تنفيذي الغربية يوافق على تغيير الأحوزة العمرانية لست قرى و12 عزبة    وزير النقل يبحث مع رئيس الوكالة الفرنسية للتنمية التعاون في تطوير البنية الأساسية للسكك الحديدية والجر الكهربائي    الرئيس السيسي وأمير قطر يؤكدان الحرص على وقف إطلاق النار في غزة    تعرف على غيابات بيراميدز أمام إنبي في الدوري المصري    مي القاضي: عاوزه أشتغل مع محمد رمضان والمخرج محمد سامي    لقاح أسترازينيكا المضاد لفيروس كورونا.. هل يسبب متلازمة جديدة لمن حصل عليه؟ أستاذ أوبئة يجيب    طريقة عمل عصير ليمون بالنعناع.. يروي عطش الحر وينعش القلب    سفيرة مصر بكمبوديا تقدم أوراق اعتمادها للملك نوردوم سيهانوم    إعلام عبري: حزب الله هاجم بالصواريخ بلدة بشمال إسرائيل    لوقف النار في غزة.. محتجون يقاطعون جلسة بمجلس الشيوخ الأمريكي    الاتحاد الأوروبي يحيي الذكرى ال20 للتوسع شرقا مع استمرار حرب أوكرانيا    صحة الشيوخ توصي بتلبية احتياجات المستشفيات الجامعية من المستهلكات والمستلزمات الطبية    وزير الرياضة يتابع مستجدات سير الأعمال الجارية لإنشاء استاد بورسعيد الجديد    الأهلي يهزم الجزيرة في مباراة مثيرة ويتأهل لنهائي كأس مصر للسلة    ستبقى بالدرجة الثانية.. أندية تاريخية لن تشاهدها الموسم المقبل في الدوريات الخمسة الكبرى    طليقة قاتل جواهرجي بولاق ابو العلا: «اداني سبيكة 2.5 جرام وسلاسل ل بناته»    مصرع زوجين وإصابة طفليهما في حادث انقلاب سيارة بطريق سفاجا - قنا    «التعليم» تحدد موعد امتحانات نهاية العام للطلاب المصريين في الخارج 2024    رئيس جهاز الشروق يقود حملة مكبرة ويحرر 12 محضر إشغالات    3 ألحان ل حميد الشاعري ضمن أفضل 50 أغنية عربية في القرن ال 21    الخميس..عرض الفيلم الوثائقي الجديد «في صحبة نجيب» بمعرض أبو ظبي للكتاب    بالأبيض.. لينا الطهطاوى رفقة هنا الزاهد وميرهان في ليلة الحنة    فيلم المتنافسون يزيح حرب أهلية من صدارة إيرادات السينما العالمية    «تحيا مصر» يوضح تفاصيل إطلاق القافلة الخامسة لدعم الأشقاء الفلسطينيين في غزة    أمين عام الجامعة العربية ينوه بالتكامل الاقتصادي والتاريخي بين المنطقة العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان    رئيس الوزراء يهنيء السيسي بمناسبة الاحتفال بعيد العمال    هيئة سلامة الغذاء تقدم نصائح لشراء الأسماك المملحة.. والطرق الآمنة لتناولها في شم النسيم    بالفيديو.. خالد الجندي: القرآن الكريم لا تنتهي عجائبه ولا أنواره الساطعات على القلب    دعاء ياسين: أحمد السقا ممثل محترف وطموحاتي في التمثيل لا حدود لها    النائب العام يقرر إضافة اختصاص حماية المسنين لمكتب حماية الطفل وذوي الإعاقة    دورتموند يستعيد نجوم الفريق قبل مواجهة سان جيرمان بدوري الأبطال    موقف طارق حامد من المشاركة مع ضمك أمام الأهلي    الآن داخل المملكة العربية السعودية.. سيارة شانجان (الأسعار والأنواع والمميزات)    هيئة الرقابة النووية والإشعاعية تجتاز المراجعة السنوية الخارجية لشهادة الايزو 9001    "بتكلفة بسيطة".. أماكن رائعة للاحتفال بشم النسيم 2024 مع العائلة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط    غرق بمياه ترعة.. العثور على جثة شخص في الصف    مصرع طفل وإصابة آخر سقطا من أعلى شجرة التوت بالسنطة    جامعة طنطا تُناقش أعداد الطلاب المقبولين بالكليات النظرية    مدبولي: العلاقات السياسية بين مصر وبيلاروسيا تسهم في دعم التعاون الاقتصادي    رئيس غرفة مقدمي الرعاية الصحية: القطاع الخاص لعب دورا فعالا في أزمة كورونا    وزير الأوقاف : 17 سيدة على رأس العمل ما بين وكيل وزارة ومدير عام بالوزارة منهن 4 حاصلات على الدكتوراة    «التنمية المحلية»: فتح باب التصالح في مخالفات البناء الثلاثاء المقبل    مجهولون يلقون حقيبة فئران داخل اعتصام دعم غزة بجامعة كاليفورنيا (فيديو)    تقرير حقوقي يرصد الانتهاكات بحق العمال منذ بداية 2023 وحتى فبراير 2024    رموه من سطح بناية..الجيش الإسرائيلي يقتل شابا فلسطينيا في الخليل    حملات مكثفة بأحياء الإسكندرية لضبط السلع الفاسدة وإزالة الإشغالات    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    كراسي وأحذية وسلاسل بشرية.. طرق غير تقليدية لدعم فلسطين حول العالم    الصحة: الانتهاء من مراجعة المناهج الخاصة بمدارس التمريض بعد تطويرها    إلغاء رحلات البالون الطائر بالأقصر لسوء الأحوال الجوية    حمد الله يتحدى ميتروفيتش في التشكيل المتوقع لكلاسيكو الاتحاد والهلال    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    حزب الله يستهدف مستوطنة أفيفيم بالأسلحة المناسبة    هل ذهب الأم المتوفاة من حق بناتها فقط؟ الإفتاء تجيب    نجم الزمالك السابق: جوميز مدرب سيء.. وتبديلاته خاطئة    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القاهرة التاريخية تغرق في مستنقع الإهمال !
مسجد »السايس« بواباته متآكلة وسبيل خليل أغا مقلب للقمامة حمام الأمير «بشتك» مرتع لأطفال الشوارع والحيوانات الضالة

من ينقذ تاريخ مصر..من ينتشل آثارنا الإسلامية من الضياع..من يوقظ المسئولين من نومهم العميق..من يحاول إحياء ضمائرهم التي ماتت » اكلينيكيا « ، بعد ان تركوا آثارنا الإسلامية «فريسة » للبلطجية والباعة الجائلين..انتبهوا ياسادة.. القاهرة التاريخية تغرق في مستنقع الاهمال.
ذاكرة مصر الاسلامية في طريقها للفقدان.. تلك المنطقة التي تعد أكبر منطقة تراثية في العالم إذ يبلغ محيطها 32 كيلو مترا مربعا، وتشمل العديد من المناطق الأثرية الشهيرة..عدد كبير من المصريين لا يعرفون شيئا عن آثار مصر الاسلامية..تلك الآثار التي ستدر دخلا كبيرا علي الاقتصاد المصري اذا ما تم الاهتمام والاعتناء بها..لكن الواقع كما تكشفه الاخبار بالصور مرير.. العشوائية ضربت شوارع القاهرة التاريخية. وتحولت مناطقها الاثرية الي اوكار لاطفال الشوارع والخارجين علي القانون.
وباتت مرتعا للحيوانات الضالة..والاهالي حولوها الي مقالب للقمامة والمخلفات..بمجرد ان تسير في شوارع تلك المناطق التي يعود تاريخها الي عصور الاسلام الاولي تصاب بالحسرة علي ما آلت اليه تلك المناطق والتي اذا ما كانت لدي دولة اخري لكانت فتحتها مزارات سياحية عالمية ولأصبحت بالنسبة لها من مصادر الدخل الاساسية.. الاخبار تفتح ملف انقاذ آثار مصر..وتدق ناقوس الخطر وتنقل بالكلمة والصورة الاوضاع الماساوية التي وصلت اليها آثارنا.
في السطور القادمة
رصدنا جزء من القاهرة التاريخية..تجولنا في عدد من المناطق التي تعود الي العصر المملوكي والعثماني وجدنا احوالها لا تسر عدوا ولا حبيبا.. فبدلا من ان تصبح مزارات سياحية تحولت الي أوكار للباعة الجائلين واللصوص وتجار المخدرات..واصبحت المنفعة الرئيسية لهذه المناطق انها مقالب للقمامة..وتنقل الاخبار بالصور كيف اغتالت ايدي الاهمال تاريخ مصر الاسلامي وكيف اصبحت آثارنا الاسلامية في مهب الريح لعل ضمائر المسئولين تستيقظ وتنقذ ما يمكن انقاذه.
علي بعد خطوات قليلة من مسجد السلطان حسن، وتحديدا في منطقة الدرب الأحمر بجنوب العاصمة المصرية القاهرة وعلي مشارف اسوار القاهرة التاريخية التي تعد أكبر متحف مفتوح في العالم، بدأنا الجولة حيث يقع شارعا «سوق السلاح»و «باب الوزير»، اللذان يعودن تاريخهما إلي ما يقرب من700 سنة..شارع سوق السلاح يعود بالأذهان إلي ماض سحيق كان فيه جميع سكان الحي يزاولون مهنا تتعلق فقط بتصنيع أو تصليح الأسلحة، إلا أن الوضع تغير الآن تماما ولم يتبق من هذه المهن ما يدل عليها.
لقد احتل «سوق السلاح» مكانته الكبري أثناء حكم المماليك لمصر، حين كان يقدم خدماته التسليحية للقلعة من رماح وسيوف ودروع، ولكن مع تراجع الطلب علي هذه النوعيات من الأسلحة تحوّلت الورش الموجودة في الشارع إلي محلات لإصلاح الأسلحة من مسدسات وبنادق. وفي منتصف القرن الماضي بدأت المهن الحِرفية بالشارع تختفي شيئا فشيئا، حتي تحوّلت أنشطة المحلات إلي مجالات أخري كخراطة وبيع الخشب أو التجارة في مختلف المجالات.
أثناء تجولك في الشارع يبعث بيقين داخل نفس زائره بأنه شارع له تاريخ عريق، فالكثير من المباني العتيقة التي يعود تاريخها إلي مئات السنين ما زالت قائمة حتي الآن يتوارثها الأبناء عن أجدادهم، والكثير من الورش والمحلات لم يتغير حالها بقدر ما تغير نشاطها واختلف.. وعلي الرغم من أن الشارع زاخر بكثير من الآثار الإسلامية، فإن سكانه لا يعرفون عنها سوي القليل نتيجة لتدهور حالتها، وانعدام البيانات التي توضح تاريخها أو ماهيتها، بل إن بعض هذه الآثار تملؤه القمامة والبعض الآخر مغلق لا يعرف أحد عنه شيئا.
«الأخبار» قامت بجولة ميدانية ورصدت بالصور أثار الإهمال التي تفشت داخل شارعي سوق السلاح وباب الوزير وتحول المنطقة بكل آثارها وتاريخها العتيق إلي شوارع عشوائية بعد أن استحوذ البلطجية علي بعض الحشوات والشبابيك النحاسية من معظم الأماكن الأثرية فضلا عن انتشار الباعه الجائلين علي جانبي الطريق وإهمال محافظة القاهرة ووزارة الآثار الواضح لتلك الكنوز التي لاتقدر بثمن.
وفي شارع «سوق السلاح» الذي يعود تاريخه إلي العصر المملوكي وبالتحديد من امام بوابة مسجد الجاي اليوسفي الذي يتميز بأبوابه العملاقة وساحته الداخلية الكبيرة، وقد أنشأه كمدرسة ومسجد الأمير سيف الدين الجاي بن عبد الله اليوسفي عام 1373م.. المشهد العام لهذا المسجد تقشعر له الأبدان فعلي الرغم من تصميمه المعماري الفريد إلا أن الإهمال وصل حتي سقفه وبوابات التي تآكلت بسبب عوامل الزمن والإهمال الغريب في الأمر انه مهدد الإنهيار ومحافظة القاهرة ووزارة الآثار يكتفون بتصريحاتهم المملة ضاربين بعرض الحائط كافه القوانين والأعراف التي تحدد مراقبه ومتابعه تاريخنا العريق.
ضعاف النفوس
يطالب فارس فرحات «حداد» من أقدم سكان المنطقة من الحكومة متمثله في وزارة الآثار والمحافظة بالعمل الدءوب لحماية آثارنا وتراثنا من السرقه والإهمال مشيرا إلي هناك الكثير من سكان المنطقه لايعرفون اسم الأثرالموجود ولاتاريخه بل يقوم بعض البلطجية والخارجين عن القانون وضعاف النفوس بسرقة اعمدة النحاس النادرة في غياب تام من أجهزة الدولة المعنية.
وأمام مسجد «السايس» يوجد عمود علي الجانب الأيمن لمدخل حارة «حلوات»، ويعتبر هذا العمود من بقايا جامع السايس..ويروي أن لهذا العمود قصصً في شفاء كل مريض بالداء الأصفر «الفيرقان» وهو مرض جلدي يصيب اللسان، وغيره من الأمراض، حيث يقوم المريض بإحضار ماء الليمون ودهنه في هذا العمود ثم يتذوقه بلسانه حتي يخرج من اللسان دم أسود، ويتكرر هذا العمل ثلاث مرات حتي يشفي من المرض تمامًا.
وقد استخدم كثير من الناس هذا العمود اعتقادًا في مصداقية من روجوا عنه لكن توقف استخدام هذا الأسلوب وامتنع الناس عنه حتي فترة حكم عباس باشا، ويقال: إن امتناع الناس جاء بسبب الازدحام الشديد والإقبال المتواصل عليه.. الحالة التي وصل اليها العمود لا»تسرعداو ولا حبيبا» فقد تحول لونه من الأحمر إلي الأسود بسبب الأتربه والحشرات وفضلات الحيوانات الضالة.
سرنا حتي وصلنا الي حارة « حلوات» لتجد علي يسارك مبني أثريا غيرواضحة ملامحه وهويته مطموسة ، يدل سوره الحديدي وبعض الأعمدة علي عدم الشروع نهائيا في ترميمه،مكتوب عليه بعبارات تدل علي أنه كان سبيلا للفقراء في العصر المملوكي ،وبسؤال الماره عن إسم هذا السبيل يرد عليك أحدهم: «معرفش» ! .. أكثر من شخص من السكان قمنا بسؤاله إلا ان الصدمه أقنعتنا بأنه السبيل المجهول الذي لا يعرف سكان منطقته عنه شيئا «بلا هويه».. وبالاقتراب من السبيل الذي لم يتبق منه سوي آية قرانية فقط علي بابه لاحظنا أثر تاريخ السبيل الذي تم طمسه من قبل بعض المستفيدين من محو تاريخ المصريين وآثارهم إلي الأبد وهانحن الان مهددون بفقدان التاريخ لذاكرته المتمثلة في الآثار.
تجولنا أكثر في عمق الشارع التاريخي حتي وصلنا إلي «سبيل خليل أغا الشرقاوي» والذي بني عام 1350م أصبح الآن مقلبا للقمامة ومهددا بالانهيار حاولنا دخول السبيل ولكن تعاقب الأزمنة وقف حائلا علي جدرانه العتيقة التي من الممكن ان تنهار في أي وقت، ومن أحد الشرف المطله علي الشارع التقطت عدسة الأخبار آثار الانهيار والقمامة التي انتشرت داخل السبيل لتجعل المارة تأبي النظر إليه، فيقول علي زين «أحد سكان المنطقه» بإنه يخاف علي أولاده الصغار من اللعب بجانب السبيل لأنه من الممكن ان ينهار في اي وقت ،مطالبا محافظ القاهرة ووزير الآثار بعمل حل جذري إما بهد السبيل او ترميمه لأنه يشكل خطرا علي المارة والأطفال.
ممر اليكنية
وفي وسط الجولة انتقلنا إلي شارع باب الوزير عن طريق الممر التاريخي الكائن بمنطقة اليكنية والذي استباحه الباعه الجائلون واحتلته عربات الكشري في مشهد يجعلك تشعر بالحسره والالام علي تاريخ مصر العتيق.
يقع بجانب الممر مسجد «بك» و»الجامع الأزرق» المغلقان فور الانتهاء من أعمال ترميمها ومن أمامهما يقع سبيل ومدفن عمر أغا الذي إنشئ عام 1652م والذي يعتبر تحفة معمارية أهانتها عوامل الزمن والسرقات والإهمال ،السبيل بني علي الطراز العثماني ويعتبر من أحدث الطرازات الهندسية ذاك الوقت إلا انه أصبح الآن مسكنا للأشباح كما ردد بعض الأهالي والجزء الآخر منه أصبح «كوافير» وساحة للباعة الجائلين فضلا عن انتشار أروقته وجدرانه بالدعاية الانتخابية وصور المرشحين السابقين إبان الفترة الانتقالية.. ويحدثنا جابر السعيد «من ساكني المنطقة» إن شارعي سوق السلاح وباب الوزير مهملان من قبل وزارة الآثار ومن محافظة القاهرة مشيرا إلي ان الحل يكمن في الاستفادة من الآثار والعمل علي ترميمها وجعلها مزارا سياحيا عملاقا ولكن يبدو ان الثورة قد أخرجت أسوأ مافي المصريين فهناك العديد من الحشوات تم سرقتها فضلا عن الأعمده النحاسيه غير الموجوده في أي مكان في العالم.
حمام بشتاك
وصلنا إلي مدفن وسبيل الشيخ»ضرغام» بدرب القزازين والذي لم يختلف عن أسلافه السابقين في شئ فالإهمال وصل إلي حد جعل السبيل مقلب قمامه ومرتعا للحيوانات الضالة..وأثناء تجولنا بالمنطقة رصدت عدسه «الأخبار» مكانا منخفضا عن الأرض بحوالي 10 أمتار انه حمام «الأمير بشتاك» والذي أكد الكثير من سكان الشارع أنه الأفضل وسط أقرانه فيقول إبراهيم عبد الحميد «باحث في الآثار الإسلامية» ان هناك3 حمامات عامة(بشتاك السلطان السكرية) وحمامات خاصة في البيوت الكبيرة القديمة وهي نماذج مصغرة للحمامات العامة بنفس التكوين المعماري.. مطالبا باستمرار تلك الحمامات في أداء وظيفتها كما كان يحدث ستينيات القرن الماضي فكانت العروس وصديقاتها يقضين ليلة العرس والحنة وتجهيز العروس، وان يتم في هذا الشارع تطبيق نفس المنهج الذي طبق في شارع المعز الموازي له لإعادة روح القاهرة القديمة فيه.. ويحذر من محاولة تفريغ الشارع من سكانه بحجة التطوير، لأن هؤلاء السكان مكون اساسي من روح المكان.. ويؤكد ان الاهتمام بإعادة هذه الحمامات العمومية لوظيفتها يحمل معاني الاهتمام بالاثر وقيمته الأثرية والمعمارية والصحية ايضا فحمام «بشتاك» يبين طرازه المعماري مهمة الحمامات العامة الصحية في علاج الروماتيزم والتدليك والتخسيس وعلاج المفاصل..أما الآن فقد تحول إلي مقلب للقمامة وفندق خاص للحشرات والحيوانات الضالة
المواطنون : نعيش في المنطقة ولا نعرف آثارها والوزارة نايمة في العسل
سبيل «رقيه دودو»
وفي نهاية الجولة وصلنا إلي مقام الشيخ سعود الذي كان في حالة لايرثي لها وعلي بعد أمتار قليله رصدت عدسه «الأخبار»، سبيل «رقية دودو» بشارع سوق السلاح بالقرب من الدرب الأحمر ويتعرض السبيل منذ سنوات طويلة لإهمال جسيم من جانب المسئولين عن الآثار مما أدي لامتلائه بالقمامة والمخلفات التي حاصرته من كل جانب، ناهيك عن أن الكتابات والزخارف الموجودة علي جدرانه كادت تمحي نتيجة لتراكم الأتربة عليها بجانب عوامل الزمن بالإضافه لسرقة الحشوات الموجودة علي قبته وجدارنه النادرة الي ان ظل مهملاً خربًا، فسبيل وكُتاب «رقية دودو» أصبح أطلالاً تحاصره أسوار من الحديد والأسلاك الشائكة، وهو الذي كان حتي نهاية القرن التاسع عشر مقصدًا للرحالة والمصورين الذين تغنوا بجمال واجهته.
إهمال جسيم
يقول مصطفي الجوهري «فنان تشكيلي» وأحد سكان الشارع أنه حسبما سمع عن آبائه أن «رقية دودو» كانت راقصة مشهورة وبعد اعتزالها وإعلان توبتها حولت جزءًا من منزلها إلي سبيل وجزءًا آخر إلي كتّاب وكثير من كبار السن المقيمين بالشارع حفظوا القرآن في هذا الكتّاب وبعد أعوام من وفاتها تعرض لإهمال جسيم وأصبح يحتفظ بأكوام قمامة وأوشك أجزاء منه علي الانهيار وتحول من آثر إلي خرابة ولم ينظر له أي من المسئولين.
من ينقذ تاريخ مصر..من ينتشل آثارنا الإسلامية من الضياع..من يوقظ المسئولين من نومهم العميق..من يحاول إحياء ضمائرهم التي ماتت » اكلينيكيا « ، بعد ان تركوا آثارنا الإسلامية «فريسة » للبلطجية والباعة الجائلين..انتبهوا ياسادة.. القاهرة التاريخية تغرق في مستنقع الاهمال.
ذاكرة مصر الاسلامية في طريقها للفقدان.. تلك المنطقة التي تعد أكبر منطقة تراثية في العالم إذ يبلغ محيطها 32 كيلو مترا مربعا، وتشمل العديد من المناطق الأثرية الشهيرة..عدد كبير من المصريين لا يعرفون شيئا عن آثار مصر الاسلامية..تلك الآثار التي ستدر دخلا كبيرا علي الاقتصاد المصري اذا ما تم الاهتمام والاعتناء بها..لكن الواقع كما تكشفه الاخبار بالصور مرير.. العشوائية ضربت شوارع القاهرة التاريخية. وتحولت مناطقها الاثرية الي اوكار لاطفال الشوارع والخارجين علي القانون.
وباتت مرتعا للحيوانات الضالة..والاهالي حولوها الي مقالب للقمامة والمخلفات..بمجرد ان تسير في شوارع تلك المناطق التي يعود تاريخها الي عصور الاسلام الاولي تصاب بالحسرة علي ما آلت اليه تلك المناطق والتي اذا ما كانت لدي دولة اخري لكانت فتحتها مزارات سياحية عالمية ولأصبحت بالنسبة لها من مصادر الدخل الاساسية.. الاخبار تفتح ملف انقاذ آثار مصر..وتدق ناقوس الخطر وتنقل بالكلمة والصورة الاوضاع الماساوية التي وصلت اليها آثارنا.
في السطور القادمة
رصدنا جزء من القاهرة التاريخية..تجولنا في عدد من المناطق التي تعود الي العصر المملوكي والعثماني وجدنا احوالها لا تسر عدوا ولا حبيبا.. فبدلا من ان تصبح مزارات سياحية تحولت الي أوكار للباعة الجائلين واللصوص وتجار المخدرات..واصبحت المنفعة الرئيسية لهذه المناطق انها مقالب للقمامة..وتنقل الاخبار بالصور كيف اغتالت ايدي الاهمال تاريخ مصر الاسلامي وكيف اصبحت آثارنا الاسلامية في مهب الريح لعل ضمائر المسئولين تستيقظ وتنقذ ما يمكن انقاذه.
علي بعد خطوات قليلة من مسجد السلطان حسن، وتحديدا في منطقة الدرب الأحمر بجنوب العاصمة المصرية القاهرة وعلي مشارف اسوار القاهرة التاريخية التي تعد أكبر متحف مفتوح في العالم، بدأنا الجولة حيث يقع شارعا «سوق السلاح»و «باب الوزير»، اللذان يعودن تاريخهما إلي ما يقرب من700 سنة..شارع سوق السلاح يعود بالأذهان إلي ماض سحيق كان فيه جميع سكان الحي يزاولون مهنا تتعلق فقط بتصنيع أو تصليح الأسلحة، إلا أن الوضع تغير الآن تماما ولم يتبق من هذه المهن ما يدل عليها.
لقد احتل «سوق السلاح» مكانته الكبري أثناء حكم المماليك لمصر، حين كان يقدم خدماته التسليحية للقلعة من رماح وسيوف ودروع، ولكن مع تراجع الطلب علي هذه النوعيات من الأسلحة تحوّلت الورش الموجودة في الشارع إلي محلات لإصلاح الأسلحة من مسدسات وبنادق. وفي منتصف القرن الماضي بدأت المهن الحِرفية بالشارع تختفي شيئا فشيئا، حتي تحوّلت أنشطة المحلات إلي مجالات أخري كخراطة وبيع الخشب أو التجارة في مختلف المجالات.
أثناء تجولك في الشارع يبعث بيقين داخل نفس زائره بأنه شارع له تاريخ عريق، فالكثير من المباني العتيقة التي يعود تاريخها إلي مئات السنين ما زالت قائمة حتي الآن يتوارثها الأبناء عن أجدادهم، والكثير من الورش والمحلات لم يتغير حالها بقدر ما تغير نشاطها واختلف.. وعلي الرغم من أن الشارع زاخر بكثير من الآثار الإسلامية، فإن سكانه لا يعرفون عنها سوي القليل نتيجة لتدهور حالتها، وانعدام البيانات التي توضح تاريخها أو ماهيتها، بل إن بعض هذه الآثار تملؤه القمامة والبعض الآخر مغلق لا يعرف أحد عنه شيئا.
«الأخبار» قامت بجولة ميدانية ورصدت بالصور أثار الإهمال التي تفشت داخل شارعي سوق السلاح وباب الوزير وتحول المنطقة بكل آثارها وتاريخها العتيق إلي شوارع عشوائية بعد أن استحوذ البلطجية علي بعض الحشوات والشبابيك النحاسية من معظم الأماكن الأثرية فضلا عن انتشار الباعه الجائلين علي جانبي الطريق وإهمال محافظة القاهرة ووزارة الآثار الواضح لتلك الكنوز التي لاتقدر بثمن.
وفي شارع «سوق السلاح» الذي يعود تاريخه إلي العصر المملوكي وبالتحديد من امام بوابة مسجد الجاي اليوسفي الذي يتميز بأبوابه العملاقة وساحته الداخلية الكبيرة، وقد أنشأه كمدرسة ومسجد الأمير سيف الدين الجاي بن عبد الله اليوسفي عام 1373م.. المشهد العام لهذا المسجد تقشعر له الأبدان فعلي الرغم من تصميمه المعماري الفريد إلا أن الإهمال وصل حتي سقفه وبوابات التي تآكلت بسبب عوامل الزمن والإهمال الغريب في الأمر انه مهدد الإنهيار ومحافظة القاهرة ووزارة الآثار يكتفون بتصريحاتهم المملة ضاربين بعرض الحائط كافه القوانين والأعراف التي تحدد مراقبه ومتابعه تاريخنا العريق.
ضعاف النفوس
يطالب فارس فرحات «حداد» من أقدم سكان المنطقة من الحكومة متمثله في وزارة الآثار والمحافظة بالعمل الدءوب لحماية آثارنا وتراثنا من السرقه والإهمال مشيرا إلي هناك الكثير من سكان المنطقه لايعرفون اسم الأثرالموجود ولاتاريخه بل يقوم بعض البلطجية والخارجين عن القانون وضعاف النفوس بسرقة اعمدة النحاس النادرة في غياب تام من أجهزة الدولة المعنية.
وأمام مسجد «السايس» يوجد عمود علي الجانب الأيمن لمدخل حارة «حلوات»، ويعتبر هذا العمود من بقايا جامع السايس..ويروي أن لهذا العمود قصصً في شفاء كل مريض بالداء الأصفر «الفيرقان» وهو مرض جلدي يصيب اللسان، وغيره من الأمراض، حيث يقوم المريض بإحضار ماء الليمون ودهنه في هذا العمود ثم يتذوقه بلسانه حتي يخرج من اللسان دم أسود، ويتكرر هذا العمل ثلاث مرات حتي يشفي من المرض تمامًا.
وقد استخدم كثير من الناس هذا العمود اعتقادًا في مصداقية من روجوا عنه لكن توقف استخدام هذا الأسلوب وامتنع الناس عنه حتي فترة حكم عباس باشا، ويقال: إن امتناع الناس جاء بسبب الازدحام الشديد والإقبال المتواصل عليه.. الحالة التي وصل اليها العمود لا»تسرعداو ولا حبيبا» فقد تحول لونه من الأحمر إلي الأسود بسبب الأتربه والحشرات وفضلات الحيوانات الضالة.
سرنا حتي وصلنا الي حارة « حلوات» لتجد علي يسارك مبني أثريا غيرواضحة ملامحه وهويته مطموسة ، يدل سوره الحديدي وبعض الأعمدة علي عدم الشروع نهائيا في ترميمه،مكتوب عليه بعبارات تدل علي أنه كان سبيلا للفقراء في العصر المملوكي ،وبسؤال الماره عن إسم هذا السبيل يرد عليك أحدهم: «معرفش» ! .. أكثر من شخص من السكان قمنا بسؤاله إلا ان الصدمه أقنعتنا بأنه السبيل المجهول الذي لا يعرف سكان منطقته عنه شيئا «بلا هويه».. وبالاقتراب من السبيل الذي لم يتبق منه سوي آية قرانية فقط علي بابه لاحظنا أثر تاريخ السبيل الذي تم طمسه من قبل بعض المستفيدين من محو تاريخ المصريين وآثارهم إلي الأبد وهانحن الان مهددون بفقدان التاريخ لذاكرته المتمثلة في الآثار.
تجولنا أكثر في عمق الشارع التاريخي حتي وصلنا إلي «سبيل خليل أغا الشرقاوي» والذي بني عام 1350م أصبح الآن مقلبا للقمامة ومهددا بالانهيار حاولنا دخول السبيل ولكن تعاقب الأزمنة وقف حائلا علي جدرانه العتيقة التي من الممكن ان تنهار في أي وقت، ومن أحد الشرف المطله علي الشارع التقطت عدسة الأخبار آثار الانهيار والقمامة التي انتشرت داخل السبيل لتجعل المارة تأبي النظر إليه، فيقول علي زين «أحد سكان المنطقه» بإنه يخاف علي أولاده الصغار من اللعب بجانب السبيل لأنه من الممكن ان ينهار في اي وقت ،مطالبا محافظ القاهرة ووزير الآثار بعمل حل جذري إما بهد السبيل او ترميمه لأنه يشكل خطرا علي المارة والأطفال.
ممر اليكنية
وفي وسط الجولة انتقلنا إلي شارع باب الوزير عن طريق الممر التاريخي الكائن بمنطقة اليكنية والذي استباحه الباعه الجائلون واحتلته عربات الكشري في مشهد يجعلك تشعر بالحسره والالام علي تاريخ مصر العتيق.
يقع بجانب الممر مسجد «بك» و»الجامع الأزرق» المغلقان فور الانتهاء من أعمال ترميمها ومن أمامهما يقع سبيل ومدفن عمر أغا الذي إنشئ عام 1652م والذي يعتبر تحفة معمارية أهانتها عوامل الزمن والسرقات والإهمال ،السبيل بني علي الطراز العثماني ويعتبر من أحدث الطرازات الهندسية ذاك الوقت إلا انه أصبح الآن مسكنا للأشباح كما ردد بعض الأهالي والجزء الآخر منه أصبح «كوافير» وساحة للباعة الجائلين فضلا عن انتشار أروقته وجدرانه بالدعاية الانتخابية وصور المرشحين السابقين إبان الفترة الانتقالية.. ويحدثنا جابر السعيد «من ساكني المنطقة» إن شارعي سوق السلاح وباب الوزير مهملان من قبل وزارة الآثار ومن محافظة القاهرة مشيرا إلي ان الحل يكمن في الاستفادة من الآثار والعمل علي ترميمها وجعلها مزارا سياحيا عملاقا ولكن يبدو ان الثورة قد أخرجت أسوأ مافي المصريين فهناك العديد من الحشوات تم سرقتها فضلا عن الأعمده النحاسيه غير الموجوده في أي مكان في العالم.
حمام بشتاك
وصلنا إلي مدفن وسبيل الشيخ»ضرغام» بدرب القزازين والذي لم يختلف عن أسلافه السابقين في شئ فالإهمال وصل إلي حد جعل السبيل مقلب قمامه ومرتعا للحيوانات الضالة..وأثناء تجولنا بالمنطقة رصدت عدسه «الأخبار» مكانا منخفضا عن الأرض بحوالي 10 أمتار انه حمام «الأمير بشتاك» والذي أكد الكثير من سكان الشارع أنه الأفضل وسط أقرانه فيقول إبراهيم عبد الحميد «باحث في الآثار الإسلامية» ان هناك3 حمامات عامة(بشتاك السلطان السكرية) وحمامات خاصة في البيوت الكبيرة القديمة وهي نماذج مصغرة للحمامات العامة بنفس التكوين المعماري.. مطالبا باستمرار تلك الحمامات في أداء وظيفتها كما كان يحدث ستينيات القرن الماضي فكانت العروس وصديقاتها يقضين ليلة العرس والحنة وتجهيز العروس، وان يتم في هذا الشارع تطبيق نفس المنهج الذي طبق في شارع المعز الموازي له لإعادة روح القاهرة القديمة فيه.. ويحذر من محاولة تفريغ الشارع من سكانه بحجة التطوير، لأن هؤلاء السكان مكون اساسي من روح المكان.. ويؤكد ان الاهتمام بإعادة هذه الحمامات العمومية لوظيفتها يحمل معاني الاهتمام بالاثر وقيمته الأثرية والمعمارية والصحية ايضا فحمام «بشتاك» يبين طرازه المعماري مهمة الحمامات العامة الصحية في علاج الروماتيزم والتدليك والتخسيس وعلاج المفاصل..أما الآن فقد تحول إلي مقلب للقمامة وفندق خاص للحشرات والحيوانات الضالة
المواطنون : نعيش في المنطقة ولا نعرف آثارها والوزارة نايمة في العسل
سبيل «رقيه دودو»
وفي نهاية الجولة وصلنا إلي مقام الشيخ سعود الذي كان في حالة لايرثي لها وعلي بعد أمتار قليله رصدت عدسه «الأخبار»، سبيل «رقية دودو» بشارع سوق السلاح بالقرب من الدرب الأحمر ويتعرض السبيل منذ سنوات طويلة لإهمال جسيم من جانب المسئولين عن الآثار مما أدي لامتلائه بالقمامة والمخلفات التي حاصرته من كل جانب، ناهيك عن أن الكتابات والزخارف الموجودة علي جدرانه كادت تمحي نتيجة لتراكم الأتربة عليها بجانب عوامل الزمن بالإضافه لسرقة الحشوات الموجودة علي قبته وجدارنه النادرة الي ان ظل مهملاً خربًا، فسبيل وكُتاب «رقية دودو» أصبح أطلالاً تحاصره أسوار من الحديد والأسلاك الشائكة، وهو الذي كان حتي نهاية القرن التاسع عشر مقصدًا للرحالة والمصورين الذين تغنوا بجمال واجهته.
إهمال جسيم
يقول مصطفي الجوهري «فنان تشكيلي» وأحد سكان الشارع أنه حسبما سمع عن آبائه أن «رقية دودو» كانت راقصة مشهورة وبعد اعتزالها وإعلان توبتها حولت جزءًا من منزلها إلي سبيل وجزءًا آخر إلي كتّاب وكثير من كبار السن المقيمين بالشارع حفظوا القرآن في هذا الكتّاب وبعد أعوام من وفاتها تعرض لإهمال جسيم وأصبح يحتفظ بأكوام قمامة وأوشك أجزاء منه علي الانهيار وتحول من آثر إلي خرابة ولم ينظر له أي من المسئولين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.