في عيدها ال76 التقت »أخبار اليوم« مع بعض نجوم شارع الصحافة الذين اصبحوا امتدادا لمؤسسيها، بعد ان ورثوا عنهما الروح المقاتلة العاشقة لمهنة الصحافة.. وتحدثوا عن خطواتهم الاولي في بلاط صاحبة الجلالة وذكرياتهم الشخصية.. والمواقف الانسانية التي عاشرها بين جدرانها. يقول الكاتب الكبير والأديب جمال الغيطاني: بدأت علاقتي بدار »أخبار اليوم« مبكرا، وذلك عام 1591 عندما انحازت جريدتنا العريقة الي مظاهرات عمال قناة السويس وأظهرت تفهما وتعاطفا واضحا.. مع مطالبهم.. وقد عرفت مصطفي أمين عام 8791 عندما منعه الرئيس الراحل انور السادات من كتابة فكرة، وقد تعلمت منه صحافة الفروسية، فلم يكن يهاجم ضعيفا، لا يملك الدفاع عن نفسه وكان حريصا علي اكتشاف المواهب وتنميتها. ويروي الغيطاني موقفا لا ينساه، عندما فاز بجائزة الدولة في الرواية عام0891 وفوجئ بعدم نشر اسمه ضمن اسماء الفائزين، رغم انه كان مراسلا حربيا لجريدة الأخبار.. مما استفز مصطفي أمين لانه كان دائما ضد الظلم ومنحازا للعدل والانصاف.. فكتب فكرة قائلا: »هذا هو جمال الغيطاني الذي تجاهلتموه«. خبطة صحفية وتتذكر الكاتبة الكبيرة حسن شاه بداية عملها في الصحافة قائلة: عرفت أخبار اليوم عن طريق الكاتب الكبير أحمد رجب، والذي طلب مني عام 5591 كتابة موضوع صحفي لنشره في مجلة »الجيل« التي كان يشرف عليها علي أمين، ويعمل بها أحمد رجب نائبا لرئيس التحرير.. وأعجب علي أمين بالموضوع الصحفي الذي ارسلته من الاسكندرية، واختارني للعمل معه في »الجيل« وسعدت باختياره جداً، وتركت عملي في المحاماة بمكتب انطون لكح بالاسكندرية، وبدأت رحلة الصحافة. وتضيف حسن شاه: تميزت صحف دار أخبار اليوم دائما بالافكار المثيرة المبدعة التي تجذب القارئ، وكانت أول »خبطة صحفية« لي باقتراح من علي أمين للعمل كمسارية علي خط أتوبيس من شركة اتوبيسات رجل الاعمال الشهير »عبداللطيف ابورجيلة« وقمت بتنفيذ الفكرة ولبست بدلة الكمساري وعلقت الصفارة في رقبتي، وتلقيت تدريب علي عملي من احد مفتشي الشركة، وعملت ليوم واحد كمسارية، وتم تصوير ونشر الموضوع علي ثماني صفحات بمجلة »الجيل«.. ونجحت فكرة علي أمين وتحمست الفتيات للعمل علي خطوط اتوبيسات ابورجيلة.. ولكن للأسف لم تستمر الفكرة بسبب قيام عمال الشركة بمظاهرة معترضين علي تنفيذها. العدد الأول تقول الكاتبة الكبيرة نعم الباز: عندما صدر العدد الاول من جريدة اخبار اليوم، كنت لم أكن قد بلغت التاسعة من عمري، ولكني اذكر فرحة الاسرة بها، حيث كانت اسرتي تعشق الصحافة وتهتم بقراءة جريدة المصري واعتبرت صدور »أخبار اليوم« متنفسا جديدا وذلك بسبب اختلاف التبويب وأسلوب الاخراج وفن الكاريكاتير والاهتمام بالخبر. وتضيف حسن شاه: أماعن التحاقي باخبار اليوم فله قصة بدأت وانا طالبة في كلية الآداب وكان من بين شروط الالتحاق بقسم الصحافة في الكلية، ان يعمل الطالب في صحيفة، فاتصلت بعلي أمين. وكان يومها في موسكو.. ورد علي مصطفي أمين وطلب مني كتابة طلب تعيين في »أخبار اليوم« ولم اصدق، وكانت المفاجأة الاكبر ان مصطفي أمين اختارني سكرتيرة له، لاقوم بالرد علي الخطابات التي تأتي له.. خاصة من المواهب الادبية.. وقد تعلمت من »أخبار اليوم« التفاؤل وأن الشمس تشرق كل صباح.. وان الصحفي الناجح هو من يحافظ علي مصادره من البواب حتي رئيس الوزراء. ويقول الكاتب والناقد السينمائي الكبير أحمد صالح عرفت مصطفي أمين قبل ان أقرأ جريدة »أخبار اليوم« عندما كنت في السادسة من عمري، وكان خالي يشتري الجريدة ويحرص علي قراءتها فاصبحت الاسرة شغوفة بمتابعة الجريدة التي جذبت اهتمام الجميع خاصة الكاريكاتير المميز للفنان الراحل رخا بخطوطه المصرية الصميمة.. وبدأت اسم مصطفي وعلي أمين يتردد كثيرا عندما دخلت المدرسة الثانوية، وحرصت ان استمع الي احاديثهما المستمرة في الراديو، وأثار اهتمامي التشابه الكامل بينهما في الفكر والشكل.. وعندما التحقت بالجامعة سمعت من زملائي عن اجتماع أسبوعي يعقده مصطفي أمين صباح يوم الجمعة، فسعيت للانضمام الي هذا الاجتماع، وفي أحد الايام شجعني زملائي. علي الحضور مؤكدين لي ان مصطفي بك لن يلاحظ حضوري، ودخلت واختبأت خلف الصحفيين وبدأ الاجتماع تكلم مصطفي أمين عن طفل يتيم أرسل خطابا الي قسم ليلة القدر في »أخبار اليوم« يطلب دفع مصاريف المدرسة، وقال ان »أخبار اليوم« قررت دفع جميع مصروفات الطفل لحين تخرجه في الجامعة. وتساءل مصطفي أمين: من منكم يريد مقابلة الطفل.. فقلت: »أنا.. فصرخ في وجهي »من أنت«؟ فشملني الفزع من رأسي حتي قدمي، وحاولت الهروب من القاعة، لكنه صرخ في مرة أخري اجلس مكانك ولا تتحرك.. وعند نهاية الاجتماع، أمسك بذراعي وقال: عايز تزوغ ولا ايه؟ واخذني الي مكتبه وسألني ماذا أشرب.. ثم سألني عن حكايتي بهدوء.. وحكيت له كل شيء بصدق، وبعد حوالي ساعة خرجت من مكتبه محررا تحت التمرين بقسم أخبار الناس والتحقيقات الصحفية.. وهكذا بدأت علاقتي بأخبار اليوم. أسرة واحدة اما »الحاج« عثمان لطفي مستشار رئيس تحرير »أخبار اليوم« فيقول كنت أقيم في حي الروضة بجوار اسرة مصطفي وعلي أمين، وفي عام 8491 طلبت من علي أمين العمل في اخبار اليوم، وفي اليوم التالي حضرت الي الدار وارسلني علي امين الي عبدالعزيز عبدالعليم المدير المالي واستمررت معه ثلاثة ايام، وعندما التقيت بعلي أمين بعد ذلك، كلفني بالعمل في قسم أرشيف الصور، واستمر ذلك لمدة عامين ثم انتقلت للعمل مع حسين فريد سكرتير تحرير أخبار اليوم في ذلك الوقت. وكان التوأم علي ومصطفي أمين حريصان علي تطوير أخبار اليوم بصفة دائمة وملاحقة كل جديد في الصحافة العالمية.. فارسلني علي أمين الي انجلترا للتدريب علي فن الاخراج الصحفي بجريدة الديلي اكسبريس. واضاف: وكنا أسرة واحدة في »أخبار اليوم« نعمل معا حوالي 71 ساعة كل يوم، واحيانا نبيت في مكاتبنا.. واذكر انه عندما تعرضت اخبار اليوم لاعتداءات من شباب الوفد بسبب مقالات مصطفي امين ضد الحرب، قمنا ومعنا شباب بولاق بالتصدي للمخربين وحماية دار أخبار اليوم من هجماتهم.