كشفت واقعة العثور علي مقابر أثرية نادرة داخل الأراضي الزراعية بالدلنجات والتي تعود للعصر الفرعوني والروماني بعد أن قام عدد من الأهالي بتحويلها إلي أحواض لري الأراضي الزراعية والتي أكدت مدي الإهمال وحالة واللامبالاة التي وصل إليها مسئولو الآثار في البحيرة. كانت مباحث السياحة والآثار في البحيرة قد اكتشفت مقابر أثرية تعود للعصر الفرعوني بقرية كاميليا التابعة لقرية زهور الأمراء وهو عبارة عن تابوت وغطاء له من الحجر الجيري مفرغ من الداخل علي هيئة إنسان بالإضافة إلي جبانة مكونة من كتل من الحجر الجيري متراصة علي هيئة توابيت مستطيلة، وكذلك اكتشاف بقايا دفانات سطحية ووجود مادة (القار) المنتشرة في تلك الدفايات والتي كانت تستخدم في عمليات التحنيط للطبقة الفقيرة من فئات الشعب في العصر الروماني حيث قام الأهالي بتحويل التابوت الأثري بطول 234 سم وعرض واحد متر إلي أحواض لري الحقول. ومن جانبها أمرت نيابة الدلنجات بتشكيل لجنة من مفتشي الآثار بالبحيرة لفحص المنطقة بالكامل والتحفظ علي الآثار التي تم استخراجها من المنطقة، ولم يقتصر الإهمال عند هذا الحد بل وصل إلي مدينة رشيد ثاني أكبر مدينة تضم آثاراً إسلامية بعد محافظة القاهرة. رغم ان نظام مبارك قد انفق أكثر من 500 مليون جنيه علي المدينة لتحويلها إلي متحف مفتوح حيث سيطر الإهمال علي المنازل والمساجد الأثرية المنتشرة في المدينة خاصة في شارع «دهليز الملك» الذي يعتبر من أهم الشوارع الأثرية حيث إنه مقر للأمراء وكبار التجار والذي تحول إلي سوق عشوائي لبيع الخضر والفاكهة ويقوم البائعون بتخزين بضائعهم داخل هذه المنازل الأثرية دون وجود رقابة من مسئولي الآثار في المحافظة. فضلا عن تحول العديد من المنازل إلي مقالب للقمامة ومأوي للحيوانات الضالة وبحيرات من مياه الصرف الصحي وهو ما يعرضها للانهيار في أي لحظة رغم انفاق عشرات الملايين من الجنيهات علي عمليات الترميم دون جدوي. ففي مسجد المحلي الأثري والذي يقع داخل منطقة مزدحمة بالسكان وتحول إلي بؤرة من الأسواق العشوائية يحيطه المئات من الباعة الجائلين حيث توقفت أعمال الترميم منذ عامين وأصبح آيلاً للسقوط بعد ارتفاع نسبة المياه الجوفية داخل المسجد وتآكل الأعمدة والجدران وهو نفس ما يعانيه مسجد زغلول الأثري أشهر مساجد رشيد والذي انطلقت منه حركة المقاومة الشعبية لحملة «فريزر». كما استغل العديد من الأهالي حالة الفراغ الأمني عقب أحداث ثورة 25 يناير وقاموا بالاستيلاء علي أجزاء من المنازل الأثزية وتعدوا عليها بضمها إلي منازلهم الخاصة، كما تحولت العديد من القري التي تحتوي علي آثار والتي اقيمت علي تلال أثرية من مراكز المحافظة ولاتزال تشهد العديد من عمليات التنقيب عن الآثار وحفر انفاق داخل هذه المنازل الأثرية. ويتردد بين عدد من الأهالي ان عمليات الحفر والتنقيب مازالت مستمر في ظل غياب تام لمؤسسات الدولة والمعنية بتلك الأمور، وتأكد الوقائع ان بعض الأهالي عثروا علي كنوز أثرية ومنها قرية جعيف بايتاي البارود والتي يعود تاريخها إلي عام 725 قبل الميلاد حيث أطلق عليها الإغريق (نقراطيس) وتردد علي القرية العديد من الغرباء من أجل إقناع الأهالي بالتنقيب عن الآثار داخل منازلهم. وفي قريه الكريون بكفر الدوار يوجد تل أثري يعود للعصور القديمة حيث استولي الأهالي علي مساحات كبيرة منه وقاموا بتحويلها إلي أملاكهم الخاصة بهم، ويتكرر نفس الأمر بقري كوم البركة بكفر الدوار وكوم عزيزة بأبو حمص وكوم تروجي بأبو المطامير والبرنوجي وفيشا بالمحمودية.