قنبلة القي بها الرئيس مرسي أخشي أن تفجر الوطن بأكمله،ولا أظنه درس العواقب جيدا وتوقع ردود الأفعال،ولا أظنه وضع مصلحة الوطن نصب عينيه عندما فكًّر في اتخاذ هذا القرار الكارثة. ويبدو أن جهاتٍ خارجية تدخلت ضالعة فيصنع هذا القرار كذلك فإن مكتب الإرشاد هو الآخر يلقي بظلِّه الثقيل علي هذا القرار ؛خاصة بعد استقبال المرشد العام لمبعوثين غربيين وتأكيد وزيرة خارجية أمريكا علي ضرورة إعادة البرلمان المنتخب وفي المقابل فإن تمسك المجلس العسكري بالسلطة التشريعية بهذا الإصرار يبدو غريبا وغير مبرر،ولا يعلم أحد إلا الله سبحانه وتعالي ما ستفسر عنه تداعيات هذا القرار الانفجاري والي مدى ستنفجر الأوضاع في مصر وما حجم الانقسامات التي ستحدث بين مؤيدي ومعارضي هذا القرار،خاصة بعد تهديد المجلس العسكري بانقلاب عسكري حال إصرار الرئيس المنتخب علي قراره،وهو الأمر الذي قد يؤدى إلي حرب أهلية لا قدر الله. أو إلي تدخل قوى خارجية قد يستنجد بها أحد الفصيلان بدعوى حماية الشرعية والمجلس المنتخب،وفي كل الأحوال فإن العواقب وخيمة إن لم يتحرك العقلاْء سريعا وإن لم يعد الجميع إلي صوابه ويضع مصلحة وطنه قبل مصلحته وهو الأمر الذي لم يحدث ولا أظنه سيحدث من أي من الفصيلين المتصارعين؛ الإخوان والمجلس العسكري،فلا يبدو أن فيهم رجلا رشيدا ينظر في عواقب الأمور ويضع مصلحة الوطن ووحدته واستقراره في المقام الأول. وسنرى في الساعات المقبلة حشوداً في التحرير وأخرى في مدينة نصر ،وقد ينفد صب المجلس العسكري أو يتصرف بعصبية فينفذ تهديده بالانقلاب علي الشرعية وربما اعتقال الرئيس ورموز جماعته ومناصريه ،مما سيشعل الأوضاع في كل ميادين مصر وستنقسم مصر كلها علي نفسها مما يهدد بحربٍ أهلية- لا قدًّر الله-تأكل الأخضر واليابس وتعيد مصر إلي القرون الوسطي وقد يصاحب ذلك هجوم عسكري أو تدخل غربي قد يستدعيه الطرف الذي لا يملك سلاحا بحجة حماية الشرعية وخيار الشعب كما حدث في دولٍ مجاورة،أو علي الأقل فوضي عارمة فلا أملك إلا الدعاء لمصر وشعبها وحكامها أن يلهمهم الصواب وأنيعودا إلي رشدهم ويتقوا الله في وطنهم وشعبهم