لا شك أن ظهور برامج التوك شو علي القنوات المصرية سواء الحكومية أو الخاصة يعد أحد أبرز الظواهر في الإعلام المرئي خلال السنوات الأخيرة وأصبحت قوة أي قناة تقاس بقوة برامج التوك شو التي تبث علي شاشتها، فقد استطاعت هذه البرامج أن تستقطب المشاهدين لمتابعة شاشات التليفزيونات المصرية . وقد لعبت برامج »التوك شو« دوراً مهماً في الحياة السياسية المصرية وأثرت بشكل كبير في الشارع، وقد نجح النظام السابق في استخدامها كديكور إعلامي يخدم مصالحه بشرط ألا تتعدي الخطوط الحمراء الموضوعة لها، ومن يتجاوزها، لابد أن يتعرض »لقرصة ودن«، وإن تمادي فتكون العواقب وخيمة. وبعد الثورة استمرت هذه البرامج في لعب دورها المهم، ولكن تغيرت توجهاتها فبعد أن كانت تخدم بشكل أو بآخر النظام السابق أصبحت سياستها توجه لصالح ملاكها ومموليها وأصحابها من رجال الأعمال الذين يملكون هذه القنوات. والأخطر من كل هذا هو خضوعها لشروط المعلنين ورؤوس الأموال فجنحت لتناول القضايا المثيرة فلجأ بعضها لإشعال النيران في القضايا من أجل جذب المعلنين، والمتابع جيداً لبرامج التوك شو علي كل القنوات المصرية يكتشف بمنتهي السهولة توجهاتها وسياستها التي لا تهدف في المقام الأول لخدمة الوطن حتي وإن ادعت ذلك ولكن هدفها خدمة أجندات ومصالح أصحاب القنوات أغلبهم من رجال الأعمال! لقد أصبحت سياسات وتوجهات برامج التوك شو بعد الثورة أكثر خطورة من سياساتها وتوجهاتها قبل الثورة وتغلبت مصالح الأشخاص علي مصلحة الوطن وتلك كارثة حقيقية!