تقاليع وتقاليد جديدةٌ وغريبةٌ تُخالفُ تلك التي يعرفها مجتمعنا الشرقي المسلم، فما كان يتم في الخلوات وعلى استحياء وترقب، أصبح يحدثُ في جهارًا نهارًا دون خشيةِ الرقباء؛ فقديمًا كانت المشاعرُ بين الشاب والفتاة أو الخاطب وخطيبته تتسم بخصوصيةٍ مقدسةٍ لا يتم إفشاؤها ولو بالكلام.. والآن تغير الحالُ حيث يتم الإعلانُ عن العلاقات الغرامية ظاهرةً بين الشباب، حتى وصل الأمرُ إلى تعليقِ لافتاتٍ بين العمارات تُشبه لافتاتِ الانتخابات، يُعلن فيها الشاب عن حبه للفتاة ورغبته في إسعادها أو أسفه لما بدر منه في حقِّها.. كيف يرى الدين وعلم النفس هذه التقاليع الشبابية الجديدة، هذا ما نبحثه في هذا التحقيق: في البداية تؤكد د. آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر أن الدين يسير دومًا مع مصلحة المجتمع المتوازنة، لأن التقليد في كل شيء لا يتفقُ مع خصوصيتنا الإسلاميةِ والشرقيةِ، التي أودُّ ألا نحرقها جميعًا وأن يبقى فيها ما ينتفع به مفهومُ الحياء والخجل والحياة الخاصة ببيوتنا؛ مشيرةً إلى أن الإسلام لا يرفض الحب الشريف بين الطرفين ما دام داخل الأسرة، حتى إن الإسلام يُثيبُ كل من يُحب النبات أو الحيوان.. أما ما يحدث من هؤلاء الشباب الذين تعلموا من الفيس والفضائيات فلا أرحبُ به أبدًا، فهناك وسائل اتصال خاصة أفضل في التعبير من هذا اللون "الشو"، كما أنني أميلُ إلى مفهوم "الستر"، لأن الحب عندما يتم الإعلان عنه بهذه الطريقة العلنية ربما يتبخر أو يتعرض ل "لطشة حسد"، أو ربما يُعبر لها عن حُبه ثم ينتهي الأمر، فالحب كالسرّ ينبغي كتمانُه ليبقى كالجوهرة المكنونة، وعندما ينتشر ويُصبح على الألسنة يُصاب بالبرد والزكام !.. وتقول د. آمنة: إنني مع احترامي لثقافة الشباب الآن فإنني أرفض نشر العلاقات بين الشباب على لافتات الإعلانات، لأن هذا ربما يُجرّئ شابًا غير مُحترم فيُشهر بإنسانةٍ على هذه الإعلانات فيختلط الحابلُ بالنابلِ والصحيحُ بالسقيم، وربما إنسان آخر يُشاورُ عقله في حُبٍّ ما ويُريد كسر اسم الطرف الآخر، وهذه أمورٌ واردةٌ خاصة في هذه الآونةِ التي هُدم فيها الكثير من قيمنا مع بعضنا البعض. مخالفة للنخوة العربية ويوضح د. عبد الحميد هنداوي أستاذ البلاغة القرآنية بجامعة القاهرة أن الإسلام حث على الحب والوفاق بين الزوجين، وعندما سُئل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن أحب الناس إليه، قال: عائشة. قالوا: من الرجال؟ قال: أبوها.. ولكن ما يحدث الآن من إعلانات بين الشباب عن حب وعشق وغيرها فلا تجوز لأنها مخالفة لأخلاقنا الإسلامية، كما تتضمن نوعًا من التقليد الأعمى للغرب لا نحب أن يندرج إليه شبابنا المسلم، ولو كان الشاب خاطبا الفتاة.. لأن هناك حدودا للخاطب لا يجوز تجاوزها، وهذه الأمور مخالفة للنخوة العربية فالعرب قبل الإسلام كانوا لا يقبلون بكل من يُشبب ببناتهم خاطبًا لنفي الظن السيئ عنهن، فكيف نقبل الآن هذه الظواهر الغريبة بعد أن أكرمنا الله بدين الإسلام. شخصيات مهزوزة ويوضح د. يسري عبد المحسن أستاذ الطب النفسي بالقصر العيني أن ما يحدث مجرد تقاليع جديدة تنتقل بالتقليد، ومع هذا لا نستطيع القول إنها ظاهرة لأن العدد قليل في النهاية، وإنما هي وسيلة من وسائل إثبات الذات وإثبات قوة العاطفة؛ وأتصور أن فيها نوعًا من الإعلان عن هذا الارتباط أو العلاقة، مشيرًا إلى من يلجأون إلى هذه الأمور تكون شخصياتهم سطحية، استعراضية، هامشية وليس فيها عمق في التفكير أو حتى تواجد فكري؛ كما قد تكون شخصياتهم مهزوزة، لأن الإنسان غير الواثق من مشاعره يُحاول أن يُعبّر عنها بصورة غير لائقةٍ، وربما يكون ذلك تعويضًا عن خواء أو فراغٍ عاطفي؛ إضافة إلى أن هذه التصرفات غير اللائقة تُعتبر تخريبًا واعتداءً على حُرمة الطريق وتشويهًا لمناظر الشارع. تقاليع وتقاليد جديدةٌ وغريبةٌ تُخالفُ تلك التي يعرفها مجتمعنا الشرقي المسلم، فما كان يتم في الخلوات وعلى استحياء وترقب، أصبح يحدثُ في جهارًا نهارًا دون خشيةِ الرقباء؛ فقديمًا كانت المشاعرُ بين الشاب والفتاة أو الخاطب وخطيبته تتسم بخصوصيةٍ مقدسةٍ لا يتم إفشاؤها ولو بالكلام.. والآن تغير الحالُ حيث يتم الإعلانُ عن العلاقات الغرامية ظاهرةً بين الشباب، حتى وصل الأمرُ إلى تعليقِ لافتاتٍ بين العمارات تُشبه لافتاتِ الانتخابات، يُعلن فيها الشاب عن حبه للفتاة ورغبته في إسعادها أو أسفه لما بدر منه في حقِّها.. كيف يرى الدين وعلم النفس هذه التقاليع الشبابية الجديدة، هذا ما نبحثه في هذا التحقيق: في البداية تؤكد د. آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر أن الدين يسير دومًا مع مصلحة المجتمع المتوازنة، لأن التقليد في كل شيء لا يتفقُ مع خصوصيتنا الإسلاميةِ والشرقيةِ، التي أودُّ ألا نحرقها جميعًا وأن يبقى فيها ما ينتفع به مفهومُ الحياء والخجل والحياة الخاصة ببيوتنا؛ مشيرةً إلى أن الإسلام لا يرفض الحب الشريف بين الطرفين ما دام داخل الأسرة، حتى إن الإسلام يُثيبُ كل من يُحب النبات أو الحيوان.. أما ما يحدث من هؤلاء الشباب الذين تعلموا من الفيس والفضائيات فلا أرحبُ به أبدًا، فهناك وسائل اتصال خاصة أفضل في التعبير من هذا اللون "الشو"، كما أنني أميلُ إلى مفهوم "الستر"، لأن الحب عندما يتم الإعلان عنه بهذه الطريقة العلنية ربما يتبخر أو يتعرض ل "لطشة حسد"، أو ربما يُعبر لها عن حُبه ثم ينتهي الأمر، فالحب كالسرّ ينبغي كتمانُه ليبقى كالجوهرة المكنونة، وعندما ينتشر ويُصبح على الألسنة يُصاب بالبرد والزكام !.. وتقول د. آمنة: إنني مع احترامي لثقافة الشباب الآن فإنني أرفض نشر العلاقات بين الشباب على لافتات الإعلانات، لأن هذا ربما يُجرّئ شابًا غير مُحترم فيُشهر بإنسانةٍ على هذه الإعلانات فيختلط الحابلُ بالنابلِ والصحيحُ بالسقيم، وربما إنسان آخر يُشاورُ عقله في حُبٍّ ما ويُريد كسر اسم الطرف الآخر، وهذه أمورٌ واردةٌ خاصة في هذه الآونةِ التي هُدم فيها الكثير من قيمنا مع بعضنا البعض. مخالفة للنخوة العربية ويوضح د. عبد الحميد هنداوي أستاذ البلاغة القرآنية بجامعة القاهرة أن الإسلام حث على الحب والوفاق بين الزوجين، وعندما سُئل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن أحب الناس إليه، قال: عائشة. قالوا: من الرجال؟ قال: أبوها.. ولكن ما يحدث الآن من إعلانات بين الشباب عن حب وعشق وغيرها فلا تجوز لأنها مخالفة لأخلاقنا الإسلامية، كما تتضمن نوعًا من التقليد الأعمى للغرب لا نحب أن يندرج إليه شبابنا المسلم، ولو كان الشاب خاطبا الفتاة.. لأن هناك حدودا للخاطب لا يجوز تجاوزها، وهذه الأمور مخالفة للنخوة العربية فالعرب قبل الإسلام كانوا لا يقبلون بكل من يُشبب ببناتهم خاطبًا لنفي الظن السيئ عنهن، فكيف نقبل الآن هذه الظواهر الغريبة بعد أن أكرمنا الله بدين الإسلام. شخصيات مهزوزة ويوضح د. يسري عبد المحسن أستاذ الطب النفسي بالقصر العيني أن ما يحدث مجرد تقاليع جديدة تنتقل بالتقليد، ومع هذا لا نستطيع القول إنها ظاهرة لأن العدد قليل في النهاية، وإنما هي وسيلة من وسائل إثبات الذات وإثبات قوة العاطفة؛ وأتصور أن فيها نوعًا من الإعلان عن هذا الارتباط أو العلاقة، مشيرًا إلى من يلجأون إلى هذه الأمور تكون شخصياتهم سطحية، استعراضية، هامشية وليس فيها عمق في التفكير أو حتى تواجد فكري؛ كما قد تكون شخصياتهم مهزوزة، لأن الإنسان غير الواثق من مشاعره يُحاول أن يُعبّر عنها بصورة غير لائقةٍ، وربما يكون ذلك تعويضًا عن خواء أو فراغٍ عاطفي؛ إضافة إلى أن هذه التصرفات غير اللائقة تُعتبر تخريبًا واعتداءً على حُرمة الطريق وتشويهًا لمناظر الشارع.