بالفعل أحب هذا الوطن بجنون، وهذا الحب وذاك العشق غير مسبب، إنني أحب وطني بالفطرة .. الأرض الطيبة والنيل الخالد والناس البسيطة أغضب كثيرا من الفوضي والزحام والسلوكيات والمشاكل والأزمات لكنني أحبها من أعماقي، حب الأوطان فريضة علي بني الإنسان، عندما ذهبت لأداء فريضة الحج دعوت الله أن يقي مصر شر الفتن والمحن والأزمات، كان حديث بيني وبين ربي لم يسمعنا أحد ولم أكن مجبورا أن أفعل ما فعلت ولا اتذكر أن أحدا سألني وطلب مني أن أدعو لوطني من خير الدعاء، لكنني وجدتني مدفوعا الي أن أبدأ دعائي أمام الكعبة المشرفة لمصر الحبيبة أن يحفظها من كل سوء ومكروه دعوت الله أن يرفع شأنها بين الأمم. دعوت الله أن يغير قلوب أبنائها حتي يستطيعوا حمل الرسالة وتأدية الامانة .. دعوت ربي أن يصلح أحوال مصر الاقتصادية وينفي عنها الفقر والجوع والمرض، دعوت ربي أن يولي من يصلح في الانتخابات البرلمانية الماضية، دعوت الله أن ينزع من قلبي الهوي والغرض وأنا أكتب مقالاً أو أدلي بتصريح، إنها ليست كلمات إنشائية أعنون بها مقالي الأسبوعي، كما أنني لا اهدف الي اتباع سياسة الدق علي أوتار القلوب ودغدغة مشاعر الجماهير، لكنني أدعو الجميع الي حب هذا الوطن الذي يستحق منا الي لحظة صدق وقولة حق، إنني اري ان حب الأوطان فريضة لكنها فريضة غائبة، إنني صعقت عندما سمعت مجموعة من المرتزقة الذين يأكلون من خير هذا الوطن يهاجمونه ويشوهون تاريخه ويشككون في استقراره ويتوقعون الخراب ويستعجلونه. الغريب أن هؤلاء يدعون أنهم عالمون بما يدور خلف الكواليس، إنهم يحاولون إيهام الجميع أنهم وصناع القرار أصدقاء وشركاء، إنني سأكون أكثر صراحة وموضوعية لإن الأمر يتعلق بمصر واستقرار مصر وتاريخ مصر لذلك فأنا لا أغفر لأحد يذكر مصر العظيمة بسوء، مهما كان الوضع ومهما كانت التحديات، لكن ان يكون هؤلاء الأفاقون والمرتزقة بعضهم منتمون للحزب الوطني فهذا هو مكمن الخطورة، إنني أعرف أشخاصا من داخل الحزب يعيشون نهارا علي مبادئ الحزب الوطني ويسكنون ليلا علي مبادئ المعارضة غير الوفية، إن انفصاما يحدث الآن نتيجة هذا المسلك المشين من البعض، إنني كمصري وطني مخلص يعتصرني الألم عندما أجد أحد هؤلاء يشرح ويسترسل ويحذر من خطورة الموقف الحالي في مصر، وعندما تطالبه بأن يؤدي دوره في توعية الجماهير بصفته الحزبية تجده يتهكم ويسخر مما تقول، إنني أدعو قيادات الحزب الي مراجعة عاجلة وسريعة لبعض القيادات الحزبية خاصة في الأقاليم، لانهم لا يؤمنون بما يرددون وليس لديهم أفكار ولا رؤي ولا قدرة علي مخاطبة الجماهير. إننا في أمس الحاجة الي لحظات صدق وكلمات حق، علينا أن نوسع قاعدة المشاركة لأصحاب الرؤي والأفكار الخلاقة .. علينا أن نواجه أنفسنا بالمصارحة والمكاشفة، كذلك فإن بعض رجال الأعمال والمستثمرين بدأوا يتأثرون بمثل هذه المواقف والآراء المهزوزة من بعض ممن ينتمون الي الحكومة أو الحزب الوطني، وندائي الي رجال الأعمال: أقول لهم مصر لن يصيبها مكروه فهي دولة كبيرة وعظيمة ورائدة وصاحبة تاريخ عريق وهي محمية بقرارات ربانية وأهلها طيبون، أموالكم واستثماراتكم تحتاج الي حماية وخير حماية لها هو مضاعفة هذه الأموال والإستثمارات. والي هؤلاء الزنادقة الذين يروعون المجتمع بمحاولاتهم المتكررة للانتحار أقول لهم إن مشاكلكم شخصية وقضاياكم تبعث علي القرف والاشمئزاز، لم أجد أحد المعتصمين أو أحد المتظاهرين أو أحد المحترقين يقول تحيا مصر أما أنا فأقولها من أعماقي تحيا مصر .. تحيا مصر ليسانس شريعة - دبلوم في الدعوة