في الدول الغربية .. يقوم رجال الأعمال والرأسماليون والأغنياء بتمويل الجامعات ومراكزالبحث العلمي ، كما يقومون بتجهيز المعامل ويستفيدون من إلحاق الخريجين بالمصانع فيما بعد ، كما يمولون الهيئات الثقافية ويقدمون المنح للطلاب، إيماناً منهم بأن عليهم دوراً في تنمية وطنهم. ولذلك شعرت بسعادة كبيرة عندما زار وفد كبير من رجال الأعمال مشيخة الأزهر ورحب بهم الإمام الأكبر د.أحمد الطيب..وشعرت بسعادة أكبر عندما أكد فضيلة الشيخ خلال اللقاء علي نفس الكلام الذي بدأت به المقال ، ولكنني صدمت بشدة عندما علمت أن السادة أصحاب رؤوس الاموال اقترحوا أن ينشئوا جمعيات خيرية للمساعدة في تنمية المجتمع ومساعدة الفقراء ، ولكن الإمام طالب بأن تكون المساعدة في شكل مشروعات إنتاجية مستدامة وليست في شكل صدقات. مصر ياسادة تعاني من أزمه اقتصادية حادة بالفعل ولذلك فهي تحتاج إلي مشاركة اقتصادية وهي التي اختفت تماما في الشهور الأخيرة من اجندة رجال الأعمال ، ولكن الشهادة لله رجال الأعمال ما قصروا فقد سكتوا دهراً ونطقوا بالصدقات والإحسان علي الغلابة ، وجاءت مبادرتهم كمن يتبرع لجمعيات الأيتام .. مع كامل احترامنا لهم وللمبادرة. هل من المقبول أن نسمع من رجال الأعمال المصريين الذين لا نشك اطلاقا في وطنيتهم واخلاصهم لتراب هذا البلد بأنهم علي استعداد تام للمساهمة في أي عمل خيري وهم يرون اقتصادنا يكاد ينهار ويحتاج إلي حقن انعاش أكبر بكثير من مجرد فكرة المساهمة الخيرية. نحن لا نتسول علي وطننا الذي هو وطنهم.. وجمعوا ثرواتهم من أرضه "وعرق" عماله ولكنني كنت ومازلت أتوقع أن يطالبوا بعقد اجتماع مع رئيس الوزراء ليعرضوا عليه خطة عمل استنادا إلي خبراتهم تكون بمثابة "روشتة" انقاذ لاقتصاد الدولة وصناعاتها..نريد مشروعات ضخمة .. نريد دعماً حقيقيا للوطن. إن إنقاذ الوطن يعد واجبا الآن واجباً وطنياً ، واطمئنوا ستجنون أرباحاً طائلة ، لأن إنقاذ الاقتصاد سوف ينعكس بالضرورة علي المدي الطويل علي استثماراتكم وعلي حساباتكم في بنوك سويسرا وبورصة وول ستريت .. فهل تستجيبون قبل فوات الأوان..أم ندعو الله أن يرزقنا "طلعت حرب" جديد بيحب مصر بجد.