الجميع يتحركون .. يهتفون .. يصرخون بخروج شفيق من سباق الرئاسة وتطبيق قانون العزل السياسي عليه كأحد أعمده النظام البائد الذين يجب محاكمتهم .. فالثوار يروا أن البلاد تسير في طريق الثورة الرومانية ؛ وأن العدد الرسمي للثوار سيتضح معالمه وتعداده بعد تنصيب شفيق لسده الرئاسة ؛ فوسائل الطمئنه انعدمت بعد خروج الفريق شفيق وخصوصا بعد أن نشرت صحيفة "نيويورك تايمز الأمريكة" تعهدات الفريق أحمد شفيق باستعادة نظام حسني مبارك في غضون أشهر، متوعدا باستخدام القوة الوحشية والإعدامات لاستعادة من أجل تحقيق هذا الهدف .
وما آثار الثوار والإسلاميين استطراد الصحيفة أن شفيق سخر من البرلمان الذي يقوده الإسلاميين واتهمهم بإيواء ميليشيات خفية سيقومون باستخدامها في حروب أهلية قادمة؛ غير انه تعهد باستخدام الوحشية وعمليات «الإعدام» لاستعادة النظام في غضون شهر من توليه منصب الرئيس.
معتبرا أن الشعب المصري شعب "مطيع" ؛ وفيما يخص الرئيس السابق حسني مبارك ، قال شفيق بأن حسني مبارك قدوة له ، لكنه أبقى مشاعره الشخصية بعيد عن أي قرارات رسمية في الوقت الحاضر .
وراح شفيق يسرد لصحيفة انه يؤيد استمرار مصر كما كانت منذ 30 عاما ولا مانع لديه من استخدام "قانون الطوارئ" والسماح باحتجاز أشخاص بعيدا عن نطاق القضاء في حالات الطوارئ وانه طبقا لبرنامجه الانتخابي فان مثل هذه التدابير يمكنه استخدامها ولكن هذا لا يمنع أنها لا تزال تحت المراجعة البرلمانية.
هذه التصريحات أشعلت النار في صفوف الثوار والإسلاميين وحرضت للخروج في الميادين والشوارع لشعورهم إنهم قادمون إلى أبواب السجون والمقابر هنا كان صراع حياه خصوصا وإنهم يروا البلاد وهي تسير في الطرقات المؤدية إلى رومانيا صاحبة ثوره اللا ثوره ولمن لا يعرفها في عام،1989 ؛ ثار الشعب الروماني ضد الطاغية« شاوشيسكو » ،وامتنع الجيش عن مساندة الطاغية ؛ فتمت محاكمته وأعدمه مع زوجته إيلينا ثم تولى السلطة في الفترة ا انتقالية أحد مساعدي« شاوشيسكو» واسمه «إيون إيليسكو». امتدح إيليسكو الثورة واحتفى بها في البداية ؛ ثم حدث انفلات أمنى رهيب في رومانيا تبين فيما بعد أنه من تخطيط (ايليسكو) .
بدأت مجموعات من ا أشخاص المجهولين يهاجمون بيوت الناس والمنشآت الحيوية، وراح جنود الجيش يتصدون لهم حتى أصبحت رومانيا ميدان حرب مما تسبب في إحساس المواطنين بالهلع وانعدام ا من.و.مع ا نف ت ا منى المتعمد ارتفعت ا سعار وأصبحت الحياة صعبة للغاية.
في الوقت نفسه،لعب ا ع م الخاضع للنظام دورا مزدوجا، فهو من ناحية ساهم في نشر الذعر عن طريق الشائعات الكاذبة المتوالية،وفى الوقت نفسه،راح ا ع م يمعن في تشويه صورة الثوريين،وتوالت اتهامات لمن قاموا بالثورة بأنهم خونة وعملاء ، يقبضون أموال من الخارج من أجل إسقاط الدولة وتخريب الوطن.
ومع الهلع والأزمات الطاحنة،تأثر المواطنون بحملات التشويه الإعلامي وبدءوا يصدقون فع أن الثوار عملا ء..وعندما أحس الثوار بأن(إيليسكو) يسعى إلى إجهاض الثورة نظموا مظاهرة كبيرة رفعت شعار: تسرقوا الثورة.. فما كان من« إيليسكو » أن وجه نداء في التليفزيون إلى المواطنين الشرفاء وطالبهم بالتصدي للخونة وقام «إيليسكو»سرا باستدعاء آ ف العمال من المناجم وأشرف على تسليحهم، فاعتدوا على الثوريين وقتلوا أعدادا كبيرة منهم..كانت هذه نقطة النهاية لثورة رومانيا..
فقد استتب ا مر بعد ذلك ل«إيون إيليسكو» ورشح نفسه للرئاسة وفاز بالمنصب لدورتين متتاليتين في انتخابات مزورة..
وهكذا، بعد أن كانت الثورة الرومانية مفخرة تحولت إلى مادة للتندر والسخرية ؛ يا سادة مصر اكبر وأعظم من رومانيا نحن سنتصر لهذا الكون حضاريا وأمنا ، ومن كتب لها الثورة وحماها وسيحفظها رب الكون فلا تتحدوا إرادة العدل وناصر الظلم وعاشت مصر فوق الجميع . [email protected]