أيام قلائل وتنتهي الانتخابات البرلمانية بمراحلها الثلاث.. ومن الواضح فوز أعداد كبيرة من السلفيين وأنصار حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي للاخوان المسلمين بأكثر المقاعد في مجلس الشعب.. وربما يؤكد ذلك وجود رصيد لهم في الشارع، بالاضافة لما بذلوه من جهد بكل الطرق من أجل جذب أصوات الناخبين حتي اللحظات الأخيرة من عملية الادلاء بالأصوات.. ولاشك أن العبرة ليست بالحصول علي أعداد كبيرة من المقاعد وإنما العبرة بطريقة الأداء داخل المجلس، بالاضافة إلي قدرة النائب وكفاءته في طرح المشاكل والأفكار والتعبير عن القضايا التي تمس حياة الجماهير.. وقد عبر أحد السلفيين المعروفين عن ذلك بقوله: »إذا كان الهدف الحصول علي الكراسي فلا لزوم لها« ثم قال: »ان الفوز في الانتخابات فتنة شديدة وابتلاء وان الابتلاء بالتمكين أخطر من الابتلاء بالتهوين« وبالتأكيد فإنه يقصد بالتهوين ما كان يتعرض له السلفيون والاخوان من اساءة في عهد النظام السابق.. والأخطر من كل ذلك أن بعض الفائزين من السلفيين بدأوا يخلطون بين الدين والسياسة ويطلقون بعض الفتاوي التي كانت سببا في تكدير الرأي العام.. ولابد أن يعرف هؤلاء أن النائب داخل البرلمان رجل سياسة يختلف عن الداعية أو رجل الدين.. وأن مدة البرلمان أربع سنوات هي بالنسبة لهم فترة اختبار وإلا فسوف تكون النتيجة غير مرضية.. ولأن مصر الآن في حاجة إلي جهد السلفيين والاخوان المسلمين وليس إلي فتاواهم.. مصر تحتاج إلي رؤي وأفكار واقتراحات ومشروعات تخرجها من أزمتها.