خطة عبور من الحرب إلي التعمير أرض الفيروز في ثوب جديد 44 عاما مضت حتي الآن علي معركة العبور العظيم التي خاضتها مصر في أكتوبر 1973 لاسترداد الأرض والكرامة، وهي المعركة التي سجل فيها المصريون أروع البطولات والتضحيات، التي وقف العام كله أمامها منبهراً بإرادة المصريين. والآن وبعد 44 عاماً من عبور اكتوبر 1973، تخوض مصر معركة عبور جديدة، ولكن الوجهة هذه المرة نحو التنمية والتعمير في مختلف المجالات والقطاعات. ومنذ ثلاثة أعوام ماضية، وبالتحديد مع تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي مقاليد الحكم في يونيو 2014، تشهد مصر حرب استنزاف لإزالة مخلفات الماضي وكسر شوكة المتربصين بمصر وأهلها، وفي نفس الوقت اطلاق العديد من المشروعات التنموية العملاقة، التي من المتوقع أن تعبر بمصر إلي بر الامان، وتجعلها في مصاف الدول المتقدمة. ما بين أكتوبر 1973 وأكتوبر 2017 اختلافات عديدة، ولكنهما يشتركان في هدف واحد، فبينما كان العبور في أكتوبر 1973 من أجل استرداد الأرض والكرامة، فإن العبور في أكتوبر 2017 لامتلاك القرار سياسياً واقتصادياً مع استرداد مكانه مصر الاقليمية والدولية. وفي الملف التالي ترصد »أخبار اليوم» الفروق والتشابهات بين العبورين، وما تحقق من أجل تنفيذ العبور الثاني. منذ 44 عاماً كانت سيناء أرض حرب، تسقي بدماء الشهداء، وظلت علي مدار سنوات تعاني من أثار ومخلفات الحرب، ولكن الوضع اختلف تماماً في ذكري احتفالات نصر أكتوبر العام الحالي، فتحولت سيناء والمناطق المحيطة بها من مناطق حرب ودمار إلي مناطق تعمير وتنمية بعد اهتمام الدولة بتعمير المنطقة وإعمارها بعدد من المشروعات القومية الكبري، التي ستجعل سيناء مجتمعاً تنموياً متكاملاً لا ينقصه شيء. أربعة أنفاق تنهي العزلة الإجبارية التي فرضت علي سيناء خلال السنوات الطويلة الماضية لتربط أرض الفيروز بباقي محافظات المحروسة خاصة مدينة الإسماعيلية والوادي والدلتا ويجري العمل الآن علي قدم وساق للانتهاء منها في 30 يونيو من العام القادم بتكلفة تصل 4 مليارات دولار أي ما يعادل 29 مليار جنيه، لتكون هذه الانفاق حلقة الوصل تجارياً وسياحياً، حيث تم تقسيم حفر هذه الأنفاق إلي مرحلتين، تشمل المرحلة الأولي حفر 4 أنفاق منها نفقان في بورسعيد، ونفقان في الإسماعيلية، وتشمل المرحلة الثانية حفر نفق ثالث في كل محافظة. وتخصص الانفاق لعبور السيارات، حيث يخدم كل نفق اتجاها مروريا واحدا، للربط بين طريق بورسعيد القاهرة غربا، وطرق القنطرة شرق رأس سدر شرق قناة السويس، ويسهل عبور ما يقرب من 5 آلاف سيارة في اليوم، ويعتبر نقلة كبيرة لعبور العمالة والمنتجات من سيناء والوادي والعكس، بالإضافة إلي أنفاق الإسماعلية التي تربط سيناء بمدينة الإسماعيلية الجديدة، حيث تساهم هذه الانفاق في خلق مجتمعات عمرانية جديدة وزيادة حجم التبادل التجاري بين مصر وباقي الدول العربية أو الأجنبية بما يعود بالنفع علي الاقتصاد المصري. وأقيمت عدد من المشروعات الزراعية خلال الفترة الماضية، ومشروعات أخري يتم الانتهاء منها حالياً لخلق مجتمع زراعي صناعي تنموي جديد ومتكامل، منها الانتهاء من استصلاح وأعمال البنية الأساسية لمساحة 9765 فدانا بمنطقة بئر العبد بنسبة 100%، كما تم إنشاء 350 صوبة زراعية وتوزيعها علي بدو سيناء، وتخطط القوات المسلحة الآن لاستصلاح البنية الأساسية لمساحة 3915 فدانا بمنطقة بئر العبد وسيتم البدء فور التخصيص للأرض من وزارة الزراعة في إنشاء مدينة داجنة بالتعاون مع المستثمرين السعوديين علي مساحة 100 كم2، كما تم من استصلاح وأعمال البنية الأساسية في محافظة جنوبسيناء وزراعة 700 فدان زيتون بالمشاركة المجتمعية مع الجمعية العمومية لنساء مصر وبالتعاون مع جمعية من أجل مصر وإنشاء 850 صوبة زراعية وتوزيعها علي البدو.. كما أن الانتهاء من »سحارة سرابيوم» سيساهم في تحقق حلم التنمية في سيناء، حيث تم إنشاؤها أسفل القناة الجديدة لتنقل مياه النيل لسيناء لري نحو 70 ألف فدان، منها 30 ألفا في منطقة شرق البحيرات و40 ألف فدان شرق السويس علي ترعة الشيخ زايد، حيث تعتبر أكبر مشروع مائي أسفل قناة السويس الجديدة بتكلفة حوالي 200 مليون جنيه وتهدف لنقل المياه من شرق القناة القديمة إلي شرق القناة الجديدة لتكون أحد شريانين رئيسيين ينقلان المياه لسيناء مع ترعة السلام.. كما ساهم إنشاء المنطقة الاقتصادية لقناة السويس في عام 2015 إلي توجيه نظر المستثمرين إلي تلك البقعة المهمة التي ستساهم بشكل كبير في حركة التجارة العالمية عن طريق الخدمات التي تقدمها الموانئ الخاصة بها وتقام في المنطقة الاقتصادية عدد من المشروعات، ففي منطقة السخنة، تم تخصيص 50 ألف متر لإنشاء مصنع لتجميع السيارات المرسيدس، إضافة إلي المنطقة الجنوبية في العين السخنة التي تتضمن مشروعاً ضخماً في مجال البتروكيماويات »التحرير للبتروكيماويات» والذي سيكون الأول من نوعه في مصر، وأكبر مصنع في العالم ويضم وحدة تكسير النافتا مع القدرة علي إنتاج 1.4 مليون طن سنويا من الإيثيلين والبولي إيثيلين و900الف طن سنويا من البروبيلين و250 الف طن سنويا من البيوتادين و350الف طن سنويا من البنزين و100ألف طن سنويا من هيكسين بتكلفة حوالي 3.7 مليار دولار ومن المتوقع أن يولد المشروع 20 ألف فرصة عمل في المرحلة الأولي. كما تم توقيع عقد شركة التنمية الرئيسية مع موانئ دبي العالمية والشراكة تنص علي تنمية وتطوير مساحة 95 كيلومتراً مربعاً بمنطقة العين السخنة، لتشمل منطقة صناعية بمساحة تقريبية 75 كيلومتراً مربعاًأما في منطق شرق بورسعيد، فتم توقيع 5 اتفاقيات مع الشركة البافارية الألمانية والمطور الصناعي في شرق بورسعيد لإنشاء 5 مصانع في المنطقة الصناعية مع حلول 2018 المقبل، إضافة إلي إنشاء منطقة صناعية روسية باستثمارات 7 مليارات دولار والتنفيذ 2018 وتوقيع الاتفاقية خلال الشهور المقبلة وبنسبة عمالة مصرية بالمشروع تبلغ 90%، وتقام علي مساحة 5 كيلومترات مربعة باستثمارات وتقوم حالياً 9 شركات وطنية تحت إدارة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة-كمدير مشروع- بإنشاء 6 أرصفة بالميناء بطول 5 آلاف متر سيتم الانتهاء منها بنهاية 2017، كما يوجد حالياً بالميناء منطقة انتظار شاحنات حضارية جاهزة للتشغيل بعد الإمداد بالمرافق، بجانب محطة معالجة مياه الصرف الصحي بطاقة 500 م3/ اليوم جار التأهيل والإعداد للتشغيل، إضافة إلي محطة محولات بقدرة 250 ميجا /فولت/ امبير في مرحلة الاختبار وإطلاق التيار حالياً.