* هل قتال المسلمين أو غير المسلمين ببلادنا يعد جهاداً؟ وهل الجهاد أصبح فريضة غائبة؟ ** يجيب الإمام الأكبر الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر الأسبق: إن الجهاد ماض إلي يوم القيامة: والجهاد قد يكون قتالاً. وقد يكون مجاهدة للنفس والشيطان.. وإذا أمعنا النظر البصير في آيات القران الكريم وأحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم في شأن الجهاد بالقتال نجد أوامرهما في هذا موجهة إلي قتال الكفار الذين تربصوا بالإسلام ونبي الإسلام. وأرادوا إطفاء نور دعوته والقضاء عليه. ولم يكن قتالاً لنشر هذه الدعوة وإكراه الناس علي الدخول فيها قسراً وجبراً كما سلف. ولذلك لا نجد في القرآن ولا في السنة الأمر بالقتال موجهاً ضد المسلمين أو ضد المواطنين من غير المسلمين. إذ قد سمي الإسلام هؤلاء أهل الذمة. لهم ما لنا وعليهم ما علينا من حقوق وواجبات. وأمر المسلمين بترك أهل الكتاب وما يدينون. فيما يخص العقيدة والعبادة. فإذا حدث ما يستدعي القتال دفاعاً عن الدين والبلاد. فذلك ما يدعو إليه الإسلام ويحرص عليه. ويقوم به الجيش الذي استعد وأعد وأنيطت به هذه المهام. وهذا هو الجهاد قتالاً ويكون الجهاد بمجاهدة النفس والشيطان. وهذا هو نوع الجهاد المستمر الذي ينبغي علي كل إنسان. وعلي المسلم بوجه الخصوص أن يجاهد نفسه حتي يصلح من أمرها. وتنطبع علي الخير والبر والأمانة والوفاء بالعهد. ومغالبة الشيطان والشر. سعياً إلي طاعة الله مرضاته. وأداء فرائضه. والانتهاء عما نهي الله ورسوله عنه. ولا يكون الجهاد بإكفار المسلمين. أو بالخروج علي الجماعة والنظام الذي ارتضته في نطاق أحكام الإسلام. ولا يكون بتأويل القرآن الكريم وأحاديث رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي ما لا تحتمله ألفاظها وتحميلها معان لا تحتويها مبانيها. وإلا كان تحريفاً للكلم عن مواضعه. وهو مما نهي عنه سبحانه وتعالي. لا يكون الجهاد بقتل النفس التي حرَّم الله قتلها» لأن له نطاقاً حدده الله. وإنما الجهاد يكون في مواضعه ماض إلي يوم القيامة. جهاد بالقتال إذا لزم الأمر دفاعاً عن دين الله وعن بلاد المسلمين. وعن النفس وعن المال وعن العرض. وجهاد للنفس حتي تكون في طاعة الله ومجاهدة للشيطان. فليس الجهاد فريضة غائبة. ولكنه فريضة ماضية إلي يوم القيامة في حدود أوامر الله. وكما فسر رسول الله قوله سبحانه: "وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون" الأنعام: .153 والله سبحانه وتعالي أعلي وأعلم