الثورة تحتاج إلي التوافق ولا تقويها الانقسامات.. هذا ما يجب أن يدركه الثوار من شباب ثورة 52 يناير.. ولأن الانقسامات تؤدي إلي التفرقة.. فإن التفرقة تحدث ثقوبا عديدة في سفينة الثورة.. بل ربما تمثل هذه الانقسامات خلايا سرطانية يكون من الصعب احتواؤها.. وكان من الطبيعي بعد أن نجحت الثورة في القضاء علي النظام السابق أن تتجمع تحت لواء واحد وروح واحدة أو تحت قيادة شابة تحتوي شتاتها وتقويها وتعبر عنها وتعمل علي تعبئة الجماهير من حولها والتخطيط للمستقبل لاستكمال الثورة بنجاح.. وكل هذا ليس معناه ألا يكون هناك اختلاف في الرأي لأن اختلاف الآراء ظاهرة صحية وحضارية ولكنها لا تمنع من الاتحاد تحت قيادة واحدة.. بدلا من أن تسيء الانقسامات إلي المشهد وتدعو إلي عدم التفاؤل والاحساس بأن الثورة تتعرض للخطر وسط محاولات المتربصين بها والذين يتطلعون إلي فشلها والدخول بها إلي نفق مظلم.. ناهيك عن أهل المنافع وأصحاب المصالح الخاصة الذين يندسون وسط الثوار وهم كثيرون ويمكن أن يؤدوا بسوء تصرفاتهم وغوغائيتهم إلي اجهاض الثورة.. ولابد أن يدرك شباب الثورة ان اختلاط الحابل بالنابل يؤدي في النهاية إلي تشويه المشهد الذي لفتت به الثورة اعجاب العالم.. بل يؤدي إلي وقوع مصادمات لا نجني من ورائها سوي الخسارة وتمزيق وحدة الصف والخوف من المستقبل.. علينا فقط والفرصة مازالت أمامنا أن نلملم شتاتنا ونقوي من عزيمتنا حتي لا يقفز أحد علي وحدة صفوفنا ويفرق بيننا ويتاجر بجهدنا وعرقنا ودماء شهدائنا.. ولنكمل مسيرة استرداد حريتنا ومحاسبة من سلبوا حقنا في الحياة ونحن مطمئنون بأننا بمؤازرة قواتنا المسلحة سنحقق المستحيل.