اليوم يمر 25 عاماً علي وفاة الكاتب الصحفي الأستاذ جلال الدين الحمامصي مهندس الصحافة المصرية وأحد الكتاب النابغين في مهنة صاحبة الجلالة والذي ندين له وزملائي خريجي كلية الإعلام في سنوات تأسيسها الأربع الاولي بكل الفضل في دراسة الصحافة اكاديمياً وتطبيقيا في صوت الجامعة ايام الدراسة وفي الصحف المصرية ونحن مازلنا طلاب علم بكلية الإعلام. والحمامصي لم يكن يدرس فقط الصحافة المثالية وقواعد العمل الصحفي بل ايضاً غرس فينا القيم الحقيقية للصحافة وهي الأمانة والمصداقية وعدم الخوض في اعراض المسئولين والمواطنين الشخصية وبذل الجهد للحصول علي الخبر مستكملاً كل اركانه والبحث عن المعلومة وكيف يكون الصحفي سيدا وهو يتعامل مع المصدر وكيف يدافع الصحفي عن مصادر معلوماته وكل ما يخص مهنة الصحافة كما تعلمنا منه احترام القلم والكلمة والا يخفي الصحفي عن القراءة كل ما يعرفه طالما في مصلحة القاريء وأن يكون القاريء هو المستهدف دائماً.. وان يجاهر الكاتب بالنقد ضد المسئول أيا كان موقعه ولا يخشي في الحق لومة لائم وأن يكون الصحفي حراً لا يسمح لاحد ان يكبله بقيود الرقابة والتوجيه وكيف يصبح الصحفي مسئولاً عن إدارة التحرير في جريدته. أن الحمامصي كان نبراساً هادياً لنا جميعاً ولم يختلف عليه أحد من جيله عندما ترشح نقيباً للصحفيين لم يجد أحد أي مجال للطعن فيه وتمسك تلاميذه بدعمه ضد رغبة النظام بسبب تصديه للعديد من القضايا القومية والفساد وحرمه النظام من الفوز بالمنصب. ورغم مرور كل هذه السنوات فقد ظل معنا بما غرسه فينا من قيم وتقاليد أصيلة تفتقدها الصحافة المصرية الآن.. فالميثاق الصحفي التزام يؤمن به من يسعي للشفافية والمصداقية في كتاباته وأرائه دون تزييف او مجاملة او خداع ففي النهاية يكتشف القاريء السييء من الثمن.. ولا نملك الا الدعاء له بالرحمة وان يدخله الله فسيح جناته.. وسوف يظل باقيا بفكره وقيمه في تلاميذه.