لعلها المرة الاولي التي سيطلق فيها اسم مصري علي ميدان رئيسي بواحد من أهم أحياء باريس. في الحي الخامس عشر ويعتبر في القلب من مدينة النور، أعلنت ذلك الدكتورة أمل الصبان المستشار الثقافي بالسفارة المصرية في مستهل أعمال الندوة العلمية والتي عقدت ضمن انشطة استمرت اسبوعاً كاملاً بمناسبة مئوية محفوظ والتي احتفلت بها عدة دول في العالم، كان القرار تتويجاً لجهد من الاتصالات بين السفارة »بلدية باريس« غير ان العنصر الحاسم هو مكانة محفوظ نفسه والذي أصبح اسمه أحد معالم الأدب الانساني، سبق اطلاق اسم محمود درويش علي شارع في الحي اللاتيني، وهكذا يصبح في باريس شارعان هامان يحملان اسماء عربية تنتمي الي الأدب، إنه الابداع الذي يعتبر المعلم الاساسي الايجابي للحضور المصري العربي في العالم. إنه عبور النصوص الكبري التي أبدعها أدباء كبار واجتازت حدود اللغة وكافة الحساسيات لتصبح ضميراً مشتركا، كانت مئوية محفوظ فرصة لإبراز الوجه الإبداعي الرائع لمصر والذي يحفل بتجليات عديدة علي المستوي الانساني والسياسي، وليس الاحتفال بمرور العام الاول علي ثورة يناير ببعيد. كنت أتمني إتمام مشروعات محددة ذات صفة ثقافية لها مردود اقتصادي وسياحي منها المزارات المحفوظية الذي تقدمت به الي محافظة القاهرة وأعددت تفاصيله كاملة. في فترة ولاية الدكتور عبد العظيم وزير، ولكن المشروع لم ير النور، الاحتفال بمحفوظ في باريس كان القلب منه المركز الثقافي المصري وشاركت فيه هيئات علمية منها الجامعات الفرنسية، السوربون. وإكس أن بروفني وستراسبورغ ونانت وليون، وشارك في الندوات اساتذة الادب العربي المتخصصون في محفوظ.. وافتتح الاستاذ لبيب السباعي رئيس المجلس الاعلي للصحافة معرضا لصور نادرة أطل من خلالها أديبنا العظيم علي الوجود في لحظات مختلفة تجسد ملامح من شخصيته، أما حضور الشاعر الكبير سيد حجاب فكان متميزاً سواء في حديثه عن الشعر العامي في مصر وملامحه الجديدة المنطلقة من الثورة، أو لراهب دومينكاني عاش في القاهرة عدة عقود وأعد دراستين أتمني ترجمتهما الي العربية، الاولي عن المحمل والثانية عن خطبة الجمعة، المقال كان عن الثلاثية، وقد ترجم بعد ظهوره ونشر في مكتبة مصر. وكان أول اهتمام فرنسي، بل أوروبي بأدب محفوظ، اشار فيه الاب جاك جومييه الي عبقرية المبدع المصري، الآن يعرف الفرنسيون والعالم أعماله جيداً. وأصبحت شخصياته تسعي مع شخصيات الادب الانساني من مختلف العصور.