نادية الجندي الملقبة ب"نجمة الجماهير" هي واحدة من أبرز النجمات اللائي استطعن تحقيق إيرادات مرتفعة بأفلامهن السينمائية،ونافست النجوم الرجال من خلال افلامها التي قدمتها علي مدي سنوات طويلة. ولكن في السنوات الاخيرة اتجهت إلي الدراما التليفزيونية لتقدم عملا بين الحين والاخر لتأتي هذا العام وبعد فترة ابتعاد، لتقدم مسلسل «أسرار» المقرر عرضه خلال الأشهر القليلة المقبلة بعد خروجه من سباق رمضان الماضي.. عن هذا العمل وتكريمها مؤخرا بمهرجان الإسكندرية السينمائي كان هذا الحوار. قلت لنادية الجندي: لماذا خرج مسلسلك«أسرار» من العرض الرمضاني الماضي ؟ - قالت : البداية المتأخرة لتصوير المسلسل كان السبب في خروجه من العرض الرمضاني الماضي فقد بدأنا التصوير قبل رمضان بشهرين فقط وكان من الصعب ان يتم التصوير والعرض في وقت واحد لان المسلسل فيه عدد ضخم من المشاهد يتم تصويرها خارجيا وهذه المشاهد تستغرق وقتا في تصويرها لذلك فضلنا تأجيل العمل للعرض في رمضان 2015 تعودين للدراما بعد غياب ثلاث سنوات لماذا كان هذا الغياب؟ - بعد نجاح مسلسل «ملكة في المنفي» واجهت مشكلة في اختيار العمل الذي أقدمه فقد عرض عليّ العشرات من السيناريوهات ولم أقتنع بها، كما أنني لم أكن مؤهلة نفسياً لقد كانت حالتي النفسية سيئة وأعاني حالة اكتئاب شديد بسبب الأزمات والمشاكل التي عاشتها مصر خلال السنوات الثلاث الاخيرة وقررت الابتعاد عن الكاميرا ولم استطع التركيز طوال ثلاث سنوات وبمجرد أن شعرت بأننا نتجه نحو الأمان والاستقرار، بدأت في قراءة أعمال ووقع اختياري علي «أسرار». وما الذي جذبك إلي «أسرار» دون غيره من الاعمال؟ - وجدته عملا مختلفا وغير تقليدي وهو ما أبحث عنه دائماً في كل أدواري أي التنوع والتجديد، وعدم التكرار حتي لا يمل مني الجمهور وهوعمل مليء بالتحديات الشخصية بالنسبة لي، وجذبتني حكايته وأحداثه سريعة، المسلسل كله أسرار، مليء بالإسقاطات السياسية علي الفساد، ويضع علامات استفهام علي عدة ظواهر في المجتمع، هو عمل اجتماعي،اكشن، قائم علي التشويق، كل حلقة مختلفة عن الأخري، ويحتوي علي مفاجآت عديدة للجمهور، وأنا اعتبره إضافة لي رغم خبرتي التي اكتسبتها طوال تاريخي. ماذا عن شخصيتك في المسلسل؟ - أجسد شخصية الدكتورة «اسرار» التي تعمل في الطب الشرعي، زوجها وابنتها يتوفيان في حادث، وتحاول خلال الأحداث كشف ملابسات هذا الحادث، ومن خلال رحلة البحث عن الحقيقة تكتشف مفاجآت في كل حلقة ضمن إطار تشويقي. وما طبيعة القضايا التي تتطرقين لها من خلال مسلسل «أسرار»؟ - أتطرق من خلال العمل للعديد من قضايا الفساد التي توجد في مجتمعنا، منها الغش في الأدوية الطبية التي تسبب العديد من الأمراض لأبرياء لا ذنب لهم، فضلا عن قضايا أخري ستكشفها أحداث العمل، ويشاركني بطولته مجموعة كبيرة من الفنانين المتميزين مثل عزت أبو عوف وعبير صبري، ومن الشباب أحمد سعيد عبد الغني وفريال يوسف وغيرهما، وإخراج وائل فهمي عبد الحميد أحد المخرجين الشباب الموهوبين. هل تعتبرين العمل مع مؤلف ومخرج من جيل الشباب مغامرة؟ - اعتدت تقديم أعمال مع مؤلفين كبار ارتبطت بهم لسنوات، لكن فكر المؤلف أحمد صبحي أبهرني، وليس لدي مشكلة في التعامل مع عناصر شابة طالما اقتنعت بفكرها، والمسلسل يقدم شيئاً جيداً له هدف ومعني ويتميّز بعمقه، واخترت المخرج وائل فهمي عبد الحميد لأنني شعرت بأنه فنان متميز وملتزم وحساس جداً، وأخلاقه حميدة، صاحب موهبة، لم يأخذ فرصة جيدة حتي تبرز قدراته العالية، لذلك قررت أن أمنحه هذه الفرصة وأتوقع أن يجتاز الاختبار بنجاح. تعودين للتعاون مع زوجك السابق المنتج محمد مختار؟ فماذا عن شكل التعاون هذه المرة؟ تعاونت مع محمد مختار علي مدار 25 سنة وأعمالنا حققت نجاحاً يشهد له العالم العربي كله، وحفرنا معاً جزءاً من تاريخ السينما المصرية، وجمعني به زواج وتفاهم فني علي مدي سنوات، وهو أمر ليس سهلاً بعد خبرة سنوات، وبصراحة شديدة اشعر معه بأنني بين أيدٍ أمينة، لأنه يحرص علي تقديمي بشكل مميز ويحافظ علي اسمي الفني، وعلي سمعته أيضاً كمنتج، وعلي نجاح العمل لانه يعتبر نجاح العمل نجاحاً لنا جميعاً. ما حقيقة مشاركتك في إنتاج العمل؟ - بالفعل أشارك في إنتاج المسلسل لان العمل ضخم وأتمني أن يوفقنا الله في هذه التجربة. لماذا توقف مشروع مسلسل «الحب والسلاح» مع المخرج نادر جلال؟ - لأنه يحتاج إلي تحضيرات كبيرة لان معظم مشاهده خارج مصر، وحينما قررت العمل هذا العام اكتشفت أن الوقت لن يسعفني لتقديم هذا العمل الضخم، وان شاء الله بعد رمضان سأبدأ في تنفيذه. كنت من أوائل الفنانين الذين أبدوا ترحيباً ببطولة أعمال تنتجها الجهات الحكومية رغم أن النجوم الكبار يهربون من هذه الأعمال نتيجة العقبات الإنتاجية التي تواجهها، فما السبب؟ - أعتقد انه بات ضرورياً أن يعيد قطاع التليفزيون الثقة في هذا الكيان الضخم المملوك للدولة، فلا يصح أن تتقدم الفضائيات بهذا الشكل الكبير وقطاع الإنتاج في التليفزيون الذي يعد أهم مؤسسة في الدولة بعيد. من المفترض أن تشجع الدولة الإنتاج، والتليفزيون هو مرآة الدولة. كيف ترين حضور كبار النجوم في الدراما؟ - لا شك أن التليفزيون سحب البساط من السينما، ووجودنا اثراء للدراما، ويساعد علي حل الأزمة بتقديم أفكار جادة تحترم عقل المشاهد، وفرصة لتعويض الابتعاد عن السينما وإن كنت أؤمن بأنها صناعة لا يمكن أن تعوض. كيف ترين الدراما المصرية؟ وما تفسيرك للجرأة التي انتشرت مؤخراً؟ - الدراما المصرية تعاني من ضعف الأفكار ومن أزمة في كتابة السيناريو. بعض المواضيع سطحية تفتقد للمعاني والأهداف والقليل منها مميز ويتبني قضايا مهمة، والإخراج تقدم بشكل ملحوظ من حيث الصورة والتكنيك، وهناك مجموعة مميزة من الفنانين الشباب، لكن الألفاظ الإباحية صارت «زيادة عن اللزوم» والإسفاف أصبح متوغلاً. متي تعودين الي السينما؟ - السينما حالتها بائسة جداً، ولا أعرف السبب، وأرفض مقولة إن الذوق العام تغير بدليل أن العمل الجيد يسانده الجمهور، وبصراحة لا أشاهد أفلاماً منذ فترة، وكنت أتمني ألا يصل وضع السينما إلي ما هو عليه، بعدما كانت سفيرة لمصر في الخارج، وقدمنا أعمالاً ضخمة، ولدي أمل بعودة السينما لعهدها الذهبي مع استقرار مصر واحضر لعمل كبير في الفترة المقبلة، يخاطب وجدان الشعب المصري. وأخيرا: كيف ترين تكريمك بمسقط رأسك بمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي علي مشوارك الفني الطويل؟ - التكريم بالنسبة لي أو لأي فنان يمثل البهجة والسعادة، والإحساس بأن مجهوده علي مدي سنوات طويلة لم يضع هباء، وتكريمي ببلدي الإسكندرية بمهرجانها السينمائي، أسعدني بشدة أكثر من سعادتي إذا حصلت علي الأوسكار، ووقوفي علي المسرح أثناء التكريم، جعلني أتذكر طفولتي بالإسكندرية عندما كنت أهوي التمثيل، وتذكرت أيضا وقوفي علي مسرح مدرسة الليسيه لأول مرة، والصعوبات التي واجهتها حتي تمكنت من دخول عالم الفن.