أصبحت منطقة البازارات بمعبدي رمسيس الثاني ونفرتاري منطقة مهجورة بعد أن هجرها حوالي ثلاث آلاف سائح كانوا يترددون عليها يوميا لزيارة المنطقة الأثرية نتيجة الأحداث والاعتصامات والمظاهرات التي تمر بها البلاد. وأغلق بعض أصحاب البازارات أقواتهم في احتقان شديد من مجريات الأحداث وظل البعض الأخر في حزن شديد بين اليأس والرجاء مما انعكس على الشكل العام للمدينة السياحية التي باتت تكون أشبه بجزيرة أشباح من خلال الركود الذي يخيم على أهالي المدينة السياحية. يقول حسين محمود صاحب إحدى البازارات السياحية بمنطقة معبدي أبوسمبل إن معبدي رمسيس الثاني ونفرتاري بأبوسمبل يمثلان لؤلؤة الحضارة المصرية في الجنوب فهي قبلة السائحين من مختلف جنسيات العالم حيث كانت تستقبل نحو ثلاث ألاف سائح يوميا, وجاءت ثورة 25 يناير لتسقط رأس النظام الفاسد وأركانه لتطهر الأمة نفسها لتبني الأمجاد في البلاد ويعم الرخاء و النماء. وأضاف وجاءت آفة الأعتصامات والمظاهرات والمطالب الفئوية من الموظفين وهذا حق مشروع ليتأثر بها مباشرة قطاع السياحة الذي يمثل ثروة حقيقية يتعايش منها ملايين الأسر من الجنوب إلى الشمال دون أن يشعر المتظاهرين أن هناك من لا يمتلك إلا قوت يومه لنتخبط في ظل هذا الوضع طيلة العامين السابقين بين اليأس والرجاء في أن تتعافى البلد من براثن الأخطار التي تحيط بها في الداخل ومن الخارج. منطقة خاوية وأضاف صاحب بازار الحاج محمود حسن عرابي أن الكثير من أصحاب البازارات بمنطقة أبوسمبل قاموا بغلق بزاراتهم بعد أن تمكن منهم الحزن و اليأس لفقدهم مصدر رزقهم بعد عامين من الصبر حيث هجر السائحين الأجانب المنطقة ولم يأتي إليها سوى حوالي من 50 إلى 230 سائح يوميا بدلا من 3 ألاف سائح يوميا فأصبحت المنطقة خاوية على عروشها نتيجة الاعتصامات والمظاهرات التي تحدث الآن بغية مصالح خاصة ومأرب أخرى دون النظر إلى المواطن الغلبان الذي يتجرع مرارة الأحداث. وأشار إلى أنه بلغ من العمر سن الستين ولا يعرف سوى منزله وعمله والمسجد شأنه مثل أي مواطن مستقيم ويقوم بفتح البزار داعيا الله أن يمن عليه بالرزق وأن يحفظ الله البلد من الفتن وكيد الكائدين. جزيرة أشباح وأضاف صاحب بزار محمد عباس دسوقي أن عدد السائحين القادمين إلى معبدي أبوسمبل ضعيف جدا ولا يرنو إلى عملية الشراء حيث أن معظم المنتجات الموجودة في البازارات هي مستوردة من بلادهم الصين لأن السائح الأنجليزي والإيطالي والأسباني والألماني غاب عن برنامج الزيارة. وأشار إلى أنه يقوم بفتح البزار ويعود إلى منزله كما جاء منذ أكثر من أسبوعين متسائلا إلى متى سيظل هذا الوضع وما هو الحل وما هو البديل؟؟؟ وأوضح أن مدينة أبوسمبل أصبحت جزيرة أشباح بسبب الهدوء القاتل الذي يخيم عليها نتيجة غلق المحلات التجارية والمقاهي لأن هناك الركود في العمل بسبب قلة السائحين الأجانب حيث أن مجال السياحة هو المصدر الرئيسي إلى أهالي المدينة . وأشار عامل بإحدى البازارات السياحية نبيل موسى أن الوضع سيء للغاية لأن الأحداث سريعة ومتلاحقة ومن سوء إلى أسوء بسبب الاعتصامات التي باتت تحرق كل يابس وأخضر في البلاد حيث أصبحت الفتن تتصدر الأبواق على المقاهي وفي المواصلات والأسواق فأصبح المواطن لا يعرف الصواب من الخطى لذالك أحضر كل يوم إلى منطقة البازارات حتى أتجنب فتن المهالك رغم أنه لا يوجد عمل لنقضي ساعات يوم نسينا أسمه على أمل الرزق من الله. تناقص عدد السائحين وأكد مدير عام أثار أبوسمبل ومعابد النوبة بأسوان د.أحمد صالح أن أعداد السائحين الأجانب يتناقص بشكل كبير أمام معبدي رمسيس الثاني ونفرتاري بأبوسمبل مما يؤثر بالسلب على أصحاب البازارات والكفتريات وعلى أهالي مدينة أبوسمبل بشكل خاص وعلى البلاد بشكل عام لأن معبدي أبوسمبل تمثل الركن الرابع من أعمدة الاقتصاد السياحي للبلاد بعد الأهرامات ومعابد الأقصر والمتحف المصري حيث كان يتدفق لها حوالي ثلاث ألاف سائح يوميا في الموسم السياحي لترصد منطقة المعبدين حوالي 8 مليون جنيه في الشهر إلى خزينة الدولة, مشيرا إلى أن العدد الحالي للسائحين الأجانب لا يتناسب مع الأعداد السابقة وذلك بسبب الاعتصامات والأحداث المتلاحقة في البلاد.