كانت البداية مع الكاتبة الصحفية سامية بكري وهي قاصة شابة تتميز كتاباتها بالسخرية الهادفة التي تعكس فيها هموم جيل بعد ثورة يناير من خلال كتابها الذائع الصيت " ظرفاء الفيس بوك " الذي رصدت فيه الكاتبة علي حد قولها في مقدمته مجموعة من ظرفاء يمارسون الكتابة الساخرة من خلال واقع افتراضي علي موقع الفيس بوك،ورغم أنهم بعيدون عن أضواء وسائل الاعلام والنشر التقليدية إلا أن لهم شعبية كبيرة ورصيدًا ضخمًا من المعجبين، يتزايد يوما بعد يوم ما يعود إلي مواهبهم الكبيرة وجديتهم فيما يكتبون حتي لو كان مقدمًا لبضع مئات أو آلاف من أصدقائهم علي الموقع.. علي الفيس بوك لمعت أسماء مثل: سامح سمير ومحمد داود ومحمد فاروق ووحيد فريد وياسر الزيات ومحمد ربيع ونائل الطوخي وغيرهم، بجانب عدد كبير ممن يمارسون السخرية بشكل غير منتظم علي صفحاتهم الشخصية بالموقع. يلاحظ أن ساخري وظرفاء الفيس بوك معظمهم من الأدباء والمبدعين الذين تتنوع مواهبهم ومصادرثقافاتهم ويتميز كل منهم بلون خاص به في تناول القضايا العامة والخاصة عبر بوابة السخرية. ورغم أن بعضهم شعراء وروائيون ومترجمون وآخرون مهندسون ومحامون فإنهم يطلون جميعًا علي الفيس بوك بالوجه الضاحك الساخر لهم، والذي يتناولون من خلاله كافة القضايا العامة الانسانية، السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية ليكونوا بحق ممثلين لظرفاء هذا الجيل الذي تطورت وسائل إعلامه وحصوله علي الأخبار ومواكبة الأحداث، فكان لابد من تطور وسائل وآليات رد فعله علي هذه الأخبار والأحداث سواء ناقدة أو غاضبة أو ساخرة.تناولت الكاتبة سامية بكري في الفصل الاول من كتابها بعض الآراء لظرفاء الفيس بوك تحت عنوان "في المسخرة السياسية "رصدت مجموعة من التعليقات الساخرة قبل ثورة يناير في نقد مبارك.. كتبت تقول: قبل ثورة 25 يناير وزي كتير من مستخدمي الفيس بوك والصحفيين وكتير من المصريين كان الظرفاء بيمارسوا نقد نظام مبارك، لكن طبعا الكتابة الساخرة ليها طعم مميز في النقد وكان لكل من كتاب الفيس بوك الساخرين طريقته ومنهجه الخاص في النقد والمسخرة ،ودي بعض كتاباتهم في نقد نظام مبارك من خلال قضايا مختلفة. مثل:ما كتبه عزت القمحاوي: أردت أن تشاركوني الشفقة علي شجيرة جهنمية، أكثر نباتات شرفتي عبطاً. المسكينة سكبت كل ما بقلبها من ورود اعتقاداً منها بأنه الربيع جاء، لكنه الشتاء التافه تخلي عن مكانه، وتركها يتيمة تحت رحمة صيف مسف، مثلما تخلت الحكومة عن الشعب، وتركته تحت رحمة لجنة سياسات الحزب الوطني وبرنامجها "اكفل قرية فقيرة". علي الزاوية الأخري من الشرفة جهنمية عجوز، خبيرة لم تنطل عليها حيلة صيف مباغت أوقفها كقاطع طريق.. وغيرها من الكتابات التي كانت تتناول بالنقد قضايا الفساد علي المستوي الاجتماعي والسياسي والتعليمي وتناولت كتابات أخري بعد الثورة والانتخابات جاءت تعليقات ساخرة مثل الذي يقول فيها سامح سمير: نظرا لان كل الدلائل تشير الي ان العملية الانتخابية ستكون صعبة و دقيقة للغاية لذلك ، حرصا علي سلامة مصر، اقترح انها تسافر لإجرائها بالخارج علي نفقة الدولة.. وتتوالي صفحات الكتاب في شتي المواضيع الاجتماعية الرياضية والثقافية وكل ما يمس حياة الناس في صور ساخرة ويختتم فصول الكتاب بالاعلام و سنينه.