انطلق صوت المؤذن ليشق الهدوء والسكون الذي خيم علي الشوارع بمنطقة أوسيم معلنا عن انتهاء صيام يوم السبت الموافق الحادي عشر من رمضان بينما تجوب الأم الأحياء مصطحبة معها بعض الجيران وبدموع لم تتوقف بحثا عن ابنها الصغير 8 سنوات والذي اختفي من أمام المنزل أثناء لهوه. حيث أقسمت بعدم الإفطار إلا بعد العثور علي ابنها.. وما أن بدأ يحل الظلام لتطلق صرخة مدوية بعد أن شاهدته وهو يلوح لها بكفه الصغير ومصاب بحالة إعياء شديدة. احتضنته لتلمح شحوبا ورعبا وقشعريرة سيطرت علي جسده هدأت من روعه بينما دموعها التي تنذرف تغرق وجهه الملائكي وسط ذهول الأهالي الذين انتابهم الفضول لمعرفة ماحدث له وأين كان. ليخبرها أنه أثناء سيره لشراء بعض أكياس العرقسوس والتمر استعدادا للإفطار فوجيء بأحد الأشخاص يكتم أنفاسه ويحمله داخل توك توك بينما قام آخر بتهديده بعدم الصراخ وإلا قتله. وتوجها به إلي إحدي المناطق الزراعية وقاما بهتك عرضه والاعتداء عليه وتركاه مضرجا في دمائه دون رحمة أو شفقة ونسيا أنهما في شهر رمضان الكريم.. حيث صمت أذنيهما وتحجر قلبيهما بالرغم من انطلاق ميكروفانات المساجد معلنة عن آذان المغرب. تم تحرير محضر بالواقعة وأحيل إلي بهاء محفوظ رئيس النيابة الذي أشرف علي التحقيقات. التي باشرها حازم شيحة وكيل أول النيابة حيث تبين أن المتهمين سائقين ميكروباص وقد تعرف عليهما الطفل. قرر وكيل النائب العام سرعة ضبط واحضار المتهمين وعرض الطفل علي الطب الشرعي الذي أكد اصابته بتهتك ونزيف داخلي.