»هذه ليست مجرد مجلة، إنما عمل ثقافي متميز، يعني بمضمون مصر الروحي والمادي ويكتشف المجهول منها خاصة لأهلها، إنها أقرب إلي وصف مصر بالمصري..» الحدود الرسمية للدولة، فكرة مصرية صميمة، نبعت من خصوصية مصر الجغرافية والتاريخية، ما من بلد في العالم تبدو فيه الحدود واضحة مثل مصر، أهم المعالم النهر الذي يشكل العمود الفقري للدولة، وطبقا لنظام الري المتبع تتحدد مساحات الأرض المزروعة، عندما أسافر بالقطار إلي الصعيد، فيما يلي سوهاج يمكنني من النافذة أن أري حدود الوادي، يمينا وشمالا، شرقا وغربا. الأخضر للأراضي المزروعة والأصفر للصحراء، سواء في الصعيد أو الدلتا يمكن للإنسان عند الأطراف أن يقف. قدم في الحياة وأخري في العدم. الأراضي المزروعة وجود. والصحراء أبدية العدم. من هنا جاء التصور المصري للوجود، للآلهة. أوزير الشهيد للخير والزرع ودر الضرع. ست للشر. قتل أخاه ومزق جسده، من حفظ الجسد الأم ايزيس التي أنجبت من زوجها أوزير بعد وفاته. استشهاده. جسده موزع علي أراضي مصر ورأسه في ابيدوس أقدس أماكن مصر، أرجو ملاحظة تقديس المصريين لمولانا الحسين وضريحه الذي يضم الرأس فقط. رغم شساعة الحدود المصرية وتنوعها وأهميتها للدولة فإن البعد الثقافي يظل غائبا في التعامل معها. وعندما تولي جابر عصفور الوزارة ورأس أول اجتماع للمجلس الأعلي للثقافة قدمت سبعة عشر اقتراحا للعمل الثقافي. كان في مقدمتها إنشاء مراكز ثقافية في المناطق الحدودية، ليس لنشر الثقافة فقط ولكن لتسجيل معالم الحياة من منظور ثقافي من حلايب وشلاتين إلي الشيخ زويد وبلاد الغرب، هذه المقترحات مسجلة بالصوت وفي أجندة الدكتور محمد عفيفي أمين عام المجلس. ولكن الوزير المقال مؤخرا انشغل بأمور صغيرةأهمها الولاية والعزل واثارة مشاكل لا جذور لها. لم ينفذ من تلك الاقتراحات أيا منها مع أن بعضها لم يكن يحتاج أكثر من مذكرة إلي رئيس الوزراء مثل إنشاء وسام مصري يمنح للعرب والأجانب الذين خدموا الثقافة العربية، يبدو أن وزارة الثقافة سيئة الحظ ومن الضروري إعادة النظر في دورها ومفهومها. ولي عودة إلي هذا الحديث فما لم يفعله جابر عصفور قام به شاعر مرهف وصحفي ذكي مثقف كبير، أعني إبراهيم داود. في عدد ابريل من مجلة »ديوان» التي تصدر عن مؤسسة الأهرام، الحقيقة إنها اضافة راقية إلي الصحافة العربية. موضوعها مصر الوطن، مصر الذاكرة، ذاكرة الأرض والبشر والحجر المنحوت والفن المبدع والطيور والشجر وسائر التفاصيل، في العدد عدة محاور، كل منها يستحق وقفة مطولة، عن باب مصر الغربي تفرد المجلة تحقيقا صحفيا ثقافيا يبدأ بقصة حب حدثت عندما زوجت سيدة بسيطة ابنتها لشاب ليبي يسكن مدينة مساعد الليبية، يوميا كانت الأم تذهب لزيارة ابنتها لتزودها باللحوم والخضار واللبن والسكر. في عام 1977 انقطعت العلاقات مع ليبيا وأصبح صعبا علي الأم زيارة ابنتها. وعندما طال شوقها أرسلت ابنتها دعوة إلي أمها لتزورها وكان علي الأم أن تدور حول الأرض لتصل إلي طرابلس. من القاهرة إلي أثينا، ومن أثينا إلي طرابلس ومن طرابلس إلي مساعد، مازلت أذكر عند سفري في تلك السنوات إلي تونس أو الجزائر أو المغرب كانت الطائرة تبتعد عن الفضاء الليبي وتطير فوق البحر المتوسط قرب الساحل الأوروبي لتعود إلي الفضاء العربي فوق تونس ولذلك أقول دائما إن داعية الوحدة العربية قطع الطريق التاريخي بين مصر وشمال افريقيا وهذا ما أدعو إلي إعادة احيائه الآن. هذه القصة عن الأم وابنتها مدخل للتحقيق الذي كتبه الباحث حمد خالد شعيب ويذكر فيه تفاصيل مجهولة عن هذه المنطقة الغربية التي ماتزال مجهولة بالنسبة للإعلام المصري والمرئي، خاصة ارتباط حياة وثقافة البشر بالعلاقات السياسية بين البلدين. من الحدود الغربية ينتقل بنا الباحث مسعود شومان إلي أقصي الجنوب حيث البشارية والعبابدة في الصحراء الشرقية، ويورد تفاصيل مثيرة عن عادات الميلاد خصوصا، حيث تتوقف القبيلة كلها إذا كانت راحلة عندما يحين وضع إحدي السيدات ويقوم قريباتها بمساعدتها وبعد الوضع يأخذن المشيمة ليعلقنها إلي إحدي الأشجار التي تثبت في الصحراء. يتحدث شومان عن عادات القبائل في هذه المنطقة ونقرأ عن ثقافة مغايرة للثقافة في الحدود الغربية. أما النوبة فيضم المحور أكثر من بحث وتحقيق عن ثقافتها العريقة وحضارتها. كذلك الحدود الشرقية، في موضوع عميق عنوانه »ارسمني بريشة أمواجك يانيل» نقرأ عن العلاقة بين البشر والمكان. بين الدولة والوطن. حيث دار الصراع بين الصحراء والنيل. بين الوجود والعدم. وقام البشر بتنظيم الفوضي واخضاع النهر للإنسان فكان اختراع الزراعة، حجم ما بذل من جهد علي مدي قرون مهول من دماء وعرق لذلك كانت أراضي مصر مقدسة، خاصة حدودها التي تم تحديدها بعلامات مازال بعضها باقيا حتي الآن. وكانت المهمة الأولي للفرعون هو أن يحافظ علي الحدود. أما أميرة إبراهيم فتكتب عن حرس الحدود. هذا السلاح العريق الذي يتوارث معرفة عميقة بالحدود، يعرف منافذها وأسرارها، ولديه أمهر قصاصي الأثر في العالم ونتيجة وجود هذه القوات المتخصصة احتفظت مصر بحدودها منذ فجر التاريخ تقريبا كما هي. الموضوع ممتع بما حوي من تفاصيل. ورغم أنه يخلو من أي مصطلح سياسي زاعق إلا أنه في صميم اللحظة، وهذا هو الفرق بين رؤية مثقف حساس وملم مثل الشاعر إبراهيم داود ورؤية موظف محدودة تولي الوزارة ولم يهتم بما اقترحته عليه من اهتمام بثقافة الحدود، لسنوات طويلة كنت أظنه صاحب رؤية ولكن توليه المسئولية كشف عن رؤية موظف لا مثقف، محور الحدود ليس الوحيد في الديوان. لكن ثمة محورا غنيا عن إبادة الأرمن بواسطة النظام التركي في بداية القرن الماضي. وملفا آخر عن التنظيم المسلح في أوراق حسن البنا التي دونها بخطه. إنها مجلة تعني بالذاكرة وتدخل صميم اللحظة الراهنة بكل أبعادها. إلي جانب ذلك تتحقق المتعة بقراءة مقال نادر لتوفيق الحكيم عن الموسيقار كامل الخلعي. وعن حي العباسية، وعن الليلة الكبيرة وعن زكريا الحجاوي وعن شم النسيم وعن عمال مصر وعن صلاح أبو سيف وعن تمرد طلبة الأزهر في القرن التاسع عشر بعد انتشار الكوليرا. أستطيع أن ألمح أنفاس إبراهيم داود الشاعر، المثقف، الخبير بالغناء والتراث المصري خاصة مدرسة قراءة القرآن. لكن كما علمتني التجربة رئيس التحرير يحدد القسمات والمساعدون هم الذين يجسدون الرؤية، من هنا أحيي الزملاء أشرف عبدالشافي وأمنية يوسف وشريف طه وسارة رمضان وسعد المغربي وعبدالحكيم عبدالله والمصور شريف سنبل، لقد قدموا عملا صحفيا ثقافيا جميلابامتياز أرجو الانتباه اليه. الأب جاك الدومينكاني .. إلي لقاء الخميس: أتردد علي دير ومعهد الآباء الدومينكان منذ عام ستة وستين، مع مرور الزمن تغيب عنا بدايات العلاقات أحيانا، لا أذكر متي التقيت الأب جاك جومييه. الراهب الدومينكاني وأستاذ الأدب العربي والباحث الأكاديمي. ربما كان ذلك في اللقاء الأسبوعي بالأستاذ نجيب محفوظ في مقهي عرابي الذي كان يجتمع فيه بأصدقاء الطفولة وكان سماحه لي بالتردد علي المقهي نقطة تحول مهمة في علاقتي به، كان المقهي جزءا صميما من حياته وليس لقاء »أدبيا» كما كانت ندوة الأوبرا التي بدأت علاقتي بها عام 1959 وأنا في الخامسة عشرة، يقع دير الآباء الدومينكان علي مقربة من مقهي عرابي المطل علي ميدان الجيش وقد اختفي الآن وحل مكانه مجموعة من المتاجر بعد تقسيم مساحته، ربماأكون قد التقيت الأب في المقهي، ربما عند الأستاذ يحيي حقي في مكتبه بشارع عبدالخالق ثروت والذي كان يقابل فيه الأدباء والأصدقاء ومنه يدير »المجلة» أحد المنابر الثقافية الرفيعة، غير أنني أذكر زيارتي الأولي للدير عام ستة وستين واجتماعي بالأب جاك جومييه علي فترات متقاربة. سواء في مكتبه أو المكتبة الخاصة للدير التي عرفني علي محتوياتها وفتح أبوابها لي، وتعد من أهم المكتبات في القاهرة. أو في مصر عامة، متخصصة في موضوعين أساسيين، مصر بكل ما يتصل بها والإسلام. يقع الدير علي حدود العاصمة وقت إنشائه في نهاية الأربعينيات. كانت المنطقة خلاء ممتدا، فيها مصنع الطرابيش والذي أنشئ بعد حملة قومية قادها حزب الوفد دعت الشعب إلي التبرع فيما عرف بمشروع القرش. كل فرد يقدم قرش صاغ واحد، لبناء مصنع ينتج الطرابيش التي كنا نستوردها من تركيا وايطاليا. كان ذلك بتأثير الطاقة الروحية المتولدة عن ثورة 1919 أعظم ثورات مصر في القرن العشرين، في الخمسينيات أقيم بناء لمطبعة مصطفي الحلبي. ما عدا ذلك كانت مقابر المماليك إلي الشرق ثم مقابر باب النصر إلي الغرب. تقوم فلسفة الأديرة الدومينكانية علي أن تكون مقارها قرب المدن، علي حدودها وليس في الصحراء، أسس الطريقة الأب الفرنسي دومينيك (أي عبدالواحد) في القرن الثالث عشر الميلادي. وقام الجهد الأساسي علي التواصل مع العالم الإسلامي، قام الرهبان بترجمة ابن رشد وابن سينا إلي الفرنسية، وأيضا كتب ارسطو التي ترجمت إلي العربية في القرن الرابع الهجري وفقدت أصولها اليونانية، أول مقر تأسس خارج فرنسا في القسطنطينية »اسطامبول» ثم بغداد، فالموصل، منهم الفلاسفة البير الكبير وتوما الاكوين. أما مقرهم الرئيسي فيقع في تولوز، ويشاء القدر أن التقي بالأب جاك جومييه منذ خمس سنوات في تولوز بعد سنوات عديدة من مفارقته لمصر وإقامته في المقر الرئيسي، أمضيت معه يوما كاملا استعدنا فيه ذكريات مشتركة عن كتابه حول ثلاثية محفوظ، لعلها الدراسة الأولي التي يصدرها غربي عن محفوظ وترجمت إلي العربية وأصدرها ناشر محفوظ وقتئذ »مكتبة مصر»، عن لقاءاتنا في الدير، وقراءتي معه لرسالته العلمية لدرجة الماجستير والدكتوراه، عن خطبة الجمعة وتطورها منذ القرون الوسطي وعن »المحمل» وقد قدمت عرضا في مجلة آخر ساعة عن هذه الرسالة التي أعدت عام 1945 أي السنة التي ولدت فيها، وليس أدل علي قصور حركة الترجمة في مصر إلا عدم ترجمة هاتين الرسالتين اللتين تتصلان بموضوعين غاية في الأهمية بالنسبة لتاريخنا، الكتابان طبعا في الدير بالقاهرة. عن زيارته لبيت أسرتي المتواضع في درب الطبلاوي، وجولاتنا في دروب الجمالية وأزقتها، عن علاقته بمحفوظ ويحيي حقي. وقد نشرت مضمون الحوار معه في »أخبار الأدب». يشاء القدر أن يتوفي بعد شهرين فقط من لقائنا، مازلت أذكر شخصه المتواضع وعلمه الغزير. لم أعرف إنسانا عنده سكينة داخلية مثله. كأنه خلق ليكون راهبا، من الأسماء الكبيرة في البحث الأب جورج قنوائي وكان شخصية رائعة وعضوا بالمجمع اللغوي المصري. وله كتاب مهم صدر عن دار المعارف يحوي كل مؤلفات ابن سينا، تلك التي طبعت أو التي ماتزال مخطوطة. اليوم مساء أمضي إلي الدير رغم أنني الزم البيت منذ شهور ولم أعد ألبي الكثير من الدعوات يتردد داخلي شعار »لم يعد هناك وقت»، لكنني فوجئت بدعوة لوداع الأب جان جاك بيرنس، بعد أن أمضي خمسة عشر عاما في مصر، تقرر أن ينتقل إلي مدينة ليل الفرنسية، في الدير الذي يشبه في معماره دير المقر الرئيسي في تولوز التقيت بعدد من الأصدقاء، تعرفت علي رهبان من جنسيات مختلفة، ليس شرطا أن يكون الراهب من فرنسا. من جميع الجنسيات شرقية وغربية، لحظات الوداع مؤثرة حتي لو كانت رسمية، ماتزال المنطقة هادئة رغم أنها صارت في قلب العاصمة، لا أدري لماذا وفدت علي ذاكرتي أنغام لعازف إيراني عظيم اسمه جلال ذو الفنون، من أمهر العازفين علي آلة السيتار، آلة وترية بلغ ذو الفنون الذروة في استخراج أنغام شجية منها، لم أعرفه شخصيا كما عرفت اثنين من كبار العازفين عليها، دار يوش أطلاعي الذي مازال مقيما بطهران. وحسين علي زادة الذي لجأ إلي السويد منذ شهور قليلة ولا أعرف الأسباب، لكنني استطيع استنتاجها، صافحت الأب بحرارة وتلك الأنغام تهمي عليّ، وكنت أتساءل: هل سنلتقي مرة أخري؟ مصر في باريس الخميس صباحاً المستشارة الثقافية النشطة أمل الصبان، زارتني لتسلمني نسخة من كتاب مهم صدر في باريس عن دار نشر »روبير لافون» الكبري، يضم خمسين بحثا لكبار علماء المصريات في العالم أمثال جان اسمان (ألمانيا)، ايريك هورننج (سويسرا)، وقد شرفت بكتابة مقدمة الكتاب عن فكرة الاستمرارية في الثقافة المصرية والتي خصصت لها كتابي (نزول النقطة) الذي صدر عن دار أخبار اليوم. ترجم المقدمة خالد عثمان. أما مختتم الكتاب فللدكتورة فايزة هيكل عالمة المصريات بالجامعة الأمريكية. لو أن لدينا حركة ترجمة واعية حقيقية لصدرت ترجمة لهذا الكتاب بعد أسابيع من ظهوره في فرنسا، الكتاب سيكون موضوعا لمحور مهم في مهرجان التعددية الثقافية الذي سيقام في باريس خلال مايو القادم. هذا المهرجان الثقافي المتكامل يشمل مختلف مكونات الثقافة المصرية من الفنون مثل فن الرسم والنحت والزخارف والتصوير والموسيقي وأيضا الأدب المصري. يتضمن هذا المهرجان إقامة معارض مختلفة طوال فترة المهرجان وأيضا أمسيات ثقافية وحفلات موسيقية عالية المستوي. بالنسبة للمعارض يتم تقديم الفن المصري في الرسم والنحت من خلال عرض أعمال الفنان/ عمر النجدي في قاعة المعارض الكبري Salle d' Exposition بمبني العمودية. يتم تقديم فن الحلي والزخارف من خلال عرض أعمال الفنانة/ شهيرة فوزي من ملابس وحلي وديكورات مستوحاة من الرسوم المصرية التقليدية. وكذلك معروضات من مركز الحرف التقليدية بالفسطاط التابع لصندوق التنميةالثقافية في قاعة بيفروا Salle de Beffroi بمبني العمودية. أما فن التصوير يتم تقديمه من خلال أعمال الفنان المصور/ وديد شكري والفنان المصور أيمن صلاح واللذين يقدمان صورا متميزة لمناطق مختلفة في مصر والتي سيتم عرضها علي السور الخارجي للمبني. وسوف تقام خيمة شرقية مصرية تحتوي علي منتجات حرفية ودولاب خزف وأعمال خزفية من مركز الفسطاط للحرف التقليدية التابع لصندوق التنمية الثقافية في الفناء الخارجي للمبني. أما بالنسبة للأمسيات الثقافية فسوف تقام بقاعة الاجتماعات ثلاث ندوات ثقافية في غاية الأهمية تقدم صورا مختلفة لعصور مختلفة في مصر. أولا يتم تقديم كتاب حديث الإصدار عن دار »روبير لافون» وهو Le Livre des Egyptes كتاب الأمصار والذي يقدم اجتهادا جديدا في تفسير »الاستمرارية المصرية» ذات التراكم الفريد، والمتنوع بصيغة يكشف المتخصصون عن خصوصيتها فيما يتجاوز الألف صفحة حيث يتلو مصر الفرعونية اليهودية القبطية اليونانية الرومانية العربية المسلمة. تقام هذه الندوة يوم 21 مايو ثانيا ندوة عن كتاب الأكاديميون يقصون ويروون مصر Les academiciens racontent l'Egypte يوم 15 مايو في حضور المؤلفتين هيلين رينار وآن جوفروا اللتين قامتا بتجميع ما كتبه الأكاديميون علي مر العصور عن مصر ويعد هذا الكتاب بالفعل عرضا لكل ما كتبه هؤلاء فهو يحتوي علي نصوص علمية وأدبية كتبت منذ عصر كليوباترا وحتي يومنا هذا. وأخيرا يتم تخصيص أمسية لمعمار القاهرة الخديوية ومقارنته بالمعمار الفرنسي وذلك من خلال ندوة »باريس/ القاهرة التراث الهندسي المشترك» للدكتور/ فتحي صالح مستشار رئيس الوزراء للحفاظ علي التراث يوم 19 مايو. وتزامنا مع ذكري كوكب الشرق أم كلثوم يتم تقديم حفل موسيقي يوم 15 مايو في كنيسة Oratoire du Louvre لفرقة أوبرا القاهرة كوكب الشرق بحضور الدكتورة/ إيناس عبدالدايم مدير أوبرا القاهرة. وأخيراً يتم تقديم حفل موسيقي لفرقة الفنان انتصار عبدالفتاح بعرض رسالة السلام والتي تمثل التعددية الثقافية حيث يشارك الفرقة في الغناء فنانون من فرنسا وذلك يوم 21 مايو وهو اليوم العالمي للتعددية الثقافية بكنيسة سان جرمان. من ديوان الشعر العربي امرؤ القيس ليل التمام »هذه ليست مجرد مجلة، إنما عمل ثقافي متميز، يعني بمضمون مصر الروحي والمادي ويكتشف المجهول منها خاصة لأهلها، إنها أقرب إلي وصف مصر بالمصري..» الحدود الرسمية للدولة، فكرة مصرية صميمة، نبعت من خصوصية مصر الجغرافية والتاريخية، ما من بلد في العالم تبدو فيه الحدود واضحة مثل مصر، أهم المعالم النهر الذي يشكل العمود الفقري للدولة، وطبقا لنظام الري المتبع تتحدد مساحات الأرض المزروعة، عندما أسافر بالقطار إلي الصعيد، فيما يلي سوهاج يمكنني من النافذة أن أري حدود الوادي، يمينا وشمالا، شرقا وغربا. الأخضر للأراضي المزروعة والأصفر للصحراء، سواء في الصعيد أو الدلتا يمكن للإنسان عند الأطراف أن يقف. قدم في الحياة وأخري في العدم. الأراضي المزروعة وجود. والصحراء أبدية العدم. من هنا جاء التصور المصري للوجود، للآلهة. أوزير الشهيد للخير والزرع ودر الضرع. ست للشر. قتل أخاه ومزق جسده، من حفظ الجسد الأم ايزيس التي أنجبت من زوجها أوزير بعد وفاته. استشهاده. جسده موزع علي أراضي مصر ورأسه في ابيدوس أقدس أماكن مصر، أرجو ملاحظة تقديس المصريين لمولانا الحسين وضريحه الذي يضم الرأس فقط. رغم شساعة الحدود المصرية وتنوعها وأهميتها للدولة فإن البعد الثقافي يظل غائبا في التعامل معها. وعندما تولي جابر عصفور الوزارة ورأس أول اجتماع للمجلس الأعلي للثقافة قدمت سبعة عشر اقتراحا للعمل الثقافي. كان في مقدمتها إنشاء مراكز ثقافية في المناطق الحدودية، ليس لنشر الثقافة فقط ولكن لتسجيل معالم الحياة من منظور ثقافي من حلايب وشلاتين إلي الشيخ زويد وبلاد الغرب، هذه المقترحات مسجلة بالصوت وفي أجندة الدكتور محمد عفيفي أمين عام المجلس. ولكن الوزير المقال مؤخرا انشغل بأمور صغيرةأهمها الولاية والعزل واثارة مشاكل لا جذور لها. لم ينفذ من تلك الاقتراحات أيا منها مع أن بعضها لم يكن يحتاج أكثر من مذكرة إلي رئيس الوزراء مثل إنشاء وسام مصري يمنح للعرب والأجانب الذين خدموا الثقافة العربية، يبدو أن وزارة الثقافة سيئة الحظ ومن الضروري إعادة النظر في دورها ومفهومها. ولي عودة إلي هذا الحديث فما لم يفعله جابر عصفور قام به شاعر مرهف وصحفي ذكي مثقف كبير، أعني إبراهيم داود. في عدد ابريل من مجلة »ديوان» التي تصدر عن مؤسسة الأهرام، الحقيقة إنها اضافة راقية إلي الصحافة العربية. موضوعها مصر الوطن، مصر الذاكرة، ذاكرة الأرض والبشر والحجر المنحوت والفن المبدع والطيور والشجر وسائر التفاصيل، في العدد عدة محاور، كل منها يستحق وقفة مطولة، عن باب مصر الغربي تفرد المجلة تحقيقا صحفيا ثقافيا يبدأ بقصة حب حدثت عندما زوجت سيدة بسيطة ابنتها لشاب ليبي يسكن مدينة مساعد الليبية، يوميا كانت الأم تذهب لزيارة ابنتها لتزودها باللحوم والخضار واللبن والسكر. في عام 1977 انقطعت العلاقات مع ليبيا وأصبح صعبا علي الأم زيارة ابنتها. وعندما طال شوقها أرسلت ابنتها دعوة إلي أمها لتزورها وكان علي الأم أن تدور حول الأرض لتصل إلي طرابلس. من القاهرة إلي أثينا، ومن أثينا إلي طرابلس ومن طرابلس إلي مساعد، مازلت أذكر عند سفري في تلك السنوات إلي تونس أو الجزائر أو المغرب كانت الطائرة تبتعد عن الفضاء الليبي وتطير فوق البحر المتوسط قرب الساحل الأوروبي لتعود إلي الفضاء العربي فوق تونس ولذلك أقول دائما إن داعية الوحدة العربية قطع الطريق التاريخي بين مصر وشمال افريقيا وهذا ما أدعو إلي إعادة احيائه الآن. هذه القصة عن الأم وابنتها مدخل للتحقيق الذي كتبه الباحث حمد خالد شعيب ويذكر فيه تفاصيل مجهولة عن هذه المنطقة الغربية التي ماتزال مجهولة بالنسبة للإعلام المصري والمرئي، خاصة ارتباط حياة وثقافة البشر بالعلاقات السياسية بين البلدين. من الحدود الغربية ينتقل بنا الباحث مسعود شومان إلي أقصي الجنوب حيث البشارية والعبابدة في الصحراء الشرقية، ويورد تفاصيل مثيرة عن عادات الميلاد خصوصا، حيث تتوقف القبيلة كلها إذا كانت راحلة عندما يحين وضع إحدي السيدات ويقوم قريباتها بمساعدتها وبعد الوضع يأخذن المشيمة ليعلقنها إلي إحدي الأشجار التي تثبت في الصحراء. يتحدث شومان عن عادات القبائل في هذه المنطقة ونقرأ عن ثقافة مغايرة للثقافة في الحدود الغربية. أما النوبة فيضم المحور أكثر من بحث وتحقيق عن ثقافتها العريقة وحضارتها. كذلك الحدود الشرقية، في موضوع عميق عنوانه »ارسمني بريشة أمواجك يانيل» نقرأ عن العلاقة بين البشر والمكان. بين الدولة والوطن. حيث دار الصراع بين الصحراء والنيل. بين الوجود والعدم. وقام البشر بتنظيم الفوضي واخضاع النهر للإنسان فكان اختراع الزراعة، حجم ما بذل من جهد علي مدي قرون مهول من دماء وعرق لذلك كانت أراضي مصر مقدسة، خاصة حدودها التي تم تحديدها بعلامات مازال بعضها باقيا حتي الآن. وكانت المهمة الأولي للفرعون هو أن يحافظ علي الحدود. أما أميرة إبراهيم فتكتب عن حرس الحدود. هذا السلاح العريق الذي يتوارث معرفة عميقة بالحدود، يعرف منافذها وأسرارها، ولديه أمهر قصاصي الأثر في العالم ونتيجة وجود هذه القوات المتخصصة احتفظت مصر بحدودها منذ فجر التاريخ تقريبا كما هي. الموضوع ممتع بما حوي من تفاصيل. ورغم أنه يخلو من أي مصطلح سياسي زاعق إلا أنه في صميم اللحظة، وهذا هو الفرق بين رؤية مثقف حساس وملم مثل الشاعر إبراهيم داود ورؤية موظف محدودة تولي الوزارة ولم يهتم بما اقترحته عليه من اهتمام بثقافة الحدود، لسنوات طويلة كنت أظنه صاحب رؤية ولكن توليه المسئولية كشف عن رؤية موظف لا مثقف، محور الحدود ليس الوحيد في الديوان. لكن ثمة محورا غنيا عن إبادة الأرمن بواسطة النظام التركي في بداية القرن الماضي. وملفا آخر عن التنظيم المسلح في أوراق حسن البنا التي دونها بخطه. إنها مجلة تعني بالذاكرة وتدخل صميم اللحظة الراهنة بكل أبعادها. إلي جانب ذلك تتحقق المتعة بقراءة مقال نادر لتوفيق الحكيم عن الموسيقار كامل الخلعي. وعن حي العباسية، وعن الليلة الكبيرة وعن زكريا الحجاوي وعن شم النسيم وعن عمال مصر وعن صلاح أبو سيف وعن تمرد طلبة الأزهر في القرن التاسع عشر بعد انتشار الكوليرا. أستطيع أن ألمح أنفاس إبراهيم داود الشاعر، المثقف، الخبير بالغناء والتراث المصري خاصة مدرسة قراءة القرآن. لكن كما علمتني التجربة رئيس التحرير يحدد القسمات والمساعدون هم الذين يجسدون الرؤية، من هنا أحيي الزملاء أشرف عبدالشافي وأمنية يوسف وشريف طه وسارة رمضان وسعد المغربي وعبدالحكيم عبدالله والمصور شريف سنبل، لقد قدموا عملا صحفيا ثقافيا جميلابامتياز أرجو الانتباه اليه. الأب جاك الدومينكاني .. إلي لقاء الخميس: أتردد علي دير ومعهد الآباء الدومينكان منذ عام ستة وستين، مع مرور الزمن تغيب عنا بدايات العلاقات أحيانا، لا أذكر متي التقيت الأب جاك جومييه. الراهب الدومينكاني وأستاذ الأدب العربي والباحث الأكاديمي. ربما كان ذلك في اللقاء الأسبوعي بالأستاذ نجيب محفوظ في مقهي عرابي الذي كان يجتمع فيه بأصدقاء الطفولة وكان سماحه لي بالتردد علي المقهي نقطة تحول مهمة في علاقتي به، كان المقهي جزءا صميما من حياته وليس لقاء »أدبيا» كما كانت ندوة الأوبرا التي بدأت علاقتي بها عام 1959 وأنا في الخامسة عشرة، يقع دير الآباء الدومينكان علي مقربة من مقهي عرابي المطل علي ميدان الجيش وقد اختفي الآن وحل مكانه مجموعة من المتاجر بعد تقسيم مساحته، ربماأكون قد التقيت الأب في المقهي، ربما عند الأستاذ يحيي حقي في مكتبه بشارع عبدالخالق ثروت والذي كان يقابل فيه الأدباء والأصدقاء ومنه يدير »المجلة» أحد المنابر الثقافية الرفيعة، غير أنني أذكر زيارتي الأولي للدير عام ستة وستين واجتماعي بالأب جاك جومييه علي فترات متقاربة. سواء في مكتبه أو المكتبة الخاصة للدير التي عرفني علي محتوياتها وفتح أبوابها لي، وتعد من أهم المكتبات في القاهرة. أو في مصر عامة، متخصصة في موضوعين أساسيين، مصر بكل ما يتصل بها والإسلام. يقع الدير علي حدود العاصمة وقت إنشائه في نهاية الأربعينيات. كانت المنطقة خلاء ممتدا، فيها مصنع الطرابيش والذي أنشئ بعد حملة قومية قادها حزب الوفد دعت الشعب إلي التبرع فيما عرف بمشروع القرش. كل فرد يقدم قرش صاغ واحد، لبناء مصنع ينتج الطرابيش التي كنا نستوردها من تركيا وايطاليا. كان ذلك بتأثير الطاقة الروحية المتولدة عن ثورة 1919 أعظم ثورات مصر في القرن العشرين، في الخمسينيات أقيم بناء لمطبعة مصطفي الحلبي. ما عدا ذلك كانت مقابر المماليك إلي الشرق ثم مقابر باب النصر إلي الغرب. تقوم فلسفة الأديرة الدومينكانية علي أن تكون مقارها قرب المدن، علي حدودها وليس في الصحراء، أسس الطريقة الأب الفرنسي دومينيك (أي عبدالواحد) في القرن الثالث عشر الميلادي. وقام الجهد الأساسي علي التواصل مع العالم الإسلامي، قام الرهبان بترجمة ابن رشد وابن سينا إلي الفرنسية، وأيضا كتب ارسطو التي ترجمت إلي العربية في القرن الرابع الهجري وفقدت أصولها اليونانية، أول مقر تأسس خارج فرنسا في القسطنطينية »اسطامبول» ثم بغداد، فالموصل، منهم الفلاسفة البير الكبير وتوما الاكوين. أما مقرهم الرئيسي فيقع في تولوز، ويشاء القدر أن التقي بالأب جاك جومييه منذ خمس سنوات في تولوز بعد سنوات عديدة من مفارقته لمصر وإقامته في المقر الرئيسي، أمضيت معه يوما كاملا استعدنا فيه ذكريات مشتركة عن كتابه حول ثلاثية محفوظ، لعلها الدراسة الأولي التي يصدرها غربي عن محفوظ وترجمت إلي العربية وأصدرها ناشر محفوظ وقتئذ »مكتبة مصر»، عن لقاءاتنا في الدير، وقراءتي معه لرسالته العلمية لدرجة الماجستير والدكتوراه، عن خطبة الجمعة وتطورها منذ القرون الوسطي وعن »المحمل» وقد قدمت عرضا في مجلة آخر ساعة عن هذه الرسالة التي أعدت عام 1945 أي السنة التي ولدت فيها، وليس أدل علي قصور حركة الترجمة في مصر إلا عدم ترجمة هاتين الرسالتين اللتين تتصلان بموضوعين غاية في الأهمية بالنسبة لتاريخنا، الكتابان طبعا في الدير بالقاهرة. عن زيارته لبيت أسرتي المتواضع في درب الطبلاوي، وجولاتنا في دروب الجمالية وأزقتها، عن علاقته بمحفوظ ويحيي حقي. وقد نشرت مضمون الحوار معه في »أخبار الأدب». يشاء القدر أن يتوفي بعد شهرين فقط من لقائنا، مازلت أذكر شخصه المتواضع وعلمه الغزير. لم أعرف إنسانا عنده سكينة داخلية مثله. كأنه خلق ليكون راهبا، من الأسماء الكبيرة في البحث الأب جورج قنوائي وكان شخصية رائعة وعضوا بالمجمع اللغوي المصري. وله كتاب مهم صدر عن دار المعارف يحوي كل مؤلفات ابن سينا، تلك التي طبعت أو التي ماتزال مخطوطة. اليوم مساء أمضي إلي الدير رغم أنني الزم البيت منذ شهور ولم أعد ألبي الكثير من الدعوات يتردد داخلي شعار »لم يعد هناك وقت»، لكنني فوجئت بدعوة لوداع الأب جان جاك بيرنس، بعد أن أمضي خمسة عشر عاما في مصر، تقرر أن ينتقل إلي مدينة ليل الفرنسية، في الدير الذي يشبه في معماره دير المقر الرئيسي في تولوز التقيت بعدد من الأصدقاء، تعرفت علي رهبان من جنسيات مختلفة، ليس شرطا أن يكون الراهب من فرنسا. من جميع الجنسيات شرقية وغربية، لحظات الوداع مؤثرة حتي لو كانت رسمية، ماتزال المنطقة هادئة رغم أنها صارت في قلب العاصمة، لا أدري لماذا وفدت علي ذاكرتي أنغام لعازف إيراني عظيم اسمه جلال ذو الفنون، من أمهر العازفين علي آلة السيتار، آلة وترية بلغ ذو الفنون الذروة في استخراج أنغام شجية منها، لم أعرفه شخصيا كما عرفت اثنين من كبار العازفين عليها، دار يوش أطلاعي الذي مازال مقيما بطهران. وحسين علي زادة الذي لجأ إلي السويد منذ شهور قليلة ولا أعرف الأسباب، لكنني استطيع استنتاجها، صافحت الأب بحرارة وتلك الأنغام تهمي عليّ، وكنت أتساءل: هل سنلتقي مرة أخري؟ مصر في باريس الخميس صباحاً المستشارة الثقافية النشطة أمل الصبان، زارتني لتسلمني نسخة من كتاب مهم صدر في باريس عن دار نشر »روبير لافون» الكبري، يضم خمسين بحثا لكبار علماء المصريات في العالم أمثال جان اسمان (ألمانيا)، ايريك هورننج (سويسرا)، وقد شرفت بكتابة مقدمة الكتاب عن فكرة الاستمرارية في الثقافة المصرية والتي خصصت لها كتابي (نزول النقطة) الذي صدر عن دار أخبار اليوم. ترجم المقدمة خالد عثمان. أما مختتم الكتاب فللدكتورة فايزة هيكل عالمة المصريات بالجامعة الأمريكية. لو أن لدينا حركة ترجمة واعية حقيقية لصدرت ترجمة لهذا الكتاب بعد أسابيع من ظهوره في فرنسا، الكتاب سيكون موضوعا لمحور مهم في مهرجان التعددية الثقافية الذي سيقام في باريس خلال مايو القادم. هذا المهرجان الثقافي المتكامل يشمل مختلف مكونات الثقافة المصرية من الفنون مثل فن الرسم والنحت والزخارف والتصوير والموسيقي وأيضا الأدب المصري. يتضمن هذا المهرجان إقامة معارض مختلفة طوال فترة المهرجان وأيضا أمسيات ثقافية وحفلات موسيقية عالية المستوي. بالنسبة للمعارض يتم تقديم الفن المصري في الرسم والنحت من خلال عرض أعمال الفنان/ عمر النجدي في قاعة المعارض الكبري Salle d' Exposition بمبني العمودية. يتم تقديم فن الحلي والزخارف من خلال عرض أعمال الفنانة/ شهيرة فوزي من ملابس وحلي وديكورات مستوحاة من الرسوم المصرية التقليدية. وكذلك معروضات من مركز الحرف التقليدية بالفسطاط التابع لصندوق التنميةالثقافية في قاعة بيفروا Salle de Beffroi بمبني العمودية. أما فن التصوير يتم تقديمه من خلال أعمال الفنان المصور/ وديد شكري والفنان المصور أيمن صلاح واللذين يقدمان صورا متميزة لمناطق مختلفة في مصر والتي سيتم عرضها علي السور الخارجي للمبني. وسوف تقام خيمة شرقية مصرية تحتوي علي منتجات حرفية ودولاب خزف وأعمال خزفية من مركز الفسطاط للحرف التقليدية التابع لصندوق التنمية الثقافية في الفناء الخارجي للمبني. أما بالنسبة للأمسيات الثقافية فسوف تقام بقاعة الاجتماعات ثلاث ندوات ثقافية في غاية الأهمية تقدم صورا مختلفة لعصور مختلفة في مصر. أولا يتم تقديم كتاب حديث الإصدار عن دار »روبير لافون» وهو Le Livre des Egyptes كتاب الأمصار والذي يقدم اجتهادا جديدا في تفسير »الاستمرارية المصرية» ذات التراكم الفريد، والمتنوع بصيغة يكشف المتخصصون عن خصوصيتها فيما يتجاوز الألف صفحة حيث يتلو مصر الفرعونية اليهودية القبطية اليونانية الرومانية العربية المسلمة. تقام هذه الندوة يوم 21 مايو ثانيا ندوة عن كتاب الأكاديميون يقصون ويروون مصر Les academiciens racontent l'Egypte يوم 15 مايو في حضور المؤلفتين هيلين رينار وآن جوفروا اللتين قامتا بتجميع ما كتبه الأكاديميون علي مر العصور عن مصر ويعد هذا الكتاب بالفعل عرضا لكل ما كتبه هؤلاء فهو يحتوي علي نصوص علمية وأدبية كتبت منذ عصر كليوباترا وحتي يومنا هذا. وأخيرا يتم تخصيص أمسية لمعمار القاهرة الخديوية ومقارنته بالمعمار الفرنسي وذلك من خلال ندوة »باريس/ القاهرة التراث الهندسي المشترك» للدكتور/ فتحي صالح مستشار رئيس الوزراء للحفاظ علي التراث يوم 19 مايو. وتزامنا مع ذكري كوكب الشرق أم كلثوم يتم تقديم حفل موسيقي يوم 15 مايو في كنيسة Oratoire du Louvre لفرقة أوبرا القاهرة كوكب الشرق بحضور الدكتورة/ إيناس عبدالدايم مدير أوبرا القاهرة. وأخيراً يتم تقديم حفل موسيقي لفرقة الفنان انتصار عبدالفتاح بعرض رسالة السلام والتي تمثل التعددية الثقافية حيث يشارك الفرقة في الغناء فنانون من فرنسا وذلك يوم 21 مايو وهو اليوم العالمي للتعددية الثقافية بكنيسة سان جرمان. من ديوان الشعر العربي امرؤ القيس ليل التمام