وفد قطري يتوجه إلى القاهرة لاستئناف المفاوضات بشأن اتفاق هدنة في غزة    شبورة مائية وأمطار خفيفة.. الأرصاد تكشف أبرز الظواهر الجوية لحالة الطقس اليوم الثلاثاء 7 مايو 2024    ياسمين عبد العزيز تكشف عن سبب طلاقها من أحمد العوضي    3 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا لعائلة "الدربي" غرب مدينة رفح    ضابط شرطة.. ياسمين عبد العزيز تكشف حلم طفولتها وعلاقته بفيلم «أبو شنب»    صدقي صخر: تعرضت لصدمات في حياتي خلتني أروح لدكتور نفسي    ميلكا لوبيسكا دا سيلفا: بعد خسارة الدوري والكأس أصبح لدينا حماس أكبر للتتويج ببطولة إفريقيا    خبير لوائح: أخشي أن يكون لدى محامي فيتوريا أوراق رسمية بعدم أحقيته في الشرط الجزائي    شبانة ينتقد اتحاد الكرة بسبب استمرار الأزمات    سعر الحديد والأسمنت اليوم في مصر الثلاثاء 7-5-2024 بعد الانخفاض الأخير    مصر تستعد لتجميع سيارات هيونداي النترا AD الأسبوع المقبل    وصول بعض المصابين لمستشفى الكويت جراء استهداف الاحتلال حي التنور شرق رفح    وسائل إعلام أمريكية: القبض على جندي أمريكي في روسيا بتهمة السرقة    رامي صبري يحيي واحدة من أقوى حفلاته في العبور بمناسبة شم النسيم (صور)    كاسونجو يتقدم بشكوى ضد الزمالك.. ما حقيقة الأمر؟    العاهل الأردني: الهجوم الإسرائيلي على رفح يهدد بالتسبب في مجزرة جديدة    كريم شحاتة: كثرة النجوم وراء عدم التوفيق في البنك الأهلي    صدقي صخر يكشف مواصفات فتاة أحلامه: نفسي يبقى عندي عيلة    أمين البحوث الإسلامية: أهل الإيمان محصنون ضد أى دعوة    وكيل صحة قنا يجري جولة موسعة للتأكد من توافر الدم وأمصال التسمم    لا تصالح.. أسرة ضحية عصام صاصا: «عاوزين حقنا بالقانون» (فيديو)    عيار 21 الآن بعد الارتفاع الأخير.. أسعار الذهب والسبائك اليوم الثلاثاء 7 مايو بالصاغة    مصرع سائق «تروسكيل» في تصادم مع «تريلا» ب الصف    صندوق إعانات الطوارئ للعمال تعلن أهم ملفاتها في «الجمهورية الجديدة»    عملت عملية عشان أخلف من العوضي| ياسمين عبد العزيز تفجر مفاجأة.. شاهد    صليت استخارة.. ياسمين عبد العزيز تكشف عن نيتها في الرجوع للعوضي |شاهد    التصالح في البناء.. اليوم بدء استلام أوراق المواطنين    النيابة تصرح بدفن 3 جثامين طلاب توفوا غرقا في ترعة بالغربية    مصرع شخص وإصابة 10 آخرين في حادثين منفصلين بإدفو شمال أسوان    اللواء سيد الجابري: مصر مستمرة في تقديم كل أوجه الدعم الممكنة للفلسطينيين    وفد قطري يتوجه للقاهرة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس اليوم    الدوري الإنجليزي، مانشستر يونايتد يحقق أكبر عدد هزائم في موسم واحد لأول مرة في تاريخه    مصر للطيران تعلن تخفيض 50% على تذاكر الرحلات الدولية (تفاصيل)    برلماني يطالب بإطلاق مبادرة لتعزيز وعي المصريين بالذكاء الاصطناعي    عاجل - تبادل إطلاق نار بين حماس وإسرائيل قرب بوابة معبر رفح    القومية للأنفاق تبرز رحلة بالقطار الكهربائي إلى محطة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية (فيديو)    "يا ليلة العيد آنستينا وجددتي الأمل فينا".. موعد عيد الأضحى المبارك 2024 وأجمل عبارات التهنئة بالعيد    العمل العربيَّة: ملتزمون بحق العامل في بيئة عمل آمنة وصحية كحق من حقوق الإنسان    سؤالًا برلمانيًا بشأن عدم إنشاء فرع للنيابة الإدارية بمركز دار السلام    إبراهيم عيسى: لو 30 يونيو اتكرر 30 مرة الشعب هيختار نفس القرار    الأوقاف تعلن افتتاح 21 مسجدا الجمعة القادمة    ب800 جنيه بعد الزيادة.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي الجديدة وكيفية تجديدها من البيت    عملية جراحية في الوجه ل أسامة جلال    فيديوهات متركبة.. ياسمين عبد العزيز تكشف: مشوفتش العوضي في سحور وارحمونا.. فيديو    فرح حبايبك وأصحابك: أروع رسائل التهنئة بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك 2024    استبعادات بالجملة وحكم اللقاء.. كل ما تريد معرفته عن مباراة الأهلي والاتحاد السكندري    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل كل قضاء قضيته لنا خيرًا    يوسف الحسيني: إبراهيم العرجاني له دور وطني لا ينسى    في 7 خطوات.. حدد عدد المتصلين بالراوتر We وفودافون    رغم إنشاء مدينة السيسي والاحتفالات باتحاد القبائل… تجديد حبس أهالي سيناء المطالبين بحق العودة    هل يحصل الصغار على ثواب العبادة قبل البلوغ؟ دار الإفتاء ترد    بالأسماء، إصابة 16 شخصا في حادث الطريق الصحراوي الغربي بقنا    بعد الفسيخ والرنجة.. 7 مشروبات لتنظيف جسمك من السموم    للحفاظ عليها، نصائح هامة قبل تخزين الملابس الشتوية    كيفية صنع الأرز باللبن.. طريقة سهلة    أستاذ قانون جنائي: ما حدث مع الدكتور حسام موافي مشين    في 6 خطوات.. اعرف كيفية قضاء الصلوات الفائتة    عقوبة التدخل في حياة الآخرين وعدم احترام خصوصيتهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خبراء البناء والتربة يحذرون من استمرار مسلسل انهيار المباني بالإسكندرية
سباق محموم في مخالفات البناء و57 ألف شقة تنتظر الإزالة

إهمال الصيانة وتهالك شبكات الصرف والمياه يضرب الأساسات
الأحياء القديمة مبنية فوق سراديب المدينة الأثرية ومخالفات صارخة بالعشوائيات
الحل في تطبيق قانون البناء الموحد والتوسع الأفقي للمجتمعات الجديدة
انهيار مصنع الموت بالإسكندرية لم يكن الحادث الأول من نوعه في مسلسل سقوط مباني الثغر..والواقع المخيف يقول إنه لن يكون الأخير!!..في ظل وجود مئات المباني المخالفة والآيلة للسقوط والصادرة لها قرارات إزالة وترميم لا تجد وسيلة للتنفيذ..بالإضافة إلي تواصل السباق المحموم بين مقاولي الكسب السريع في تعلية الأدوار المخالفة ضاربين عرض الحائط بقوانين واشتراطات البناء بلا مبالاة بالانهيارات المتعاقبة..خبراء الاسكان يرون أن قانون البناء الموحد مع التطبيق الصارم له قد يمثل طوق نجاة لانقاذ قاطني الأبراج الشاهقة..والجيولوجيون ينصحون بدراسة علمية مسبقة لنوعية التربة بمدينة الاسكندر الأكبر المبنية فوق سراديب يونانية رومانية..واستشاريو البناء يرجعون الخلل إلي تسرب متراكم للمياه والصرف الصحي تحت المباني القديمة..أما التنفيذيون فهم في سباق مع الزمن لملاحقة تنفيذ آلاف القرارت بالإزالة من جهة ..ومواجهة ضعاف النفوس في إدارات الأحياء المتهمين بغض الطرف عن المخالفات حتي تصبح أمراً واقعاً.. "الأخبار" تفتح ملف انهيار العقارات بالعاصمة الثانية وترصد آراء خبراء الثغر في أسباب تصدع المباني التي باتت تحصد عشرات الأرواح تحت أنقاضها دون سابق إنذار.
عند البحث في أسباب أي مشكلة يتم الرجوع الي الإحصائيات الموثقة التي تبين مدي خطورتها لتكون خير دليل للقائمين علي معالجتها إلا أن أول شق صادم رصدته "الأخبار" في هذه القضية هو غياب الإحصائيات المحدثة والموثقة عن العقارات المخالفة بالاسكندرية.. وهو الامر الذي يصعب معه عملية إتخاذ القرارات الدقيقة والشاملة لمحاسبة المخالفين والمقصرين وخاصة في داخل الاحياء بعد أن أصبح معتادا ًأن تختفي الاوراق الرسمية المحفوظة بداخلها و لا تعود مرة أخري للنور.
وتبقي تقارير المتابعة الميدانية للجان الأحياء هي المرجع الوحيد الذي يؤكد أن جدول المخالفات وقوائمها يرتفع نتيجة جشع صغار المقاولين في البناء في غفلة من الأجهزة الرقابية.. والاحصاءات كبيرة ومزعجة ولعل أوسطها وأكثرها اعتدالاً تظهر أن قوائم انتظار الإزالة بأحياء الثغر تضم 57 ألف شقة.. لم تتسبب فيها شركات المقاولات الكبري المسجلة ولكنهم صغار المقاولين من الباطن بتحايلهم علي القانون بطرق شيطانية..والبطل الحقيقي لتلك المخالفات هو مايدعو ب "الكحول"..حيث يقوم المقاول باحضار شخص ليس له هوية أو إقامة بالمكان وعادة ما يكون من أصحاب السوابق الإجرامية..ثم يقوم بتسجيل الأرض باسمه بعد الحصول علي توقيعه علي شيكات بنكية أو ايصالات أمانة ضماناً لحقوق المقاول..ثم تبدأ عملية البناء في غفلة وتسارع وتهرب بارع من رقابة الأحياء وأحياناً بمساعدة وغض طرف من بعض ضعاف النفوس بتسعيرة لكل دور مخالف.. ويتم بناء الدور خلال 24 ساعة..وترتفع الصبات الخرسانية بسرعة البرق لتنتهي هياكل العمارة في أسبوعين ضاربين عرض الحائط بكل القواعد القانونية والشروط الهندسية..
وكانت آخر تحركات المحافظة في هذا الشأن هي مطالبة اللواء عادل لبيب محافظ الاسكندرية مؤخرا لرؤساء الاحياء بحصر جميع العقارات المخالفة بهدف اقامة اول وحدة بيانات محدثة الكترونياً ومتكاملة التفاصيل عن العقارات المخالفة والآيلة للسقوط .. وعلي الرغم من أن المهلة الممنوحة لتقديم البيانات قاربت علي الانتهاء فإن معظم الاحياء لم تنته منها بعد .. ومن أشهر العقارات المخالفة التي أثارت جدلا في الفترة الماضية عقاري رأس التين الذي تم اخلاؤه بالقوة الجبرية بعد جدل ورفض من قاطنيه.. وعمارة النبي دانيال التي تسببت في مشكلة خطيرة في الشارع الحيوي بعد ميلها بشكل خطير وإصابة السكان بحالة من الفزع وقرر المحافظ إخلاءها الفوري وإغلاق مسجد النبي دانيال الذي يعتبر من أهم المساجد الأثرية في المحافظة.. وكان صاحب العمارة قد قام ببناء 12 طابقا بالمخالفة لقانون وتراخيص البناء رغم إنها في قلب المدينة وعندما مالت تم إخراج سكانها بالقوة خوفا علي حياتهم كما تم غلق شارع النبي دانيال لمدة تزيد علي 4 أشهر حتي لا تنهار العمارة فجأة علي رؤوس المارة..
المحليات والصيانة
ويأتي فساد المحليات في مقدمة الاسباب في إنهيار العقارات فمن خلال الرشوة تم تسهيل بناء آلاف المباني بعدة أحياء بالاسكندرية بطريقة مخالفة للشروط السليمة للبناء رغم الإجراءات الصارمة التي يتخذها اللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية مما أدي الي ميل هذه العقارات وتصدعها لاحقاً ومعظمها مبني في وقت ليس ببعيد.. وتشير أصابع الاتهام إلي الرشوة والجهل باعتبارهما السببين الرئيسيين وتكون الصفقة في هذه الحالة بين طرفي المعادلة المفزعة وهما " الربح السريع مقابل أرواح السكان وسلامتهم".. وجهل المواطنين وتهاونهم في قبول السكن بعقارت مخالفة فهي المتاحة في ظل أعباء المعيشة.. بينما يرجع اللواء عادل مهران رئيس حي وسط بخبرته كتنفيذي أهم اسباب ميل وانهيار العقارات بجانب المخالفات إلي الاهمال في صيانة العقارات لسنوات عديده من نواحي مختلفة أهمها شبكات الصرف الصحي والمياه لتصل به الحالة في النهاية الي الحاجة للترميم أو الازالة إذا لزم الامر .. ويطالب مهران بتشديد العقوبة علي الملاك المخالفين لأقصي حد لاستهتارهم بحياه السكان وترويعهم للامن..لافتاً إلي قيام حملة من الحي كل اسبوع لتنفيذ قرار إزالة عقارين او ثلاثة مخالفة ..
تسرب المياه
ويشير الدكتور حمدي سيف رئيس المركز الهندسي بكلية الهندسة جامعة الاسكندرية إلي السبب الرئيسي في حوادث العقارات وهو تسرب المياه للتربة فعند حدوث تسرب او انفجار في مواسير المياه او الصرف الصحي المدفونة تحت الارض فإن المباني تتآثر بتآكل التربة بشكل ملحوظ وتنهار فجأة بعد انذارات خفية لايدكها إلا الخبراء.. ففي المناطق الساحلية وعلي خط الكورنيش تكون التربة رملية متكلسة " مكفهة " أي مثل الإسفنج الجاف مليئة بفراغات الهواء وعند تشربها الماء تصبح رخوة وتنهار التربة بمقدار الفراغات الموجوده بها مما يؤدي إلي هبوط الارض بشكل رأسي وحدوث ميل او إنهيار بالمبني.. و قد تكون التربة طينية أي ضعيفة مثل الأحياء الجنوبية والقبليةة مثل السيوف والعوايد .. ويوضح د.سيف ان المشكلة الاكبر هي وصلات مواسير المرافق والتي لا تتضح تأثيراتها البطيئة الا بعد تفاقمها اي بعد حدوث الكارثة و تهالك المواسير وبالتالي تسرب المياه..
مواسير معلقة
ويشير د.سيف إلي العلاج من خلال تكنيك "المواسير المعلقة" أي تعليق مواسير المرافق من صرف صحي ومياه علي جوانب المباني بدلاً من دفنها تحتها وهو التكنيك المنفذ حالياً بمباني الجامعة وبعض المنشآت الحديثة ويفيد القائمون علي الانشاءات لانه ارخص سعراً من دفن المواسير تحت الارض واسهل في التنفيذ كما إنه يفيد في فصل مياه المرافق المتسربة عن التربة.. بالاضافة إلي سرعة الكشف عن اي مشكلة واصلاحها و بدون الحاجة الي تكسير وإضاعة الوقت والتكلفة المرتفعة كما يؤكد د.سيف أهمية اللجوء لاستشاري تربة متخصص لمعرفة الاساسات المضبوطة والمناسبة لنوعية التربة قبل الشروع في البناء ..
عقارات السبيعنيات
ومن جانبه يؤكد د.فتحي عبد ربه أستاذ التربة والأساسات بكلية الهندسة بجامعة الاسكندرية أهمية موافقة نوع الاساسات مع نوعية التربة لضمان سلامة المبني واوضح ان معظم العقارات المائلة حالياً بالاسكندرية قد بنيت خلال فتره السبعنيات و لم تلتزم في غالبيتها بإستشارات التربة ولذلك لم تضع أساساتها بشكل صحيح ومناسب للتربة .. وينصح د.عبد ربه السكان بالتحلي بالايجابية والسؤال عن الرسومات الهندسية الخاصة بالمبني وتقارير التربة وضبط كود الجودة الهندسي وذلك للتآكد من سلامة المبني وبالتالي سلامة سكانه.. ويضيف أنه لا يوجد مايسمي بتربة صعبة حيث يمكن البناء علي أي نوع ولكن بأساسات مناسبة لها وإذا قام المهندس بعمل اساسات طبقاً لكود وزارة الاسكان وإشتراطاتها والمواصفات الخاصة بالتربة فلن تحدث مشكلة.. وهوالامر الذي يؤكده الدكتور ثروت عبد الفتاح رئيس قسم الجيولوجيا بعلوم الإسكندرية حيث يؤكد علي أهمية وجود تقرير فني جيولوجي قبل الشروع في أية إنشاءات.. ويضيف انه من الاسباب الاخري للإنهيارات الحركة الارضية المصاحبة للنشاط الزلزالي والتآثير فيها يكون مدمراً وفي وقت سريع مثل زلزال 92 ..وهو امر يصعب حدوثه في الاسكندرية.. لكنه يشير إلي جانب غاية في الأهمية متعلق بالسراديب الاثرية في الاسكندرية حيث إن سطح الارض في أحياء المدينة القديمة مبني فوق سقف المدينة الأثرية وهو ما يتطلب معالجة هندسية خاصة عند إعادة بناء المباني المتهدمة أو حدوث انهيارات متكررة في التربة..
خريطة جيولوجية !!
ويقسم رئيس قسم الجيولوجيا مناطق الاسكندرية تبعاً لنوعية التربة وتآثير المياه عليها فيقول: ان غرب الاسكندرية تربة جيرية وشرقها تربة طينية فبعض مناطق العجمي تواجه تهديداً بذوبان التربة الجيرية وكتل الحجر الجيري ومن ثم الهبوط و الانهيار للمباني .. اما التربة الطينية فأصعب الانواع بأحياء السيوف والعوايد شرق الإسكندرية فأحياناً يحدث لها إنتفاخ وزياده في الحجم وبالتالي زياده الضغوط الواقعة علي المنشآه من أسفل وبعد الجفاف.. والتربة تختلف في مناطق سموحة عن منطقة شارع فؤاد وكوم الدكة وشوارع وسط المدينة.
حملات إزالة
وقد شهدت الإسكندرية خلال الأيام القليلة الماضية عدة حملات لإزالة المخالفات الصارخة لمافيا البناء بدون ترخيص لعل أهمها تطبيق قرار الإزالة لبرجين بارتفاع 18 طابقاً في عزبة الفلكي بالمنتزة تم بناؤهما بدون ترخيص..وهو الموقع الذي شهد عدة انسدادات لشبكة الصرف الصحي ومشاكل بالجملة في المرافق التي لاتتحمل الكثافة الزائدة عن القدرة الاستيعابية للبنية الأساسية.. حيث أكد اللواء صفاء الدين مصطفي كامل نائب محافظ الإسكندرية أن مكانا واحد بحي المنتزة وهو المسمي بعزبة زقزوق بها 18 عقاراً مخالفاً.. وقد بنيت هذه العقارات بالمخالفة لقوانين البناء والاشتراطات الهندسية السليمة مما يجعلها قنابل موقوتة تمثل خطراً داهماً علي ساكنيها في حالة عدم إزالتها..بالإضافة إلي تأثيرها السلبي علي المرافق والصرف الصحي والكهرباء في المنطقة..وأضاف أن عزبة زقزوق أو الفلكي أو غيرهما من العشوائيات غير مخططة والأراضي فيها تتبع الإصلاح الزراعي وتمت سرقتها ووضع اليد عليها.. وقام أصحاب العقارات باستغلال الشبكة العامة للصرف الصحي وتوصيل صرف العمارات المخالفة عليها بالإضافة إلي سرقة التيار الكهربائي..
الحي القديم
أما اللواء محمد الجندي رئيس حي غرب الذي يضم عدداً كبيراً من العقارات القديمة الآيلة للسقوط فقد أكد أن الحي بتوجيهات من اللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية قام بإزالة تعديات علي مساحة 3 آلاف متر في منطقة نجع العرب بالورديان بعد ان قام بعض محترفي التعديات بالاستيلاء علي الارض وقاموا ببناء 4 منازل ومجموعة عشش وأسوار لتقسيم الارض الي مساحات صغيرة للإيحاء بملكيتهم لها وبدأوا يروجون لبيعها..واشار إلي ان الحملة قامت أيضا بإزالة تعديات أخري بشارع المكس منها قطعة ارض كبيرة تصل مساحتها إلي 6 الاف متر قام احد المعتدين ببناء مبني اداري وجراج علي اجزاء منها بعد ان استولي عليها.. وأضاف ان التعليمات واضحة من اللواء عادل لبيب بالتصدي بكل حسم لأية محاولة للتعدي علي املاك الدولة وتنفيذ الازالة الفورية لحالات التعدي فور ظهورها من البداية .. مشيراً إلي ان الحملة سوف تستمر حتي الانتهاء من جميع التعديات في الحي.. ونوه إلي ان الاراضي التي تم إزالة التعديات عليها سوف تسلم فورا إلي شركات حراسة خاصة لتأمينها وحمايتها من المعتدين..من ناحية اخري بدأ الحي في ازالة 17 عقارا ذات خطورة داهمة وآيلة للسقوط في منطقة كرموز بعد انتهاء اخلائها من السكان ونقلهم إلي وحدات سكنية بديلة بإسكان المحافظة بالكيلو 26 وأوضح اللواء الجندي أن العقارات التي يتم ازالتها تقع في شوارع عثمان باشا نجيب والزمزمي وايوب وتم بالفعل ازالة 10 عقارات من ال17 بعد تسليم 34 وحدة سكنية لسكانها ويجري الآن ازالة باقي العقارات تباعا.. واضاف ان انهيار عقار كرموز الذي راح ضحيته ثلاث سيدات مؤخراً كان قد تسبب في تصدعات وتشققات بالعقارات المجاورة له حيث اثبتت اللجان التي شكلتها المحافظة خطورة بقاء السكان بداخلها وأنها مهددة بالانهيار بين لحظة واخري..واوضح رئيس حي غرب انه لن يتم السماح بالبناء مرة اخري علي هذه الاراضي مؤقتا لحين بيان تحديد ملكيتها سواء كانت تابعة لجهات حكومية او أفراد بالاضافة إلي قيام صاحبها بسداد كامل نفقات الازالة أولاً.. مؤكدا أن تنفيذ جميع أعمال الازالة تتم بالمعدات اليدوية حيث تم منع المقاولين من استخدام أي كراكات او لوادر حرصا علي سلامة العقارات المجاورة..
قرارات صارمة للمحافظ
اللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية أكد الاستمرار في اتخاذ كافة الاجراءات الرادعة للحد من جشع مقاولي البناء المخالفين بالمدينة..ومواصلة حملات الأحياء لتنفيذ قرارات الإزالة التي تم اصدارها حماية لأرواح المواطنين.. والحد من تأثير تلك المخالفات علي البنية الأساسية ومرافقها التي تتعرض لضغوط شديدة متزايدة فلا تتحمل القدرة الخدمية المطلوبة لتلك الكثافات التي حدثت في المباني العشوائية خاصة علي أطراف المدينة وريفها المترامي الممتد مثل خيوط العنكبوت..وأصدر المحافظ قرارات صارمة بالإزالة الفورية لأي عقار جديد مخالف لقانون البناء مع تحميل صاحبه تكاليف الإزالة ..مطالباً المواطنين المقبلين علي شراء وحدات سكنية جديدة بالتأكد من وجود ترخيص بناء بعدد محدد من الأدوار مسموح به..مع التشديد علي رؤساء الأحياء بعدم إصدار تراخيص بناء جديدة إلا بعد التأكد من سند ملكية الأراضي ومطابقته لشروط قانون البناء وملاءمته لطبيعة المرافق مثل شبكات المياه والصرف والكهرباء ومساحات الشوارع وحركة المرور بها بما لايضر بالمواطنين أو يعرضهم للخطر..
المشاكل المتفاقمة للبناء بدون ترخيص أو التعلية المخالفة للمباني تؤكد أن المشكلة الأساسية في الإسكندرية تكمن في التوسع الرأسي المخيف والضاغط علي البنية الأساسية للمدينة والمتسبب في مسلسل انهيار المباني ..بالإضافة إلي أن غالبية حالات المخالفات تتم في العشوائيات والأحياء القديمة.. ومن هنا فإن الرؤية المتكاملة التي تتبناها محافظة الإسكندرية باعتماد التوسع الأفقي من خلال مشروعات عمرانية جديدة مخططة ومناسبة لكافة المستويات الاجتماعية لابد من التعجيل في تنفيذها ..مع أهمية ضمان عدم نشوء عشوائيات مخالفة جديدة خلال المراحل التنفيذية لتطوير المناطق الحالية.. وهذا ما شددت عليه مواد قانون البناء الموحد الجديد الذي يتعامل بحسم في تلك المخالفات ويحظر إقامة أي مبان جديدة خارج الأحوزة العمرانية المعتمدة للقري والمدن .. دون أن يستثني القري كما كان في القانون السابق..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.