فنظام التعليم الذي نعاني منه يقوم علي »التلقين» واجهاض قدرات العقل والقدرة علي التفكير الخلاق وهو ما قام عليه تقدم الجنس البشري علي الارض في كلمة عن ذكري تحرير سيناء تحدث الرئيس ضمن ما تحدث عن تنمية سيناء.. واعتقد ان الحديث عن تنمية سيناء هذه المرة، يختلف عن سابقاته وينطوي علي إرادة حقيقية.. حيث غابت تلك الإرادة طويلا بقدر ما اطلق الكثير من المسئولين وعودا في الهواء منذ تحرير سيناء، وتلاحظ ان كل الوعود الوهمية صاحبها تزايد في التعامل بقسوة مع أهالي سيناء وبالذات في السنوات الاخيرة من حكم مبارك مما زاد من حالة فقدان الثقة مع النظام الحاكم خاصة مع تدني مستوي المعيشة وانعدام الموارد تقريبا وسُبل الكسب.. لكننا الان في ظروف مختلفة وقيادة ذات مسئولية مختلفة اذ هي في مواجهة شرسة مع الارهاب علي ارض سيناء.. تلك المترامية الاطراف وذات التضاريس الصعبة وانعدام العمران بخلاف خطورتها استراتيجيا.. اضف إلي ذلك ما يترتب علي عدم وضوح موقف ساكنيها في معركتنا مع الارهاب. وهنا يتأكد ان المعركة الأمنية مع الارهاب مهما كانت حتمية وعاجلة فالوجه الآخر للمواجهة يبرز الان صارخا متحديا لنا في وضوح مطالبا بالتصالح مع سيناء بوضعها هذا واهميتها.. وايضا التصالح مع احوال أهالي سيناء.. ولا سبيل إلي هذا التصالح إلا بتنمية حقيقية لم تعد تحتمل التأجيل مهما احتدمت معركتنا مع الارهاب أو طالت.. وهذا جزء مهم من تصالحنا مع متطلبات المستقبل. ولاشك ان نجاح مشروع قناة السويس وما يستتبعه من نشاط اقتصادي يضيف فرصة أوسع لاستراتيجية مدروسة في تنمية سيناء بما يجعل لها أولوية قصوي. والأمر ليس ببعيد عما خضنا فيه سلفا من أن التغيير الحقيقي يبدأ من القواعد العريضة للشعب المصري ومصالحه.. وان التنمية بالمعني الشامل هي القاطرة الحقيقية لهذا التغيير وليس الاستثمار فقط كما قد يُفهم خطأ من اهتمامنا بمؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي، ربما تحققت اهدافه السياسية إلي حد كبير، أما الاهداف الاقتصادية فمرهونة بوجود خطة تنمية شاملة سترد الانجازات المطلوبة إلي اصولها وهي القدرات المصرية لدي كل الاطراف والطاقات البشرية التي يشكك البعض فيها بحجة عبء الزيادة السكانية وبحكم ما اثرناه عن الأمية المتعددة ولكن تجارب امم اخري تثبت امكانية استثمار هذه الزيادة كما في الهند والصين التي تجاوز تعدادها ما يزيد علي المليار نسمة.. ومع ذلك اخضعت الزيادة لشروط العصر.. وفي مقدمتها العلم والتعليم.. والتعليم كما اشرنا في مقالات سابقة هو مدخلنا إلي الطبقات الواسعة من خلال محو الامية بكل اشكالها.. بما فيها ما يتطلبه التغيير من تطوير لكل امكانات الجميع في التعامل مع لغة العصر وآفاق المعرفة التي اتسعت فيه. والحق ان ذلك يقودنا عند الحديث عن التعليم إلي قضية آنية وهي علاقة نظام التعليم بفكر التطرف.. فنظام التعليم الذي نعاني منه يقوم علي »التلقين» واجهاض قدرات العقل والقدرة علي التفكير الخلاق وهو ما قام عليه تقدم الجنس البشري علي الارض والتلقين وتجميد امكانات العقل والفكر الخلاق هو مرادف دقيق لكل فكر متطرف. أليس الفكر المتطرف الذي يدفع الجميع ثمنه الفادح الان.. هو نفس نظام التعليم لدينا منذ سنين والذي يعني إلغاء دور العقل المفكر والارادة التي أرادها الله حرة فاعلة؟ هل ثمة فرق جوهري بين التلقين والحفظ الاعمي وبين مبدأ التلقين في الفكر المتطرف.. او استبعاد العقل لحساب النقل؟؟ كلا النهجين نهج واحد يفضي إلي الجمود والموات لأي كيان انساني خلقه الله ليفكر ويعمر؟! والامر في النهاية لصيق بقضية التنمية في هذا العصر.. بدءا بمواجهة الامية بكل مستوياتها وانسحابا علي نظام التعليم بكل مراحله والذي مازال اسيرا لتصريحات عقيمة تتعلق ايضا بالبحث العلمي وآفاق المعرفة التي تحكمت وصارت مكمن القوة لأي أمة! وتظل هناك قضايا اخري تتعلق بنظام التعليم مثل تهديد الهوية الوطنية والقومية بتعدد الثقافات داخل المجتمع المصري نتيجة التوسع الكبير في التعليم الأجنبي في المدارس والجامعات وبما يزيد ايضا من مخاطر تحيط باللغة العربية من كل جانب. وكل ما ذكرنا عن التنمية والتعليم ومخاطر التطرف الفكري تتصل بملف كبير عن الثقافة والاعلام يستدعي المراجعة الجادة. فنظام التعليم الذي نعاني منه يقوم علي »التلقين» واجهاض قدرات العقل والقدرة علي التفكير الخلاق وهو ما قام عليه تقدم الجنس البشري علي الارض في كلمة عن ذكري تحرير سيناء تحدث الرئيس ضمن ما تحدث عن تنمية سيناء.. واعتقد ان الحديث عن تنمية سيناء هذه المرة، يختلف عن سابقاته وينطوي علي إرادة حقيقية.. حيث غابت تلك الإرادة طويلا بقدر ما اطلق الكثير من المسئولين وعودا في الهواء منذ تحرير سيناء، وتلاحظ ان كل الوعود الوهمية صاحبها تزايد في التعامل بقسوة مع أهالي سيناء وبالذات في السنوات الاخيرة من حكم مبارك مما زاد من حالة فقدان الثقة مع النظام الحاكم خاصة مع تدني مستوي المعيشة وانعدام الموارد تقريبا وسُبل الكسب.. لكننا الان في ظروف مختلفة وقيادة ذات مسئولية مختلفة اذ هي في مواجهة شرسة مع الارهاب علي ارض سيناء.. تلك المترامية الاطراف وذات التضاريس الصعبة وانعدام العمران بخلاف خطورتها استراتيجيا.. اضف إلي ذلك ما يترتب علي عدم وضوح موقف ساكنيها في معركتنا مع الارهاب. وهنا يتأكد ان المعركة الأمنية مع الارهاب مهما كانت حتمية وعاجلة فالوجه الآخر للمواجهة يبرز الان صارخا متحديا لنا في وضوح مطالبا بالتصالح مع سيناء بوضعها هذا واهميتها.. وايضا التصالح مع احوال أهالي سيناء.. ولا سبيل إلي هذا التصالح إلا بتنمية حقيقية لم تعد تحتمل التأجيل مهما احتدمت معركتنا مع الارهاب أو طالت.. وهذا جزء مهم من تصالحنا مع متطلبات المستقبل. ولاشك ان نجاح مشروع قناة السويس وما يستتبعه من نشاط اقتصادي يضيف فرصة أوسع لاستراتيجية مدروسة في تنمية سيناء بما يجعل لها أولوية قصوي. والأمر ليس ببعيد عما خضنا فيه سلفا من أن التغيير الحقيقي يبدأ من القواعد العريضة للشعب المصري ومصالحه.. وان التنمية بالمعني الشامل هي القاطرة الحقيقية لهذا التغيير وليس الاستثمار فقط كما قد يُفهم خطأ من اهتمامنا بمؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي، ربما تحققت اهدافه السياسية إلي حد كبير، أما الاهداف الاقتصادية فمرهونة بوجود خطة تنمية شاملة سترد الانجازات المطلوبة إلي اصولها وهي القدرات المصرية لدي كل الاطراف والطاقات البشرية التي يشكك البعض فيها بحجة عبء الزيادة السكانية وبحكم ما اثرناه عن الأمية المتعددة ولكن تجارب امم اخري تثبت امكانية استثمار هذه الزيادة كما في الهند والصين التي تجاوز تعدادها ما يزيد علي المليار نسمة.. ومع ذلك اخضعت الزيادة لشروط العصر.. وفي مقدمتها العلم والتعليم.. والتعليم كما اشرنا في مقالات سابقة هو مدخلنا إلي الطبقات الواسعة من خلال محو الامية بكل اشكالها.. بما فيها ما يتطلبه التغيير من تطوير لكل امكانات الجميع في التعامل مع لغة العصر وآفاق المعرفة التي اتسعت فيه. والحق ان ذلك يقودنا عند الحديث عن التعليم إلي قضية آنية وهي علاقة نظام التعليم بفكر التطرف.. فنظام التعليم الذي نعاني منه يقوم علي »التلقين» واجهاض قدرات العقل والقدرة علي التفكير الخلاق وهو ما قام عليه تقدم الجنس البشري علي الارض والتلقين وتجميد امكانات العقل والفكر الخلاق هو مرادف دقيق لكل فكر متطرف. أليس الفكر المتطرف الذي يدفع الجميع ثمنه الفادح الان.. هو نفس نظام التعليم لدينا منذ سنين والذي يعني إلغاء دور العقل المفكر والارادة التي أرادها الله حرة فاعلة؟ هل ثمة فرق جوهري بين التلقين والحفظ الاعمي وبين مبدأ التلقين في الفكر المتطرف.. او استبعاد العقل لحساب النقل؟؟ كلا النهجين نهج واحد يفضي إلي الجمود والموات لأي كيان انساني خلقه الله ليفكر ويعمر؟! والامر في النهاية لصيق بقضية التنمية في هذا العصر.. بدءا بمواجهة الامية بكل مستوياتها وانسحابا علي نظام التعليم بكل مراحله والذي مازال اسيرا لتصريحات عقيمة تتعلق ايضا بالبحث العلمي وآفاق المعرفة التي تحكمت وصارت مكمن القوة لأي أمة! وتظل هناك قضايا اخري تتعلق بنظام التعليم مثل تهديد الهوية الوطنية والقومية بتعدد الثقافات داخل المجتمع المصري نتيجة التوسع الكبير في التعليم الأجنبي في المدارس والجامعات وبما يزيد ايضا من مخاطر تحيط باللغة العربية من كل جانب. وكل ما ذكرنا عن التنمية والتعليم ومخاطر التطرف الفكري تتصل بملف كبير عن الثقافة والاعلام يستدعي المراجعة الجادة.