إن البحث عن المستقبل واستشرافه هو هدف رئيسي من أهداف مكتبة الاسكندرية منذ إنشائها ونعتمد في تنفيذ ذلك علي خطة طموح من أجل التطلع لهذا المستقبل من خلال عدة محاور ليس هذا فقط بل قمنا خلال عام 0102 بتأسيس وحدة للدراسات المستقبلية تكون بمثابة حضانة للأفكار تسعي للأفكار الخلاقة والجديدة خاصة ان نمط الدراسات المستقبلية تطور في العالم خلال السنوات الماضية لدرجة معقدة دخل فيها بقوة علوم مثل الرياضيات والفلسفة وغيرهما من العلوم، بل أصبحت هذه الدراسات جزءاً رئيسيا تعتمد عليه المجتمعات في رسم صورتها المستقبلية. ومكتبة الاسكندرية تعمل من أجل تنفيذ هذا الهدف علي خمسة محاور أساسية وهي: المحلي، القومي، العربي، الأورومتوسطي، ثم العالمي، ولأن مكتبة الاسكندرية مؤسسة ذات طبيعة خاصة ومنوط بها أدوار عديدة، فقد استطعت مع فريق العمل الذي يتمتع بروح الشباب أن نحقق العديد من الطموحات تجاه هذه المحاور الخمس، وما زال لدينا آمال وطموحات ان نحقق المزيد خلال الفترة المقبلة، خاصة في ظل الروح الجديدة التي بثتها ثورة 52 يناير. لقد ضاقت مساحة المكتبة وقاعاتها بكم الانشطة والجمهور المصاحب لها، مما جعلنا نفكر في خطط جديدة للتوسع ومنها إنشاء مبني إداري للمكتبة بمنطقة أبيس بالاسكندرية كي يستوعب العديد من الأنشطة التي تهدف الي خدمة جمهور الاسكندرية والمحافظات المجاورة، كما بدأنا نشاطا ثقافيا وفكريا في بيت السناري بالقاهرة والذي تم إسناد الاشراف عليه للمكتبة من خلال وزارة الثقافة، ليكون هذا المكان الأثري الرائع قبلة للمثقفين والمفكرين.. ليس هذا فقط بل تنوي المكتبة إنشاء مكتبة للرسائل العلمية بمدينة برج العرب غرب الاسكندرية. كما أن أداء مكتبة الاسكندرية شجعني علي ان أخوض بقوة في العديد من المشروعات الجديدة التي سوف تكون نقلة بكل المقاييس للمجتمع المصري والعربي، ومنها علي سبيل المثال مشروع »مدينة العلوم« والمزمع تنفيذه علي مساحة 621 ألف متر مربع في المنطقة بين القاهرة والصحراء الغربية .وقد اتفقت مع مجلس الأمناء علي ضرورة القيام بالمزيد من الدراسة نظراً لكونه أكبر مشروع مستقبلي للمكتبة نظرا لأهميته في تعزيز العلوم في مصر بما ومن المنتظر ان يتم الانتهاء من الرسومات الهندسية للمشروع في غضون 81 شهرا. لقد استطاعت المكتبة خلال الفترة الماضية أن تقفز قفزات واسعة في مجال المقتنيات والفهرسة وأن تقدم للباحثين 06 ألف دورية إلكترونية و09 ألف كتاب إلكتروني من خلال اشتراكات المكتبة في 14 قاعدة بيانات متخصصة تحوي 35 ألفا و298 دورية إلكترونية و36 ألفا و087 كتابا إلكترونيا كما بلغ عدد مستخدمي المصادر الإلكترونية التي توفرها المكتبة الرئيسية 42 ألفا و303 مستخدمين والتي تضم مجموعات ثرية ومتنوعة من المقالات العلمية، وفصول الكتب، والأبحاث المقدمة في المؤتمرات، والرسائل الجامعية، والبيانات الإحصائية، وتوفر المكتبة، الي جانب المجموعة السابقة المتاحة عبر قواعد البيانات المتخصصة 081 ألف كتاب إلكتروني من خلال مستودع الأصول الرقمية HTTP:// DAR.BIBAIEX.ORG/DAR كانت قد رقمنته المكتبة من مقتنياتها المطبوعة. ومؤخراً افتتحنا »مكتبة الخرائط« وهي أحدث خدمة يقدمها قطاع المكتبات لتلبية حاجات ومتطلبات القراء ورواد المكتبة من الباحثين، وذلك تماشياً مع دور مكتبة الاسكندرية كهيئة داعمة للبحث العلمي في مصر، وتحقيقاً لأهدافها في أن تكون نافذة مصر علي العالم ونافذة العالم علي مصر وهي تضع تحت تصرف القراء كما معرفيا هائلا من الخرائط التي يبلغ عددها حوالي 0007 خريطة تجمع بين المجموعات الحديثة والخرائط التاريخية، وأكثر من 005 أطلس، بالاضافة الي 11 كرة أرضية سياسية، ومناخية، وطبيعية، ومنها ما يوضح توزيع المعادن والأحجار الكريمة، وغيرها ومن بين أهم مقتنيات مكتبة الخرائط نسخة طبق الأصل نادرة من خريطة »صورة الأرض للشريف الإدريسي« وكذلك نسخة طبق الأصل للخريطة المعروفة باسم »خريطة مخطوطة للخليج العربي وبلاد ما بين النهرين« ويعود أصل هذه الخريطة الي القرن السابع عشر. كما استحدث قطاع المكتبات في الفترة الأخيرة مجموعة من الخدمات التقنية والبرامج التعليمية المتميزة من أجل خدمة الباحثين والقراء من كل الأعمار، وتسهيل البحث والوصول الي كل أوعية المعرفة. لقد ولدت مكتبة الاسكندرية شابة بشبابها الذين يبلغ متوسط أعمارهم 92 عاماً والذين حملوا عبء ومسئولية وضع المكتبة علي خارطة المكتبات الدولية، وأدركوا منذ اللحظة الأولي أنهم في منافسة شرسة، تحملوا كل مشاقها وكانوا عند حسن الظن إذ تفوقوا علي أقرانهم في الدول الأخري، ومازال لديهم الجديد ليقدموه خلال السنوات القادمة.