صدر عن الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان, كتاب"رومانيا" ثورة أم انقلاب ؟ , للكاتب تامر مواني. قدم للكتاب الروائي علاء الأسواني بقوله : كل من يريد ان يفهم ماحدث في مصر بعد ثورة يناير لابد أن يقرأ تاريخ الثورة الرومانية التي اندلعت عام 1989 م فالتشابه في مسار الثورتين كبير و هو في بعض لحظات تشابه يصل إلى حد التطابق في الانفلات الامني المقصود و الأزمات المصطنعة في المواد الغذائية و الاعتدائات الوحشية عن المدنين من الطرف الثالث و المجهول و محاولة السلطة إعادة إنتاج النظام لقديم في شكل جديد. ويضيف:" كل هذه الممارسات التي توالت في مصر من أجل إجهاض الثورة المصرية، تكاد تكون المنقولة بالنص من التجربة الرومانية على أن النتائج اختلفت في مصر عن رومانيا بينما نجح النظام القديم في رومانيا في الاستيلاء علي السلطة و اجهاض الثورة فأن الثورة المصرية، نجحت حتى الآن فى إفشال مخطط اجهاضها و لا زالت قوية و سوف تستمر حتى تحقق أهدافها الثلاثة :تغيير..حرية..عدالة اجتماعية". في البداية يوضح المؤلف موقع رومانيا الجغرافى،فيذكر: المؤلف :تقع رومانيا فى الطرف الجنوبى الشرق الاوربا على مفرق طرق بين الشرق والغرب والجنوب والشمال هذا الموقع المتميز كان سببا عبر التاريخ الطويل لرومانيا في كونها معبرا للغزاة مزقوا أوصالها بينهم حتى لا يسمحوا بظهور دولة قومية مستقلة لها. ويشير المؤلف إلى أن الصفقة (المعروفة باسم اتفاقية يالطا)،التى عقدها جوزايف ستالين مع ونستون تشرشل، في موسكو أثناء الحرب جعلت رومانيا من نصيب الاتحاد السوفيتي و حصل تشرشل فى المقابل على اليونان. ويعتبر جور جيوديج أول زعماء رومانيا الشيوعيين كان ستالينيا مخلصا،إلا انه كان يرغب بشدة فى بناء اقتصاد مستقل لبلاده وفى عام1965 أتى دور نيتولاى شاوشيسكو ،بعد وفاة جور جيودج ،في مارس من هذا العام. تسلم شاوشيسكو النظام فاستكمل النظام الذي بناه ديج حول زعامته الشخصية بمهارة فاقت أستاذه و وصل في النهاية إلى أن يخلق شكلا خاصا من النظم الستالينية إحتاج دارسوه إلى أن يخترعوا له مصطلحا خاصا هو النظام السلطانى . . و يصل بنا المؤلف إلى شرارة الثورة , فيقول : في البداية عام 1989 و توالت الأحداث بوتيرة متسارعة و في 25 ديسمبر شكلت محاكمة عسكرية أصدرت حكمها بإعدام شاوشيسكو وزوجته . السرعة في الإطاحة بشاوشيسكو جعلت التساؤل مشروعا :هل ما حدث في رومانيا ثورة شعبية حقا أم انقلاب من داخل نظامه نفسه ولكن اقرب الاجابات الى المنطق هو القول بأن ما حدث فعليا كان خليط من الثورة والانقلاب .