أكد الإمام الأكبر، شيخ الأزهر، د. أحمد الطيب، أن الأزهر الشريف وإمامه وعلماءه ليسوا فوق النقد ولكن هناك بعض الإعلاميين يهاجمون الأزهر بغير حق. وأوضح أنه استشهد بكتاب "دعاة لا قضاة" للهضيبي حول مفهوم "الحاكمية" للرد على سيد قطب والمودودي ليكون الرد على طريقة "وشهد شاهد من أهلها"، مشيرا إلى أن هناك أقلامًا هاجمته لذلك فتحدثوا عن أنَّ شيخ الأزهر ينصح الناس بقراءة كتب الإخوان، باعتبار الهضيبي كان مرشدًا للإخوان. وأوضح شيخ الأزهر، أنَّ هؤلاء المهاجمين أغفلوا كلَّ ما قيل في اللقاء السابق لأنَّ المقصود عندهم ليس بيان الحقائق للناس، وإنما التلبيس على خَلقِ الله، والإنسان والكاتب والمفكر سيُسأل أمامَ الله - سبحانه وتعالى - وهو أولاً مسؤولٌ عن ضميره، فإذا كان ضميره هذا متواضعًا لسببٍ أو لآخَر فإنه يجب ألا يظن أنه سيفلت من حساب المولى - عزَّ وجلَّ. وأشار الإمام الأكبر إلى أن الأزهر الذي مضى عليه ألف و50 عامًا لن يهتزَّ من برنامج أو مقالة، ولكننا نريد أن تكون كلمة الحق هي الرائدة، نريد أن يحترم هؤلاء عقول المشاهدين والقراء، وهذا شيء أساسي، حتى أصدقك وأقرأ مقالك وأتابعك وأعلم أنك تقول شيئًا مفيدًا وحقيقيًّا، فإذا كنت أتابعك وأعلم أنك تزيف كل الحقائق، فما قيمة ما يبذل في هذا البرامج أو قيمة المداد الذي تكتب به تلك الكلمات. جاء ذلك في حديثه الأسبوعي للفضائية المصرية حيث استكمل في شرح مفهوم "الجهاد" قائلاً: إن هذا الأمر يحتاج إلى توضيح، وهناك مصطلحان قد يلتبسان: الأول القتال والثاني الجهاد، وقد ورد في القرآن "القتال" وورد في القرآن "الجهاد"، وقد وردت "الحرب" في القرآن الكريم أربعة مرات، بينما ورد "الجهاد" أكثر من ثلاثين مرة. وأوضح الإمام الأكبر أن هناك قُصورًا في معرفة مفهوم الجهاد؛ حيث يتم قصره على القتال المسلح، وأنَّ الجهاد في الإسلام هو أن يحمل المسلمُ السيف ويخرج لساحةِ الجهاد ويقتُل الأعداء، وهذا حق، ولكن وقع الكثير في تضييق مفهوم الجهاد، فالجهاد في الإسلام معناه أعم بكثير جدًّا من القتال المسلح، والقتال المسلح هو وجهٌ من وجوه كثيرة جدًّا للجهاد. وتابع:" بل يُقال: أنه هو الجهاد الأصغر، والجهاد الأكبر هو جهاد الشيطان والنفس والهوى فالقتال الذي هو نوعٌ من أنواع الجهاد وليس كل الجهاد فهو محدود، وأيضًا فيه مكاسب، أما الجهاد الحقيقي وهو الجهاد الأكبر،والذي يكون بالمال أو بالنفس أو باللسان وهو الحجة والبرهان بالدعوة إلى الله، وقد يكون جهادًا بالقُرآن أيضًا.. واستشهد فضيلته بقوله تعالى: {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} [الفرقان: 52]، وأوضح أنه - سبحانه وتعالى - لم يقل: "جهادًا" فقط، و لكنه أكَّده بصفة "كبيرًا"، وأضاف: من المعروف أنَّ المسلمين لم يؤذن لهم بالقتال طول الفترة المكية، فإذًا هذا يدلُّ أن عندي جهادًا كبيرًا ولا يتعلق بالإمساك بالسلاح لا من قريب ولا من بعيد، وهذا دليلٌ على أنَّ كلمة "جهاد" في القرآن ليس المراد بها القتال المسلَّح. واختتم قائلا: "فعندما يقولون للشباب: إنَّ الجهاد كذا والجهاد كذا، أقول لهم: إن هذا النوع الذي تدعون إليه هو نوع مُعيَّن من الجهاد له أحكامٌ وضوابطُ وشروط وقوانين، أمَّا الجهاد في الإسلام فهو النوع الأعمُّ".
