تعيش مدينة الإسكندرية على قنبلة موقوته, بسبب أزمة انهيار العقارات ،حيث تنذر بخطر بالغ يخرج علينا من حين لأخر ليودي بحياة مواطنين أبرياء وتشرد أسر بأكملها وسط تراخي من المسئولين الذين توافدوا علي المدينة منذ سنوات. المشكلة ممتدة منذ سنوات طويلة ولم يتغير شيء سوى زيادة في أعداد الضحايا تضاف إلى الاحصائيات القديمة, ومع كل انهيار يخرج مسئول المحافظة ليقول أن هناك إجراءات صارمة لمشكلة البناء المخالف وخطوات سريعة للعقارات الايلة للسقوط. وكشف محافظ الاسكندرية الحالي اللواء طارق مهدي عن وجود نحو 13 الف عقار يحتاج الي دراسة هندسية سريعة للكشف عن مدي قدرته علي الصمود, فيما أشار الي وجود نحو 25 ألف عقار تم بناءه بشكل مخالف منهم 13 عقار تم بناءه عقب الثورة. الاحصائية التي كشف عنها المحافظ ليست بالسهلة خاصة وأنها تضم عشرات الآلاف من الاسر التي ليس لها مأوي سوي هذه المباني, مع فشل محافظة الاسكندرية في توفير بدائل لأصحاب العقارات التي انهارت بالفعل. ويرجع خبير التخطيط العمراني د. هشام سعودى تكرار انهيار العقارات بالثغر الى قدم عدد كبير من مبانى المحافظة وخاصة بالأحياء القديمة وغياب الصيانة الدورية لها مما يؤدى الى انهيارها بالإضافة إلى مساهمة حالة الفوضى التى أعقبت ثورة 25 يناير فى إنشاء العديد من المبانى المخالفة التى لم يراعى فيها المعايير الهندسية للبناء . وطالب بتكاتف جميع الجهات التنفيذية بالمحافظة لإزالة تلك المخالفات فورا حفاظا على أرواح المواطنين . وعن مدى ارتباط نوعية التربة بانهيار عقارات الثغر يقول أستاذ الجيولوجيا بكلية العلوم جامعة الإسكندرية د.ثروت عبد الفتاح أن مبانى المحافظة تقع على ثلاث نوعيات من التربة ففى غرب الاسكندرية تربة جيرية وشرقها تربة طينية وأيضا رملية ولكنها ليست مشكلة فى حدها ذاتها . وأكد أن الأهم هو وجود تقرير فني جيولوجي قبل الشروع في أية إنشاءات حيث يجب أن تتوافق نوع الأساسات بنوعية التربة لضمان سلامة المبني . وتابع عبد الفتاح قائلا :"إن أخطر ما يهدد عقارات الثغر هو الضغط على شبكات الصرف الصحى وتسرب المياه الى التربة يهدد بكارثة قد تهدد مئات العقارات ". وتقدم محافظ الاسكندرية اللواء طارق المهدي بمقترح لرجال الأعمال بتدشين جمعية لبناء عقارات بمدينة الاسكندرية خاصة بمدينة برج العرب وذلك من خلال إسهامهم في حل تلك المشكلة. وما بين مقترحات المسئولين واستمرار مسلسل البناء المخالف بالثغر يقف المواطن البسيط والحيرة تملأ عينيه وبداخله تساؤل مفاده متي تنتهي أزمة انهيار العقارات ووقف زحف البناء المخالف بعروس البحر المتوسط.