن يُقلع بها خلسة لغياب الرقابة وضعف العقوبات الرادعة. ويؤكد أنه يفترض أن تحمل كل وحدة نهرية عدداً من سترات النجاة، بما يتناسب مع عدد الركاب المصرح بحملهم على حسب متانة المعدية ، إضافة إلى طاقم التشغيل. ومن ناحيته، أكد أحد المسئولين والمشرف عن المعديات النهرية بالمنيا، أنه يتم الفحص الشهري للمعديات،و هناك فحص آخر تقوم به هيئة النقل النهري بالقاهرة يتم كل 4 سنوات لأي معدية، سواء حكومية أو أهلية، ويسمى "فحص الجفاف". وأضاف "أنه على حسب هذه الفحوصات تتوجه المعدية إلى أقرب ورشة إصلاح وتصنيع سفن، وفى حالة المنيا، فإنها تقع فئ قرية البرجاية على بعد 8 كيلو متر من مدينة المنيا، حيث يتم إخراجها من المياه وفحصها وإصلاح أي أجزاء بحاجة إلى الإصلاح. ومن جانبه ، يقول محمد ناجى مدير مشروع النقل النهري التابع لمحافظة المنيا ،أن الحمولة لكل معدية حسب متانة المعدية،وبعد فحصل شامل لها حيث تعاينها لجنة فنية من هيئة النقل البرى للتأكد من أدوات السلامة والأمان، وبعد ذلك يحصل صاحب المعدية على إنزالها فئ المياه والحمولة المحددة له. وعبر عدد من أهالي محافظة المنيا ،بوابة ل "أخبار اليوم"عن غضبهم بسبب كثرة الحمولة الزائدة داخل المعديات التي مما يؤثر على سلامة المواطنين ،إلى جانب أنه لوحظ فئ الآونة بوجد رقابة مستمرة وخاصة على المعديات الليلية تجنباً لمنع تكرار الحوادث ، وبالإضافة إلى أنه تزداد الحوادث بشكل كبير وقت الأعياد حين يخرج الناس للنزهة أو زيارة القبور، وبشكل خاص عند تشييع الجنازات حين يتكالب كل المشيعين للركوب على معدية واحدة.