قرر عدد من الفنانين الاستغناء عن المشاركة في الموسم الدرامي الرمضاني القادم؛ لانشغالهم بعدد من الأعمال السينمائية، والغريب أنه بعد أن كانت الحالة المسيطرة على الساحة الفنية هي هجرة نجوم السينما إلى الدراما وهو ما حدث بالفعل على مدار الثلاثة أعوام الماضية، واستطاع بالفعل في رمضان الماضي أن يحقق عدد من نجوم السينما نجاحًا كبيرًا في الدراما على الرغم من غيابهم عنها لأعوام طويلة إلا أن عودتهم كانت قوية وحققوا من خلالها نجاحًا كبيرًا وصنعوا لنفسهم مكانًا على الساحة الدرامية. ومع اقتراب الموسم الرمضاني لهذا العام اختلفت الأحوال، ولم يكن النجاح الذي حققه نجوم السينما في الدراما دافعًا قويًا ليجعلهم يكررون التجربة من جديد، إلا أنهم قرروا الاكتفاء بتقديم أعمال درامية ناجحة العام الماضي ليعودوا إلى بيتهم الأصلي وإلى جمهورهم الذي ينتظرهم على شاشات السينما كما اعتاد عليهم. الهروب من الدراما وكان الانشغال بالتحضير لعمل سينمائي جديد هو السبب في هجرة نجوم السينما للدراما هذا العام، وعلى رأسهم الفنان "كريم عبد العزيز" والذي أكد أنه سعيد بما استطاع أن يحققه من نجاح في العام الماضي من خلال مسلسله "الهروب" والذي أعاده إلى شاشة التليفزيون والذي كانت معه بداياته، مشيرًا إلى أنه لن يستطيع المشاركة في الموسم الرمضاني لهذا العام وذلك لعدم إيجاده لسيناريو مناسب ليقدمه، مؤكدًا أن الأهم من التواجد كل عام هو أن يقدم عملًا جيدًا يظل في أذهان الجمهور لسنوات. وعن تخليه عن الدراما في مقابل فيلمه الجديد "الفيل الأزرق"، أكد "كريم" أنه بالفعل مشغول حاليًا باستكمال تصوير مشاهد فيلمه الجديد "الفيل الأزرق" للتمكن من عرضه في موسم الصيف، معتبرًا أنه عليه كفنان إحداث توازن بين السينما والدراما وهو ما يسعى إليه وليس للفيلم علاقة بابتعاده عن الدراما. أما الفنان "محمود عبد العزيز" فأكد أنه ابتعد عن الدراما هذا العام من أجل تحضيره لفيلم سينمائي جديد وهو ما سيجعله يبتعد عن الدراما مؤقتًا، مشيرًا إلى أنه استطاع طوال مشواره الفني أن يرسم لنفسه مكانًا على الساحة الدرامية وهو ما يجعله يعود إليها في أي وقت، والدليل تحقيق مسلسله "باب الخلق" لنجاح كبير خاصة وأنه قدمه بعد غياب 8 سنوات عن الدراما إلا أن العمل الجيد جدير بتعويض غياب الفنان ويبقى موجودًا لحين عودته من جديد. مشاكل الدراما بينما كانت المشاكل التي واجهها الفنان "محمد سعد" هي السبب الرئيس وراء ابتعاده عن الدراما هذا العام، حيث أوضح أنه قرر الابتعاد لفترة عن الدراما لحين حل خلافاته ومشاكله مع المخرج "جمال عبد الحميد" والخاصة بمسلسله "شمس الأنصاري" الذي تم عرضه في رمضان الماضي حيث دخل معه في صراعات قضائية. ويرى "محمد سعد" أن مكانه الأصلي هو السينما والتي كانت بوابته للشهرة والجمهور أحبه كنجم سينمائي، وهذا لا يقلل أبدًا من شأن الدراما والتي كانت بوابته أيضًا لدخول عالم الفن، مشيرًا إلى أن الدراما تحتاج جهدًا ووقتًا مكثفًا عن السينما ومسئولية حمل عمل درامي بأكمله أمر في منتهى الصعوبة، مؤكدًا أنه حاليًا مشغول بفيلمه الجديد "تتح" والذي سيعود به لجمهوره في السينما. وكان النجاح الذي استطاع الفنان "أحمد السقا" العام الماضي في مسلسله "خطوط حمرا" هو السبب وراء ابتعاده عن الدراما هذا العام، هكذا برر "السقا" ابتعاده عن الدراما مؤكدًا أن النجاح الذي حققه جعله يشعر بالخوف وجعله يفكر جيدًا في خطواته القادمة، فليس من المنطقي أن تحقق أولى بطولاته الدرامية نجاحًا كبيرًا وسط كم هائل من الأعمال لنجوم كبار ليأتي بعدها ويقدم عملًا ليس على المستوى نفسه. وأضاف "السقا" أنه لم يجد أمامه من السيناريوهات ما يستحق أن يقدمه ويحافظ على نجاح مسلسل "خطوط حمرا" كما أنه لا يستعجل الأمور وهو ليس في مرحلة الانتشار ليبحث عن التواجد ولكنه يبحث عن عمل يتماشى مع أعماله التي قدمها طوال مشواره الفني. وأكد "السقا" أنه خارج السباق الرمضاني القادم ولا يعرف إن كان سيشارك العام المقبل أم لا، لأن ذلك متوقف على ما يعرض عليه وهذا في علم الغيب، مشيرًا إلى أنه حاليًا مشغول بدراسة تقديم جزء ثانٍ من فيلمه "الجزيرة" والذي حقق نجاحًا كبيرًا عند عرضه منذ ست سنوات، وكانت نهايته مفتوحة وأثارت خيال المشاهد لذلك أتعاون حاليًا مع كل من المؤلف محمد دياب والمخرج شريف عرفة لكتابة أحداث الجزء الثاني والمفترض أن تتطور حتى تصل إلى قيام ثورة 25 يناير. ظاهرة صحية وعلى الرغم من تقديمه للأعمال الدرامية من قبل إلا أن نجاح زملائه من نجوم السينما في الدراما العام الماضي شجعه أكثر لإعادة التجربة هذا العام، إلا أن الأسباب حالت دون ذلك، هكذا الحال عند الفنان "محمد رجب" والذي أكد أن فيلمه الجديد لم يكن السبب وراء تأجيل مسلسله "ضرب نار" والذي كان ينوي خوض السباق الرمضاني به هذا العام، مشيرًا إلى أنه لم يستقر على المسلسل إلا مؤخرًا والمسلسل يحتاج إلى تحضيرات مكثفة وهو ما جعله يفكر في تأجيله لضيق الوقت المتبقي على الموسم الرمضاني والذي سيصعب معه إنهاء التصوير. وأضاف أنه عقب اتخاذ قرار بتأجيل المسلسل إلى العام المقبل، عاد ليستكمل العمل في فيلمه السينمائي الجديد والذي يقوم بالتحضير له حاليًا، ومن المتوقع أن يقوم بعرضه في عيد الفطر المقبل. وفسر الناقد الفني "طارق الشناوي" هذه الظاهرة بأن الدراما استطاعت منذ عدة أعوام ماضية أن تفتح أبوابها لنجوم السينما والغناء وأن تعيد إليها نجوم الدراما الأصليين، ولعل ذلك خلق نوعًا من التزاحم داخل الدراما المصرية وشهد العام الماضي عرض عدد كبير من الأعمال لنجوم وفنانين كبار وفنانين شباب أيضًا، وهو ما شتت الجمهور والذي ما زال حتى الآن يتابع ما فاته من أعمال، ويمكن أن يكون ذلك هو السبب في خوف الفنانين من خوض التجربة في العام التالي مباشرة خاصة مع وجود حالة من التشبع عند الجمهور. ووصف "الشناوي" هذه الظاهرة بأنها صحية خاصة مع حالة الركود التي تعاني منها السينما في مقابل حالة الزخم التي تعاني منها الدراما في شهر رمضان.