صدرت مؤخرا رواية "سرور" عن دار نشر الكتب خان، للكاتب والمترجم طلال فيصل، والتي تعتبر أول رواية سيرة ذاتية، عن الشاعر والمسرحي الراحل، والمثير للجدل، نجيب سرور، والتي تقع في 400 صفحة. الرواية التي تتخذ من الشهور الستّة، التي قضاها نجيب سرور في مصحة العباسية للأمراض النفسية، عام 1969 محورا لأحداثها، تعرض لحياة الشاعر الراحل "مواليد 1932"من طفولته في قرية أخطاب وحتي وفاته عام 1978 في أحد مستشفيات القاهرة، مرورا بالمراحل الصاخبة اللاهثة في حياته القصيرة؛ علاقته بوالده وأخيه، انتقاله للدراسة في القاهرة وبداية تعرفه علي الوسط الفنّي والأدبي، سفره إلي الاتحاد السوفيتي وزواجه هناك، ثم اضطرابه واصطدامه بالسلطة هناك وترحيله إلي المجر ومنها إلي مصر، عقب الاستغاثة التي كتبها الناقد الشهير رجاء النقاّش مناشدا السلطات المصرية العفو عنه، والسماح له بالرجوع لأرض الوطن، وذلك عام 1964. وأوضح طلال أنه بدأ بالتفكير في الرواية حينما كان يعمل على ترجمة رواية تحمل اسم "جنون المتاهة" لكاتب إنجليزي شاب يُدعى آدم فولدز والتي تدور حول شاعرين إنجليزين شهيرين تصادف وجودهما في مصحة نفسية في وقت واحد "عام 1837"، وأضاف أنه أتيحت لي منحة من المركز الثقافي البريطاني الذهاب إلى لندن لدراسة هذه التجربة، وحضور ورشة كتابة عن رواية السير الذاتية، ودراسة نماذج للكتّاب الذين ذهبوا لمصحة الأمراض العقلية" الدرس الأول والأوضح هو أنك لا تستطيع أن تقول بالضبط ما الذي حدث، لدينا في الكتاب رواية نجيب سرور نفسه. وتكشف الرواية ما كان يدور في باله من شكوك وهواجس وما تعرض له آلام جسدية ونفسية، ولدينا كذلك رواية الأطباء النفسيين الذين أشرفوا على علاجه، والتي تختلف فيما بينها اختلافا كبيرا. هذه الحيرة وهذا الغموض هو نقطة الانطلاق في كتابة الرواية، وهو المنبع الذي تتدفق منه الدراما بالأساس." وقال فيصل أنه قام بتقديم نجيب سرور الذي يخصه، كما قمتُ بمجهود بحثي ضخم والتقيت تقريبا بكل من كان له علاقة بنجيب سرور، زوجته وتلاميذه وأصدقائه، وقضيت وقتا طويلا مع أطبائه النفسيين الحقيقيين، د. شوقي العقباوي "والذي توفي رحمه الله بمجرد إنهاء التسجيل معه" ود. كمال الفوال أستاذ الطب النفسي بمستشفى المعمورة بالإسكندرية، وكذلك استشاري الطب النفسي محمد رمضان الذي أشرف على علاج نجيب سرور، قرأت ما كتب عنه وعن الفترة التي عاشها، بالإضافة طبعا لقراءة كتبه نفسها، لكني في النهاية - وينبغي أن يكون هذا واضحا - أكتب رواية، رواية تنتمي لخيال كاتبها بقدر ما تنتمي لواقع أصحابها".