مؤتمر لأسر المحبوسين ولائحة الأجور، نقابة الصحفيين تحيي الذكرى 29 ليوم الصحفي الأحد    توقيع بروتوكول تعاون لترسيخ مبادئ الشَّريعة الإسلاميَّة السَّمحة    صندوق النقد الدولي يعلن انتهاء المراجعة الثالثة لاتفاقه مع مصر    صندوق النقد يعلن إتمام المراجعة الثالثة مع مصر    حاكم إقليم دارفور: الدعم السريع تحشد قواتها شرقي الفاشر تمهيدا لاجتياحها    بايدن يستبعد العفو عن ابنه هانتر حال إدانته في تهم جنائية    منتخب هولندا يكتسح كندا برباعية نظيفة استعدادا ل يورو 2024    هولندا تكتسح كندا برباعية وديا قبل يورو 2024    بمشاركة 300 عضوًا .. تفاصيل جلسة محاكاة نموذج مجلس الشيوخ بحضور وزير الشباب    جواب نهائي مع أشطر.. مراجعة شاملة لمادة الجبر للثانوية العامة الجزء الثالث    أخبار الحوادث اليوم: الاستئناف تتسلم ملف سائق أوبر التجمع.. و12 يونيو أولى جلسات محاكمة عصام صاصا    مصرع تلميذه غرقا فى ترعة الطارف بسوهاج    خالد جلال ينعى المخرج محمد لبيب مدير دار عرض مسرح الطليعة    حظك اليوم| برج الجدي الجمعة 7 يونيو .. «القمر مازال موجود في برج الحوت المائي ويدعم كل المواليد المائية»    تهشمت جمجمتها.. جراحة تجميلية ناجحة لطفلة سقطت من الطابق الرابع بالبحيرة    أحلى بطيخ ممكن تاكله والناس بسأل عليه بالاسم.. بطيخ بلطيم.. فيديو    الحبس وغرامة 300 ألف جنيه عقوبة استخدام برنامج معلوماتي في محتوى مناف للآداب    الشوبكى: الهدف من بيان «شاس الإسرائيلى» مواجهة الأحزاب المتشددة    وفاة المخرج المسرحي محمد لبيب    ماذا كان يفعل النبي محمد بعد رؤية هلال شهر ذي الحجة؟ دار الإفتاء توضح    «زوجي عاوزني أشتغل وأصرف عليه؟».. وأمين الفتوى: عنده مشكلة في معرفته لذاته    نور الشربينى تواصل الدفاع عن اللقب وتتأهل لنصف نهائى بريطانيا المفتوحة للاسكواش    «يقول الشيء وعكسه ويروي قصصًا من خياله».. ماذا قالت اللجنة الطبية عن القوى العقلية ل«سفاح التجمع»؟    جمال شقرة يرد على اتهامات إسرائيل للإعلام: كيف سنعادى السامية ونحن ساميون أيضا؟    أحمد فايق: الثانوية العامة مرحلة فى حياتنا علينا الاجتهاد والنتيجة على ربنا    حزب مصر أكتوبر يجتمع بأمانة الغربية بشأن خطة عمل الفترة المقبلة    وجدي زين الدين: خطاب الرئيس السيسي لتشكيل الحكومة الجديدة يحمل توجيهات لبناء الإنسان    ميلان يعثر على خليفة جيرو    هانى تمام ب"لعلهم يفقهون": لا تجوز الأضحية من مال الزكاة على الإطلاق    خبير تربوى يوجه نصائح قبل امتحانات الثانوية العامة ويحذر من السوشيال ميديا    رئيس جامعة الأزهر يبحث مع وزير الشئون الدينية الصيني سبل التعاون العلمي    القباج وجندي تناقشان آلية إنشاء صندوق «حماية وتأمين المصريين بالخارج»    التشيك: فتح تحقيق بعد مقتل 4 أشخاص وإصابة 27 جراء تصادم قطارين    خبير علاقات دولية: جهود مصر مستمرة في دعم القضية الفلسطينية (فيديو)    الفريق أول محمد زكى يلتقى منسق مجلس الأمن القومى الأمريكى    رئيس هيئة الدواء يستقبل وزير الصحة الناميبى    على من يكون الحج فريضة كما أمرنا الدين؟    اعتماد مخططات مدينتى أجا والجمالية بالدقهلية    ياسمين رئيس بطلة الجزء الثاني ل مسلسل صوت وصورة بدلًا من حنان مطاوع    لاعب الإسماعيلي: هناك مفاوضات من سالزبورج للتعاقد معي وأحلم بالاحتراف    ماذا قال الشيخ الشعراوي عن العشر من ذي الحجة؟.. «اكتمل فيها الإسلام»    «تنمية المشروعات»: تطوير البنية الأساسية ب105 ملايين جنيه بالإسكندرية    هيئة الدواء تستعرض تجربتها الرائدة في مجال النشرات الإلكترونية    "مكنتش مصدق".. إبراهيم سعيد يكشف حقيقة طرده من النادي الأهلي وما فعله الأمن (فيديو)    " ثقافة سوهاج" يناقش تعزيز الهوية في الجمهورية الجديدة    المشدد من 7 إلى 10 سنوات للمتهمين بتزوير توكيل لقنصلية مصر بفرنسا    نمو الناتج الصناعي الإسباني بواقع 0.8% في أبريل    التحقيق مع عاطل هتك عرض طفل في الهرم    فحص 889 حالة خلال قافلة طبية بقرية الفرجاني بمركز بني مزار في المنيا    أبوالغيط يتسلم أوراق اعتماد مندوب الصومال الجديد لدى جامعة الدول العربية    رئيس وزراء الهند يشكر الرئيس السيسى على تهنئته بمناسبة إعادة انتخابه لولاية ثالثة    «التعليم» تمد فترة التسجيل في المسابقة الوطنية لشباب المبتكرين.. اعرف آخر موعد    إسبانيا تبدي رغبتها في الانضمام لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام «العدل الدولية»    كيفية تنظيف مكيف الهواء في المنزل لضمان أداء فعّال وصحة أفضل    محمد عبد الجليل: محمد صلاح يجب أن يكون له معاملة خاصة    توزيع درجات منهج الفيزياء للصف الثالث الثانوي 2024.. إليك أسئلة مهمة    البرلمان العربي: مسيرات الأعلام واقتحام المسجد الأقصى اعتداء سافر على الوضع التاريخي لمدينة القدس    مصر تتعاون مع مدغشقر في مجال الصناعات الدوائية.. و«الصحة»: نسعى لتبادل الخبرات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حماية الأوطان واجب گل إنسان

إن مما لا ريب فيه، أن حماية الأوطان، واجب كل إنسان. فلا يماري امرؤ ومعه عقله، أن الوطن بيته فيجب عليه أن يحافظ علي أمنه وسلامته، وأن يدافع عنه ما استطاع إلي ذلك سبيلا.
وقد أوجب الإسلام الدفاع عن الأوطان، وشرع الجهاد في سبيل الله، دفاعا عن الدين والوطن والأرض والعرض، ومن قتل في سبيل الدفاع عن وطنه كان شهيدا في سبيل الله.
ولا تقتصر حماية الأوطان والدفاع عنها علي مواجهة العدوان والدخيل فحسب، بل ان من الواجب في حماية الأوطان مناهضة كل فكر مغشوش، أو شائعة مغرضة أو محاولة استقطاب البعض لمصلحة أصحاب الأهواء المشبوهة.
كما تشمل حماية الأوطان المحافظة علي أسراره الداخلية، وعدم التعامل مع أعداء الوطن أو من يريدون به السوء، أو ينفثون سمومهم في أجواء المجتمعات بغيام نهم وعدوانا.
ومن الأوطان ما هو خاص، مثل وطن الإنسان الذي يعيش فيه وبلده الذي نشأ علي ظهره، ودولته التي يحيا فيها.
ومن الأوطان أيضا: ما هو عام مثل العروبة والإسلام فالعالم العربي، وطن كل إنسان عربي، والعالم الإسلامي وطن كل إنسان مسلم.
ومن الأوطان الوطن الأعم وهو الإنسانية جمعاء عربا كانوا أو غير عرب، مسلمين كانوا أو غير مسلمين وفي كل نوع من أنواع الأوطان جاءت توجيهات الإسلام واضحة جلية في حمايتها والدفاع عنها في كل وقت وحين، وفي كل حال من الأحوال، لأن الإسلام دين عالمي ودين الرحمة أرسل رسوله سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم رحمة للعالمين كما قال رب العزة سبحانه وتعالي: »وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين«.
ولنبدأ بالحديث عن الوطن الخاص وهو الذي يعيش فيه الإنسان وينتمي إليه، فنري أن الإسلام أوجب علي الإنسان حب وطنه وشرع الجهاد من أجل الدفاع عن العقيدة والوطن ودعا إلي حماية الوطن من أعدائه، وممن يريدونه بسوء، وممن يريدون إحداث القلاقل والفتن وإثارة المخاوف والاضطراب، وأن واجب كل إنسان أن يتصدي للفتن ما ظهر منها وما بطن والذي يحدث القلاقل أو يشجع عليها أو يدعو لها ليس بكامل الإسلام، فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: »المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده« وقال أيضا: »والمؤمن من أمنه الناس علي دمائهم وأموالهم وأعراضهم« ولقد أكد رسول الله صلي الله عليه وسلم في حجة الوداع علي هذه الحقوق وقال: »إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا هل بلغت اللهم فاشهد«.
ومن الخيانة العظمي أن يخون مواطن وطنه ويتآمر ضده من أجل منفعة مادية!! ومن فعل مثل ذلك كان بعيدا عن الدين عن الله، لأن المؤمن الحقيقي من أمنه الناس علي دمائهم وأموالهم وأعراضهم.
وإن الإنسان الذي يخون وطنه ويتآمر مع أعدائه إنسان بعيد عن حظيرة الإيمان، انه يرتكب أبشع أنواع الخيانة، انه يخون الله الذي أمر بالدفاع والجهاد من أجل الوطن، ويخون رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي أمر بحماية أمانة الوطن، ويخون أماناته وأمانات الناس وقد قال رب العزة سبحانه »يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم«.
فواجب أبناء الوطن أن يكونوا عيونا ساهرة لحماية أمن الوطن وأن يتضامنوا في درء أي خطر يتهددهم وأن يتكاتفوا جميعا عن بكرة أبيهم وبلا استثناء علي ردع كل من تسول له نفسه أن يجترئ علي الوطن وأن يسعي بذمتهم أدناهم، وأن يكونوا يدا علي من سواهم، بغض النظر عن عقائدهم فيجب أن يتعانوا جميعا مسلمين وغير مسلمين.
وأعظم صورة يقتدي بها في ذلك ما فعله رسول الله صلي الله عليه وسلم فور هجرته من مكة إلي المدينة حيث بني المسجد توثيقا للصلة بالله، وآخي بين المهاجرين والأنصار توثيقا للصلة بين المسلمين، وأبرم صحيفة المدينة توثيقا بين المسلمين وغير المسلمين دفاعا عن الوطن، وحماية له من أي عدو يناوئه أو أي خطر يتهدده، وأعطي بهذا نموذجا من أرقي النماذج في الحفاظ علي سلامة الوطن وأمنه واستقراره، ليقتدي به العالم كله بعد ذلك وكانت هذه الصحيفة التي أبرمها في المدينة بين المسلمين وغير المسلمين أول وثيقة عرفتها البشرية لحقوق الإنسان حيث شرط لغير المسلمين وشرط عليهم ووحد كلمة الجميع علي أن يتضامنوا في الحفاظ علي الوطن ودرء أي خطر يوجه من أعدائه إليه.
وأما بالنسبة للوطن العام وهو العروبة والإسلام فذلك لأن كل عربي يجب أن يصون أمن أخيه العربي وأن كل مسلم يجب أن يحمي أخاه المسلم في أي مكان علي ظهر المعمورة، لأن الجميع اخوة كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: »مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الأعضاء بالسهر والحمي« رواه البخاري.
وتضامن المؤمنين يجعل منهم بناء واحدا يشد بعضه بعضا كما قال الرسول صلي الله عليه وسلم: »المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا« رواه البخاري.
وأما بالنسبة للوطن العام الكبير وهو الإنسانية جمعاء، فيجب علي جميع الناس أن يتعارفوا ويتآلفوا ويتعاونوا قال الله تعالي: »يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا« ان واجب بني آدم في كل الأرض ألا يتصارعوا وألا يتنازعوا بل عليهم أن ينظروا إلي أنفسهم علي أنهم أبناء أب واحد وأم واحدة »إنا خلقناكم من ذكر وأنثي«.
آدم والد الجميع فحمق.. وضلال تفاخر الأبناء واذا كنا نتنادي إلي نشر الأمان والاطمئنان في الأرض، انطلاقا من أننا أبناء أب واحد وأم واحدة علي مستوي الإنسانية جمعاء فإن الواجب كذلك ألا تشتعل الحروب ولا تنتشر أسلحة الدمار الشامل وبدل أن تبدد الأموال الطائلة علي أسلحة الدمار تنفق علي رفع مستوي حياة الناس واشباع البطون الجائعة ونشر الخير والأمان.
وهكذا يذكر انتصارنا في العاشر من رمضان السادس من أكتوبر كيف تم هذا النصر، وانه تم نتيجة الإيمان الصادق، والأخذ في الأسباب وإعداد العدة التي أمر الله تعالي بها في قوله سبحانه: »وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة« ونتيجة نصرنا لتعاليم الإسلام »إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم«.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.