نجحت الجهود الشعبية بالتنسيق مع الإجراءات الرسمية في إعادة الهدوء لجميع المناطق الملتهبة بالمحافظات المختلفة التي شهدت حوادث دامية استمرت طوال الأيام وأدي بعضها الي سقوط ضحايا من القتلي والمصابين فقد نجحت جهود لجنة الحكماء التي التقت بالمعتصمين في دمياط المعترضين علي وجود مصنع البتروكيماويات في الاستماع لصوت العقل والانتظار لما تسفر عنه قرارات الحكومة حيال المصنع في فتح الطرق بين دمياط ومدنها وكذلك فتح الحصار المفروض علي الميناء بعد شلل اصابه عدة أيام كما نجحت القوات المسلحة بعد اتصالات مع قبائل بدو جنوبسيناء في اعادة فتح طريق أبورديس شرم الشيخ وفك الحصار لشركة بترول بلاعيم بعد الافراج عن 53 شاباً وعدم احالتهم للمحاكمات العسكرية.. وفي كفر الشيخ استمر الهدوء وساد الارتياح بعد اعادة تشغيل كابل الكهرباء الرئيسي في بلطيم والمغذي لسوق الثلاثاء وكذلك ضبط 8 من المحرضين علي الاحداث.. وفي سوهاج نجحت زيارة نقيب الأشراف في تهدئة النفوس والتمهيد للمصالحة بين العرب والهوارة كما واصلت أجهزة الشرطة جهدها لكشف غموض اختفاء 3 أشخاص بعد تأكيد الأشراف علي عدم علاقتهم بحادث اختفائهم مما أدي إلي إزالة الاحتقان بقنا. في تطور مفاجئ صباح أمس الجمعة تم فتح الطرق المغلقة حول رأس البر وميناء دمياط وانتهي الحصار المفروض منذ ثالث يوم العيد وحتي صباح أمس وكان ممدوح حمزة قد تقابل مع قيادات المعتصمين علي الطرق المغلقة وحول الميناء مساء أول أمس الخميس وحاول إقناعهم بفتح الطرق والميناء والاستعانة بلجنة دولية لعمل قياسات وفحص للانبعاثات البيئية من دول أستراليا والأرجنتين والنرويج وبعيدا عن دول الاتحاد الأوربي وكندا وأمريكا إلا أن المعتصمين رفضوا هذا الاقتراح وأصروا علي نقل المصنع نهائيا أولا قبل فتح الطرق ثم فوجئ الجميع صباح اليوم بفتح كل الطرق المؤدية إلي رأس البر وميناء دمياط وبدأ الميناء يستأنف نشاطه مرة أخري ومعروف أن الفترة الماضية والأخيرة كانت قد شهدت تنامي تيار داخل قرية السنانية والقري المجاورة بضرورة فك الحصار عن طريق الأهالي بعد فشل الأمن والجيش في فتح الطرق لأن معظم الأهالي بتلك القري قد أضير وبشدة من جراء هذا الحصار بغلق جميع المدارس وتوقف الخدمات بالمصالح الحكومية والأنشطة التجارية مما انعكس علي المواطنين بشكل مباشر خاصة في غيبة الأمن الذي اختار التفرغ للمتابعة عن بعد دون تدخل مما أدي إلي ظهور بعض البلطجية وبكثرة مع مرور الوقت لفرض سيطرتهم ونفوذهم والمطالبة بإتاوات إجبارية من العابرين من نقاط غلق الطريق مما أثار حفيظة المواطنين . هذا وقد أكد اللواء إبراهيم فليفل رئيس هيئة ميناء دمياط أنه تم خروج جميع اللوريات المحملة بالبضائع والحاويات والتي كانت محتجزة داخل ميناء دمياط منذ بداية غلق الميناء كما تم استدعاء جميع عمال الشحن والتفريغ للبدء في تفريغ السفن الراسية علي الأرصفة والتي يحمل بعضها 69 ألف طن قمح مستورد آملا ألا يتكرر غلق الميناء مرة أخري بعد الخسائر الفادحة التي تتحملها الدولة نظير غلق الميناء في الفترة الماضية وبدأت عمليات تفريغ 18 سفينة راسية علي الأرصفة بينما يجري تجهيز إجراءات دخول 21 سفينة أخري في الغاطس في حين غادرت الميناء 7 سفن عملاقة من حاملات الحاويات متجهة إلي موانئ أخري قبل فك الحصار علي الميناء. وصرح المهندس عمر عبدالسلام رئيس ائتلاف »مصانع ضد الموت« بدمياط وهي المصانع الملوثة داخل الميناء والتي تنتج البتروكيماويات بأنه حدثت مفاوضات كبيرة شارك فيها الدكتور ممدوح حمزة مع المعتصمين حيث تم الاتفاق خلالها علي فتح جميع الطرق المؤدية لرأس البر والميناء وأنه تم الاعلان رسمياً عن ذلك خلال صلاة الجمعة اليوم في جميع مساجد المحافظة. وقال ان الشاحنات المحجوزة خارج الميناء بدأت في الدخول الي الميناء لتفريغها ولم يقم أحد من المعتصمين باعتراض الشاحنات كما بدأت عودة حركة السير علي الطرق المؤدية إلي الميناء تسير بشكل منتظم الي حد كبير. ومن جانبه أوضح د.ممدوح حمزة أنه سيطالب بتشكيل لجنة عالمية لدراسة الأثر البيئي داخل ميناء دمياط. يذكر أن الميناء كان قد فتح أبوابه لمدة نصف ساعة الليلة الماضية وخرجت خلالها 31 شاحنة من الميناء الا ان المعتصمين قاموا بإغلاق الميناء مرة أخري. وأضاف الناشط عمر عبدالسلام المنسق العام لجبهة ائتلاف »مصانع ضد الموت« ان وثيقة الدمايطة التي تم بموجبها فتح ميناء دمياط وجميع الطرق المؤدية إلي الميناء والمحافظة تتضمن وقف جميع الانشاءات التي تتم حالياً في توسعات مصنع موبكو 1 و2 وتوقف العمل في المصنع الرئيسي لحين الاستعانة بلجنة من الخبراء الدوليين من دول استراليا وسويسرا والنرويج لعمل الابحاث العلمية والقياسات الهندسية والمائية داخل جميع المصانع الموجودة بالميناء لتحديد الأضرار البيئية لكل مصنع علي حدة. وقال ان الوثيقة تتضمن كذلك تشكيل لجنة مكونة من 03 شخصية من أهالي السنانية تكون مهمتها متابعة الأعمال التي تتم والتأكد من توقف العمل والانشاءات وأوضح ان الوثيقة تقضي كذلك بأن تقوم كل شركة من شركات الميناء بدفع 03 ألف دولار يتم الانفاق منها علي أعمال هذه اللجنة الدولية وذلك من خلال لجنة مشكلة من نقابة المهندسين.